عندما سقط جدار برلين عام 1989 كانت أنغيلا ميركل في ريعان الشباب. وبعد 30 عاما من سقوط الجدار تعود الذكريات بالمستشارة الألمانية لتتحدث عن حلمها، التي كانت ستحاول تحقيقه لو بقيت مواطنة لما كانت تعرف بـ"ألمانيا الشرقية".
إعلان
لو لم يسقط جدار برلين ربما كانت أنغيلا ميركل (65 عاماً) اليوم في رحلة في ربوع الولايات المتحدة في سيارة "ترابانت" بدلاً من وجودها في دهاليز منصب المستشارية في برلين، حسبما قالت لمجلة "دير شبيغل" الألمانية، في حوار الثلاثاء (5 نوفمبر/ تشرين الثاني 19).
ولدى سؤالها ما الذي كان سيحدث لو بقيت ألمانيا مقسمة، إلى شرقية وغربية، أجابت ميركل: "قطعاً أننا لم نكن لنلتقي، هذا أمر مؤكد".
لكن ماذا لو بقيت ألمانيا الشرقية قائمة حتى اليوم وبقيت ميركل مواطنة شرقية؟ تقول المستشارة "كنت سأتمكن من تحقيق حلمي" وتوضح "في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية) كانت النساء يتقاعدن في سن الـ60 عاما، فكنت سأحصل على جواز سفري قبل خمس سنوات (من الآن) وأسافر عبر أمريكا". فالمتقاعدون في ألمانيا الديمقراطية كان من حقهم حرية السفر، ومن لم تكن هناك حاجة إليهم في الانتاج الشيوعي كان مسموحا لهم بالسفر، حسب ما قالت ميركل لدير شبيغل.
المتشارة الألمانية أنغيلا ميركل - مسيرة نجاح من نوع فريد
صورة من: AP
ميركل في طفولتها
الشابة الصغيرة أنغيلا كاسنر، تعد الخشب لإشعال نار خلال أحد المخيمات في منطقة هيملبفورت بجانب مدينة إيسن في يوليو/تموز عام 1973. هذه الشابة الصغيرة التي كانت قد انتهت لتوها من الثانوية العامة، هي التي أصبحت فيما بعد أول مستشارة ألمانية وأصبح اسمها أنغيلا ميركل.
صورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb
من الشرق إلى الغرب
تميزت سيرة أنغيلا ميركل الذاتية والسياسية بالربط بين شقي ألمانيا الشرقية والغربية. فعقب سقوط جدار برلين وتوحيد الألمانيتان التحقت ميركل التي ولدت في هامبورغ ونشأت في شرق ألمانيا، بالحزب المسيحي الديمقراطي وشغلت لمدة أربع سنوات منصب وزيرة للمرأة والشباب في حكومة المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول.
صورة من: dpa
وزيرة البيئة في حكومة هيلموت كول
عقب فوز المستشار الأسبق هيلموت كول عن الحزب المسيحي الديمقراطي عام 1994 بولاية ثالثة تولت أنغيلا ميركل منصب وزيرة البيئة لمدة أربع سنوات.
صورة من: dpa
أمينة عامة للحزب المسيحي الديمقراطي
انتخبت أنغيلا ميركل عام 1998، عقب هزيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية التي فاز بها الحزب الاشتراكي الديمقراطي آنذاك، أمينة عامة للحزب المسيحي الديمقراطي، الذي بقي سبع سنوات على مقاعد المعارضة.
صورة من: dpa
زعيمة المعارضة الألمانية
سرعان ما تمكنت أنغيلا ميركل من حشد التأييد لدى أعضاء الاتحاد المسيحي، المؤلف من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، فانتخبت في تشرين الثاني/نوفمبر 2002 رئيسة للجناح البرلماني للاتحاد المسيحي. وأصبحت زعيمة المعارضة ضد حكومة المستشار الأسبق غيرهارد شرودر.
صورة من: AP
أول امرأة تتولى منصب مستشارة في ألمانيا
أدت أنغيلا ميركل يوم 22 من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2005 اليمين الدستورية قبل تسلم وثيقة تعيينها رئيسة للحكومة الألمانية، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى منصب المستشارة في تاريخ ألمانيا.
صورة من: AP
الملامح القيادية بدأت تتضح
انتخبت ميركل عام 2000 رئيسة للحزب المسيحي الديمقراطي وتمكنت من فرض نفسها على الساحة السياسية في ألمانيا ومن تشكيل أبرز أصوات المعارضة في البوندستاغ خلال حكم ائتلاف الاشتراكيين والحضر.
