ميركل: لا يمكن لألمانيا توفير ملاذ لكل اللاجئين القادمين
٣ أكتوبر ٢٠١٥
قالت المستشارة الألمانية ميركل في رسالتها الأسبوعية عبر الإنترنت إن بلادها لا يمكنها توفير ملاذ لكل اللاجئين القادمين إليها، واصفة اندماج اللاجئين في المجتمع الألماني بأنه مهمة كبرى نظرا لحجم اللاجئين.
كشفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن بلادها لا يمكنها توفير ملاذ لكل اللاجئين القادمين إليها. وفي رسالتها الأسبوعية المتلفزة عبر الإنترنت، قالت ميركل اليوم السبت (الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر 2015): "يجب علينا أن نوضح أن هؤلاء المحتاجين إلى حماية من المنتظر أن ينالوا الحماية لدينا، كما علينا أن نوضح أيضاً أن هؤلاء الذين لا يحتاجون إلى حماية والقادمين لأسباب اقتصادية محضة، عليهم أن يغادروا بلادنا مرة أخرى". وأضافت ميركل: "علينا أن نكون أكثر منطقية، وأن نوضح ذلك".
تجدر الإشارة إلى أن الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري والحزب الاشتراكي الديمقراطي طالبا ميركل بالإعلان أن قوى ألمانيا في أزمة اللاجئين لها حدود، وكشفت نتائج استطلاع للرأي أن التدفق الكبير للاجئين أثار قلق عدد متنام من المواطنين الألمان.
اللاجئون في ألمانيا ـ ماذا بعد الترحيب؟
تشهد ألمانيا العديد من المبادرات التي ترحب بقدوم اللاجئين وهي في أغلبها مبادرات تطوعية. وبالرغم من هذا الترحيب فإن بعض المدن الألمانية شهدت هجمات معادية للاجئين، بالإضافة إلى مظاهرات معادية نظمها اليمينيون المتطرفون.
صورة من: Reuters/F. Bensch
حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من بعض المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
شهدت محطة القطارات في ميونيخ وصول أفواج من اللاجئين عايشوا ظروفا صعبة قبل وصولهم إلى ألمانيا. وفي انتظار أن تسجل الشرطة أسماءهم ويتم نقلهم إلى مراكز الإيواء، تناول بعضهم الطعام في مطاعم مؤقتة في المحطة خصصت لهذا الغرض.
صورة من: Reuters/M. Rehle
عدد من اللاجئين وصلوا عن طريق القطارات القادمة من شرق أوروبا، في حين هناك بعض اللاجئين الذين تم تهريبهم عن طريق السيارات. في الصورة الشرطة الألمانية تضبط على الحدود سيارة فيها لاجئون.
صورة من: picture alliance/Pressefoto Ulmer/A. Schaad
في الصورة قطار خصص لنقل اللاجئين من مدينة ميونيخ إلى مدينة دورتموند في إطار توزيع اللاجئين على الولايات الألمانية. ويرتكز التوزيع على المعطيات الديموغرافية لكل ولاية وخاصة عدد سكانها.
صورة من: imago/M. Westermann
قام عدد من الشباب العربي في برلين باستقبال اللاجئين القادمين من سوريا والعراق في محطة القطارات الرئيسية في برلين. ويقوم عدد منهم بمساعدة اللاجئين خاصة في يتعلق بالترجمة في المصالح الإدارية الألمانية.
صورة من: M. Abu Zbeed
دخل لاعبو فريق بايرن ميونيخ الملعب في إطار مباراة في الدوري الألماني البوندسليغا وهم مصحوبين بأطفال اللاجئين، وهي رسالة ترحيب يبعث بها النادي الألماني العريق، والذي له ملايين من المحبين في ألمانيا وكافة أنحاء العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kerstin Joensson
حرصا على إدماج اللاجئين في المجتمع الألماني قامت بعض معاهد تعليم اللغة في برلين بفتح أقسام مجانية لتعليم اللاجئين اللغة الألمانية. كما التحق أبناء اللاجئين بالمدارس الألمانية ومنهم من نجح بتفوق في الامتحانات.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
قدمت شركات ألمانية برامج تطبيقية خاصة بتقديم معلومات مفيدة للاجئين، بحيث ترشدهم إلى المصالح الإدارية التي تهتم بإصدار الوثائق الخاصة بالإقامة والمساعدات الاجتماعية، وتعليم اللغة، وبرامج تشرح لهم القوانين الخاصة باللجوء.
صورة من: DW/K. Cote
بالرغم من جو الترحيب باللاجئين الذي تشهده ألمانيا إلا أن عدة مراكز لإيواء اللاجئين تعرضت لاعتداءات كإضرام الحريق في مركز فيرتهايم. وقد أكدت المستشارة ميركل أن لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبال اللاجئين تحولت إلى مواجهات مع الشرطة الألمانية. في الصورة مظاهرة معادية للاجئين نظمها أعضاء في حزب النازيين الجدد.
صورة من: Reuters/F. Bensch
10 صورة1 | 10
وفي إشارة إلى تشكك المواطنين، قالت ميركل: "أعتقد أنه يجب السماح للناس بتوجيه أسئلتهم وهم يوجهونها أيضاً"، مضيفة أن من المهم البحث عن الحوار. وتابعت ميركل أن "شيئاً واقعياً للغاية نجم على نحو مفاجئ من حرب مثل تلك التي في سوريا والتي نتابعها في التلفاز في الغالب، وهذا الشيء هو قدوم لاجئين".
ووصفت ميركل اندماج اللاجئين في المجتمع الألماني بأنه مهمة كبرى "ونظرا لحجم اللاجئين، فيجب أن يتاح مجال للنقاشات". ورأت ميركل أن أزمة اللاجئين بمثابة اختبار إثبات الذات بالنسبة لأوروبا "فالمشكلة تلح، والواجب يلح".
من جانب آخر، قالت ميركل إن أوروبا بحاجة إلى حماية حدودها الخارجية فيما تواجه أكبر تدفق للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية وإن الأزمة "اختبار لهمة أوروبا". ووصل مئات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا هذا العام من الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا بينهم كثيرون فروا من الحرب أو الفقر.
وفي رسالتها الأسبوعية قالت المستشارة إن أوروبا بحاجة للمساهمة في مواجهة هذا التحدي العالمي، وتابعت "وبالنسبة لأوروبا يعني هذا أننا بالطبع نحتاج إلى حماية الحدود الخارجية لأوروبا قبل أي شيء وحمايتها معاً حتى تكون الهجرة إلى أوروبا منظمة".
لكنها أكدت في الوقت ذاته قائلة: "يجب أن نتحلى بمزيد من المسؤولية تجاه الدول التي توجد فيها أسباب فرار الناس أو التي يوجد فيها الكثير من اللاجئين مثل لبنان أو الأردن أو تركيا". ويتوجه الكثيرون من الفارين إلى ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا والتي تطبق قوانين لجوء متحررة نسبياً ونظاماً سخياً للمعونة.
وأظهر استطلاع للرأي يوم الخميس أن شعبية ميركل تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ قرابة أربع سنوات مما يعكس المخاوف المتنامية من تدفق المهاجرين.
ويقدر أن أكثر من 20 ألف شخص وصلوا إلى ألمانيا في سبتمبر أيلول أي تقريبا نفس عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى البلاد خلال العام الماضي بأكمله وتقدر الحكومة أن 800 ألف أو أكثر ربما يأتون خلال عام 2015.