قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن قمة مالطا بمثابة بداية فقط للتعاون في ملف الهجرة بين أوروبا وإفريقيا، فيما حذر رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك من أن اتفاقية شنغن الأوروبية على وشك الانهيار.
إعلان
تعتبر المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن القمة الأوروبية الإفريقية لبحث مشكلة الهجرة بمثابة خطوة أولى للتعاون بين كلا القارتين فحسب. وقالت ميركل اليوم الخميس (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) عقب المشاورات بين رؤساء دول وحكومات الأوروبية مع ممثلي 35 دولة أفريقية بفاليتا، عاصمة مالطا: "لقد كان هنا نقطة انطلاق لعملية أطول". وتابعت المستشارة الألمانية: "الكثيرون يسألون بالطبع: هل تم حل المشكلة بالفعل بهذه القمة؟ كلا، ولكن تم البدء في التوصل لحل بشكل منهجي". وأضافت قائلة: "لا يزال أمامنا الكثير من العمل أيضا".
في المقابل، حذر رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك الخميس من أن اتفاقية شنغن الأوروبية للحدود المفتوحة على وشك الانهيار نتيجة تداعيات أزمة الهجرة. وقال توسك في ختام القمة بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا في مالطا "نحن في سباق مع الزمن لإنقاذ اتفاقية شنغن ونحن مصممون على الفوز بهذا السباق".
وتأتي تعليقاته بعدما قامت النمسا وألمانيا والمجر وسلوفينيا والسويد بخطوات لإعادة فرض رقابة على الحدود أو نصب أسيجة لضبط تدفق المهاجرين إلى أراضيها. وتضم منطقة شنغن حاليا 26 بلدا، بينها 22 بلدا أعضاء في الاتحاد الأوروبي (لكن بلغاريا ورومانيا وقبرص وكرواتيا وايرلندا وبريطانيا غير مشاركة فيها) وأربع دول غير أعضاء هي أيسلندا وليشتنشتاين والنرويج وسويسرا.
ويحاول الأوروبيون اليوم الخميس خلال قمة مع القادة الأفارقة في مالطا التوصل إلى اتفاق حول خطة عمل لوقف تدفق المهاجرين وتبديد المخاوف من أن تتحول أوروبا إلى "حصن" في وجه اللاجئين. ويعقد القادة الأوروبيون بعد ذلك اجتماعا في ما بينهم لاستعراض مختلف القرارات التي اتخذت في مواجهة أزمة الهجرة غير المسبوقة.
قمة أوروبية استثنائية لمواجهة مأساة المهاجرين عبر المتوسط
تتكرر حوادث غرق القوارب المكتظة باللاجئين المنطلقة نحو "فردوس أوروبا"، وتتصاعد أرقام الضحايا كل يوم بشكل مأساوي، ما دفع زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على عقد قمة استثنائية بشأن الأزمة الخميس.
صورة من: picture-alliance/dpa/Ettore Ferrari
تتكرر حوادث غرق القوارب المكتظة باللاجئين المنطلقة نحو "فردوس أوروبا"، وتتصاعد أرقام الضحايا كل يوم بشكل مأساوي، ما دفع زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على عقد قمة استثنائية بشأن الأزمة الخميس.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Warnand
وفي آخر هذه الحوادث أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها تخشى أن يكون 700 شخص قد لقوا مصرعهم في غرق قارب مكتظ بالمهاجرين قبالة الشواطئ الليبية.
صورة من: REUTERS/Alessandro Bianchi
الكارثة الأخيرة لغرق زورق صيد كان يقل نحو 700 لاجئ في البحر المتوسط هزت العالم ودعت الاتحاد الأوروبي لعقد قمة طارئة لمناقشة ملف الهجرة غير الشرعية.
صورة من: REUTERS/Argiris Mantikos/Eurokinissi
حسب خفر السواحل الإيطالية لم ينج سوى 28 شخصاً فقط من الكارثة التي وقعت قبالة سواحل ليبيا والتي يرى كثيرون أنه كان من الممكن تفاديها. وقال ناجون أن الزورق كان يقل أيضاً نحو 50 طفلاً.
صورة من: Reuters/Darrin Zammit Lupi
من سوريا ولبنان، ومن أفريقيا يتوجه اللاجئون نحو البحر المتوسط بحثا عن قارب يعبر بهم نحو الضفة الأخرى. أوروبا حلم المهاجرين كبارا وصغارا ونساء وأطفالا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Giannakouris
يدفع البعض آلاف الدولارات للوصول إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط. يقول أحد اللاجئين الصوماليين "الظروف الصعبة والحرب تدفعاننا إلى الهجرة".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Montanalampo
ماذا يعرف هذا الطفل المهاجر عن أوروبا؟ تهرب أسر بأكملها نحو الساحل الأوروبي واليونان محطة عبور نحو دول أغنى، علّ مستقبل أطفالهم هناك يكون أفضل.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/R. Stefanos
يتقاضى مهربو المهاجرين غير الشرعيين مبالغ كبيرة مقابل منحهم مكانا في "قوارب الموت". بعضهم يبقى في ليبيا عدة أيام أو عدة سنوات كعمال حتى تسنح له فرصة للهروب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Italian Navy Press Office
من ينجح منهم في ركوب القارب والوصول حتى المياه الإقليمية لإيطاليا أو اليونان، لتسمك به خفر السواحل بعد ذلك، يكون حينها قد عبر البحر فعلا نحو المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/R. Stefanos
المحطة القادمة مركز اللجوء. تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى إيطاليا وحدها منذ بداية العام الحالي يبلغ 15 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Arvanitidis
لكن بعضهم يصل جثة إلى أوروبا. يمكن تحديد عدد من نجا من البحر لكن لا يمكن تقدير عدد من غرق في البحر المتوسط ليصبح وليمة لأسماك القرش.
صورة من: picture-alliance/dpa
منظمات عاملة في المجال الإنساني اتهمت الدول الأوروبية باللامبالاة أمام غرق اللاجئين. كما طالبت الاتحاد الأوروبي بالقيام بعمليات إغاثة في البحر المتوسط. إعداد: عباس الخشالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Ettore Ferrari
12 صورة1 | 12
وهذه القمة الاستثنائية ستركز بشكل خاص على المحادثات الجارية مع تركيا التي يطالبها الاتحاد الأوروبي بوقف تدفق اللاجئين السوريين. ورغم اقتراب الشتاء، لم يتراجع وصول المهاجرين ودفع الأربعاء بسلوفينيا إلى نصب أسلاك شائكة على طول حدودها مع كرواتيا. وبعد ساعات، أعلنت السويد أنها تعيد فرض الرقابة على حدودها على أمل الحد من أعداد الوافدين أيضا. وفي بيانهم المشترك الذي سيوقع خلال النهار، يتعهد الأوروبيون والأفارقة "بأن يديروا معا تدفق المهاجرين بكل جوانبه" بحسب مشروع البيان الذي حصلت عليه وكالة فرانس برس.