صورة من: AP
السياسية الأكثر شعبية لدى الألمان
يقول مراقبون في ألمانيا أن فوز الاتحاد المسيحي في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 27 من سبتمبر/أيلول الماضي يعود إلى ازدياد شعبية المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
صورة من: AP
سيدة المهام الصعبة
رغم المصاعب التي واجهتها ورغم الانتقادات الحادة التي وجهت إليها بأنها تفتقد إلى شخصية قيادية قوية، إلا أنها أثبتت أنه بإمكانها التعامل مع الأزمات الكبيرة على غرار الأزمة المالية العالمية والتي ألقت بضلالها على الاقتصاد الألماني.
صورة من: AP
أول رئيسة حكومة ألمانية تلقي خطاباً في الكنسيت
كانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أول رئيسة حكومة ألمانية تلقي خطابا داخل الكنسيت الإسرائيلي باللغة الألمانية في 18 من آذار /مارس عام 2008.
صورة من: AP
ميركل تترك بصماتها خلال رئاسة ألمانيا للاتحاد الأوروبي
تمكنت ميركل خلال تولي ألمانيا لرئاسة الاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من عام 2007 من ترك بصامتها على عدد من القضايا العالقة على الصعيد الأوروبي على غرار الترويج للمصادقة على معاهدة لشبونة وحشد التأييد داخل الاتحاد حول سياسة مناخية موحدة.
صورة من: AP
مستشارة ألمانية لولاية ثانية
تمكنت أنغيلا ميركل من الحفاظ على منصبها كمستشارة ألمانية لمدة أربع سنوات مقبلة وذلك بعد فوز الاتحاد المسيحي في الانتخابات البرلمانية في 27 من أيلول/سبتمبر الماضي وتشكيل حكومة ائتلاف مع الليبراليين.
صورة من: AP
12 صورة1 | 12
كانت الولايات المتحدة هي البلد التي تتطلع لزيارتها "طبعا كنت أيضا سأزور ألمانيا الإتحادية (ألمانيا الغربية) من كل بد، لكن رحلتى الأولى الطويلة كانت ستتجه إلى أمريكا، بسبب كبرها وتنوع حضارتها. وكي أشاهد جبال روكي وأتجول بالسيارة واستمع إلى بروس سبرينغستين. لقد كان هذا حلمي"، في إشارة إلى مغني الروك الذي اشتهر بأغنيته "مولود في الولايات المتحدة".
لكن أي سيارة كانت ستقودها في تلك الرحلة، هل سيارة أمريكية ضخمة؟ تقول ميركل "كلا، فأنا صديقة للسيارات الصغيرة، لكن ما هي السيارة التي كانت ستكون أفضل من ترابانت؟"، تتساءل المستشارة في إشارة إلى السيارة التي اشتهرت بانتاجها ألمانيا الشرقية آنذاك.
ص.ش/ع.أ.ج
ألمانيا الشرقية آنذاك وتقليدها لأفكار المنتجات الغربية
رغم صعوبة الحصول عليها إلا أن منتجات كالجينز والهامبرغر وجوارب النايلون تميزت بشعبية كبيرة في ألمانيا الشرقية. ما دفع الحكومة إلى إرضاء رغبة المستهلك بانتاجها محليا. إلا أن معظم محاولات تقليد المنتجات الغربية لم تنجح.
صورة من: picture-alliance/dpa
سيارة بورش الساكسونية
بسبب سنوات الانتظار الطويلة لم يكن بإمكان العديد من سكان ألمانيا الشرقية الإعجاب بسيارة "الترابانت" الألمانية الشرقية إلا من خلال الكاتالوج، ليطلقوا عليها لقب " بورش الساكسونية". واعتمدت "ترابانت" في صناعتها على نموذج غربي يعود لبريمن وهو "لويد LP 300 "، لتتمكن حكومة ألمانيا الشرقية آنذاك من إرضاء رغبات مواطنيها.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجينز يغطي الشرق
لفترة طويلة كان قماش الجينز هو رمز الرأسمالية الغربية بالنسبة للشرق. وفي عام 1978 اشترت ألمانيا الشرقية حوالي مليون سروال جينز من ماركة "ليفايز" الأمريكية. وكان الإقبال على شراء هذه السراويل لامثيل له على عكس تلك المصنوعة في ألمانيا الشرقية من ماركة "فيسنت" أو "شانتي"، ويعود سبب ذلك إلى نوعية القماش الرديئة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الديديرون في ألمانيا الشرقية
الديديرون آنذاك أحدث صيحة في عالم صناعة الأزياء حسبما يظهر هذا الموديل في إحدى عروض الأزياء. إذ تصنع الثياب والجوارب من هذه الألياف الاصطناعية التي تشبه بتركيبتها الكيميائية النايلون المستخدم في الغرب. إلا أن حكومة ألمانيا الشرقية كانت مصرة على استخدام البديل الاشتراكي "الديدرون"، رغم الشعبية الكبيرة لجوارب النايلون المصنوعة في الغرب.
