ميركل: ليس لدي أدنى شك في تحقيق تعاون وثيق مع ماكرون
٨ مايو ٢٠١٧
عبرت المستشارة الألمانية عن "سعادتها" بفوز إيمانويل ماكرون في انتخابات الرئاسة الفرنسية. وقالت إن ماكرون يمثل آمال "ملايين" الفرنسيين والكثير من الأشخاص في ألمانيا وأوروبا، مشددة على أنها واثقة من تحقيق تعاون وثيق معه.
إعلان
قالت المستشارة أنغيلا ميركل اليوم الاثنين (السابع من أيار/ مايو 2017) إنها "سعيدة جدا" بفوز إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. ووصفت ميركل فوز ماكرون بـ "العظيم"، مشيرة إلى أن الرئيس المنتخب يحمل أمل ملايين الفرنسيين - وأيضا الكثير من المواطنين في ألمانيا وأوروبا بأكملها"، مضيفة أن ألمانيا وفرنسا مرتبطتان مصيريا وتواجهان تحديات مشتركة في قيادة أوروبا إلى مستقبل جيد.
وأكدت ميركل على أنها واثقة من تحقيق تعاون وثيق مع الرئيس الفرنسي المنتخب. وقالت المستشارة "أتطلع بسرور إلى هذا التعاون... ليس لدي أدنى شك في أننا سنتعاون على نحو جيد". وأشادت ميركل بالرئيس الجديد قائلة: "لقد خاض حملة شجاعة مؤيدة لأوروبا"، مضيفة "أنه يدافع عن الانفتاح على العالم وهو مؤيد بقوة لاقتصاد السوق الاجتماعي".
وأضافت ميركل "أتمنى له وكذلك للفرنسيين كل النجاح الممكن". وردا على سؤال حول أوجه الدعم الألماني للحكومة الفرنسية الجديدة، قالت ميركل إنها تريد مساعدة فرنسا في خفض معدلات البطالة، خاصة بين الشباب، موضحة في المقابل أنها تنتظر حتى يعرب الرئيس الجديد عن أمنياته وتصوراته حتى يمكن بعد ذلك تحديد القواسم المشتركة.
وفي أول ارتباط رسمي له بعد الفوز في انتخابات الرئاسة الفرنسية، شارك إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرانسوا أولاند في وضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول أسفل النصب التذكاري للنصر في باريس، بمناسبة الذكرى السنوية الثانية والسبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية.
أ.ح/ح.ع.ح (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
ماكرون أصغر رئيس فرنسي منتخب...يهزم اليمين المتطرف
فاز الوسطي إيمانويل ماكرون مساء الأحد السابع من مايو/ أيار 2017 بالانتخابات الرئاسية الفرنسية أمام منافسته مارين لوبن زعيمة اليمين المتطرف، ليصبح في سن الـ 39 عاما أصغر رئيس منتخب لفرنسا.
صورة من: Reuters/B. Tessier
ماكرون قال بمناسبة فوزه إن "صفحة جديدة من تاريخنا الطويل تفتح. أريدها أن تكون صفحة الأمل واستعادة الثقة".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تم انتخاب ماكرون رئيساً لفرنسا -الذي لم يكن معروفا لدى الفرنسيين قبل ثلاث سنوات والذي يقول إنه ليس من اليمين أو اليسار- بعد حصوله على أكثر من 65,5 في المئة من الأصوات أمام لوبن التي حصلت على نحو 34 في المئة من الأصوات.
وتشير نتيجة الاقتراع الذي شهد نسبة امتناع عن التصويت قُدِّرَت بأكثر من 25 في المئة، إلى احتمال "إعادة تشكيل المشهد السياسي بشكل كبير ليتمحور حول الصراع بين "الوطنيين" وأنصار العولمة".
صورة من: Reuters/E. Feferberg
لحظات ترقب قضاها أنصار ماكرون خلال اليوم الانتخابي.
صورة من: picture alliance/dpa/AP/L. Cipriani
ابتهج أنصار ماكرون. وأشاد بفوز ماكرون الكثير من القادة الأوروبيين القلقين من تنامي النزعة الوطنية والحمائية الاقتصادية في أوروبا.
صورة من: picture alliance/dpa/abaca/E. Blondet
وسريعا ما تدفقت التهاني لرئيس فرنسا الجديد وخصوصا من الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرنسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي. واعتبرت ميركل أن فوز ماكرون هو "فوز لأوروبا قوية وموحدة" في حين اعتبر يونكر أن الفرنسيين اختاروا "مستقبلا أوروبيا" لهم.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
وبعد فوزه المشهود على الأحزاب التقليدية، سيكون على ماكرون الآن أن يجمع فرنسا مقسمة بشكل عميق، بين فرنسا الحضَر: المزدهرة أكثر والإصلاحية، وبين فرنسا الريف: الفقيرة التي يجتذبها التطرف. وسيكون عليه مواجهة قضايا أساسية بينها التصدي للبطالة المزمنة (10 في المئة) ومكافحة الإرهاب ودفع أوروبا الموحدة إلى الأمام.
صورة من: Reuters/B. Tessier
وكانت الدعوات تكثفت من كل حدب وصوب - بعد نتيجة "تاريخية" لماكرون في جولة الانتخابات الأولى- لقطع الطريق على اليمين المتطرف الذي يصل للمرة الثانية إلى الجولة الثانية الحاسمة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
لكن لوبن (48 عاما) المناهضة للهجرة ولأوروبا -والتي منيت بهزيمة قاسية- أشادت بتحقيقها "نتيجة تاريخية وكبيرة" لليمين المتطرف الذي أصبح كما قالت "قوة المعارضة الأولى" في فرنسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Corsan
من جانبه هنأ السياسي الهولندي اليميني الشعبوي خيرت فيلدرز، مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي رغم هزيمتها. قائلا: "أحسنت على أي حال...لقد صوت الملايين من الوطنيين لك! ستفوزين المرة القادمة وأنا أيضا". كما هنأت فراوكه بيتري -زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا المعادي للهجرة والإسلام- مارين لوبان على أدائها الانتخابي القوي رغم الخسارة وقالت إنها " تمكنت رغم العداء الشديد من تحقيق نتيجة مبهرة...".
صورة من: Reuters/W.Rattay
وقام ماكرون بحملة مع حركته "إلى الإمام" التي أسسها تحت شعار التجديد السياسي مع خط مؤيد للفكرة الأوروبية وبرنامج ليبرالي سواء في الاقتصاد أو المسائل الاجتماعية. وتقوم عقيدته على "فرنسا منفتحة في أوروبا تحمي".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Morenatti
ماكرون المصرفي السابق هو في الواقع يتبنى مبادئ "الأخلاقية السياسية" وقد أطلق تصريحا بقي ماثلا في الأذهان: "اللاجئون هم بشر مبدعون وقادرون على المقاومة". وامتدح سياسة اللجوء التي تبنتها أنغيلا ميركل، فقد أنقذت بتصرفها كرامة أوروبا، على حد تعبيره.
صورة من: DW/B. Riegert
السياسي الشاب ماكرون يدخل الآن قصر الإليزيه برفقة معلمته السابقة وزوجته الحالية التي تكبره بنحو ربع قرن، في فترة رئاسية تستمر لمدة خمسة أعوام. فهل يحقق كل ما وعد به ويتغلب على التحديات؟ إعداد: علي المخلافي