صورة من: picture-alliance/akg-images
عصير الليمون الاشتراكي
بينما كان سكان ألمانيا الغربية يرون عطشهم بالكوكاكولا، عرضت ألمانيا الشرقية على مواطنيها بديلين اشتراكيين للقضاء على العطش، وهما مشروب"كلوب كولا" و"فيتا كولا". وكان ينبغي على كلا المشروبين أن يكون مذاقهما مماثلا للنسخة الأمريكية ،إلا أن شركة بيبسي المنافسة لكوكا كولا فشلت في هذا التحدي، فالطعم المرّ في "فيتا كولا" كان له أثر سلبي على السياح القادمين من الغرب.
صورة من: Gemeinfrei
هامبرغر الشرق
عام 1982 قدمت مطاعم "مركز الترشيد والبحوث" طبق "غريليتا"، لتنسخ ألمانيا الشرقية بذللك رمز آخر من نمط الحياة الغربية وهو "الهامبرغر"، و تبدو الوصفة مألوفة، إذ يتم تقسيم الخبز ويتم وضع اللحم بداخله مع قليل من الكاتشب الذي يمكن استبداله بصلصة آخرى في حال عدم توفر الكاتشب.
صورة من: picture-alliance/ZB
الحلويات الشرقية
تحت هذا الغلاف يوجد لوح من الشوكولاتة، وتصل نسبة الكاكاو فيه إلى 7 بالمئة . ويتم تعويض الكمية القليلة من الشوكولاتة باستخدام السكر والدهن، ومزيج مصنوع من البندق والبازلاء. وعلى عكس منافساتها في الغرب كانت مصانع الحلويات في الشرق غير منظمة دائما.
صورة من: picture-alliance/ZB
موسيقى اشتراكية موحدة
رغم انتقاد القيادة في ألمانيا الشرقية لموسيقى الروك الغربية إلا أن تسجيلات "أميغا" الموسيقية في ألمانيا الشرقية تمكنت من إحراج بعض نجوم الموسيقى الغربية كالبيتلز، ولم تعكس هذه الألبومات سوى مقاطع صغيرة من الأغاني الأصلية. وكانت هذه التسجيلات مزيج من ألبومات لمختلف الفنانين. ماساعد على ازدهار بيع التسجيلات الغربية في السوق السوداء.
صورة من: picture-alliance/dpa
البوب جيمناستيك في ألمانيا الشرقية
كان الأيروبيك أكثر أنواع الرياضة شعبية في شرق ألمانيا عام 1980 ، إلا أن تسمية الأيروبيك ارتبطت بالرأسمالية، مادفع إلى استبدالها باسم "بوب جيمناستيك". وسرعان ماوجد برنامج التمارين الرياضية الذي يبث على محطة ZDF ويحمل اسم "ضخم الشكل" نظيرا شرقيا له بعنوان "الطب تبعا للملاحظات".
صورة من: Deutsches Hygienemuseum
منتجات رقمية لم تلق رواجا
هذا الحاسوب من موديل "KC compact " من ألمانيا الشرقية بنسخة غربية. بسبب عدم قدرة ألمانيا الشرقية على منافسة ألمانيا الغربية في صناعة الكومبيوتر، قام مهندسون في ألمانيا الشرقية بتصميم الموديل نفسه. إذ تم انتاج سلسلة من حاسوب"KC compact" قبل سقوط الجدار عام 1989، ليكون نموذجا بسيطا للمنتجات الشرقية غير الرائجة.
صورة من: Enrico Grämer
موجة حنين إلى الماضي
فقط في فروع شركة "انترشوب" يمكن شراء منتجات ألمانيا الغربية مقابل أسعار مرتفعة. ويتم حاليا بيع منتجات ألمانيا الشرقية لآولئك الذين يحنون إلى عهد ألمانيا الشرقية، إذ يباع الكثير من المنتجات التي تمت تعبئتها بنمط شرقي ومعدلة وفقا لمعايير الصناعة الغربية، كالكاكاو في الشوكولاتة التي تمت زيادة نسبتها إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه في المنتجات الشرقية.