قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أثناء زيارة إلى سويسرا إن عبء استقبال مئات الآلاف من اللاجئين الفارين من الصراعات في سوريا وأماكن أخرى يجب أن يوزع بشكل أكثر عدلاً في أوروبا.
إعلان
رفضت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بشدة اتهامات رئيس الحكومة الهنغارية فيكتور أوربان بسبب سياسة اللجوء الألمانية. وقالت ميركل اليوم الخميس (الثالث من أيلول/ سبتمبر 2015) خلال زيارتها للعاصمة السويسرية برن: "ألمانيا تفعل ما هو ضروري من الناحية الأخلاقية والقانونية، ليس أكثر ولا أقل".
وكان رئيس الحكومة الهنغارية قد وصف في وقت سابق اليوم تدفق اللاجئين بأنه "مشكلة ألمانية"، وقال إن اللاجئين لا يرغبون في البقاء في بعض الدول كهنغاريا أو بولندا أو إستونيا "ولكنهم جميعا يفضلون التوجه إلى ألمانيا". وردت ميركل على ذلك عقب لقائها برئيسة الاتحاد السويسري زيمونيتا زوماروغا قائلة إن مشكلة اللاجئين تعد "مشكلة تعنينا جميعا في أوروبا".
وأضافت أنها تتفق في ذلك مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الذي أجرت معه مكالمة هاتفية صباح اليوم. وذكرت ميركل أن ألمانيا وفرنسا متفقتان في مطلب تطبيق الحصص الإلزامية لتوزيع اللاجئين داخل الاتحاد الأوروبي. يُشار إلى أن نظام الحصص يتم رفضه حتى الآن من جانب هنغاريا ودول أخرى بالاتحاد الأوروبي.
آلاف اللاجئين في ميونيخ والألمان يهبون للمساعدة
منذ أيام تشهد مدينة ميونيخ يوميا تدفقا غير مسبوق للاجئين قادمين من شرق أوروبا معظمهم من السوريين والأفغان. ورغم عدم الاستعداد السياسي لاستقبال هؤلاء، جاءت مساعدات سخية مقدمة لهم من جهات مختلفة لتظهر وجها جديدا لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
يعد شهر آب/ أغسطس وشهر أيلول/ سبتمبر من كل عام الموسم الرئيسي لقدوم اللاجئين. وقد توقعت ولاية بافاريا الألمانية أن يصلها هذا العام 10 آلاف لاجئ. لكن يبدو أن العدد سيفوق التوقعات بكثير بعدما سمحت المجر لآلاف اللاجئين بالتوجه بالقطار إلى ألمانيا والنمسا في مخالفة لقواعد الاتحاد الأوروبي.
صورة من: Reuters/L. Barth
وتدفق على محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ في الأيام الماضية (نهاية أغسطس/ آب وبداية سبتمبر/ أيلول 2015) آلاف اللاجئين القادمين من المجر. ومعظم القادمين إلى ميونيخ هم من سوريا وأفغانستان وهم من الشباب الذكور، لكن هناك أيضا سيدات وكبار السن وأطفال.
صورة من: Reuters/L. Barth
هؤلاء الأطفال وصلوا أيضا إلى محطة القطار في ميونيخ. على وجوههم تبدوا ملامح التعب والمستقبل المجهول. وربما يكون بعضهم قد فقد ذويه أثناء الرحلة، فكثيرا ما يموت لاجئون في طريقهم للهروب من جحيم الحرب في بلادهم إلى بلاد آمنة.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
حتى الأطفال الرضع نجحوا في الوصول إلى عاصمة ولاية بافاريا. الطفلة ذات الثوب الأحمر ترفع يدها بالتحية وتظهر على وجهها ابتسامة تزيل عناء الرحلة الطويلة الشاقة. اغتالت الصراعات والحروب أحلامها في بلدها الأصلي، لكن ربما تبتسم لها الحياة هنا في ألمانيا.
صورة من: Getty Images/L. Preiss
ورغم أن أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى ميونيخ فاجأت الجميع، إلا أن الأهالي ومنظمات الإغاثة هبت لمساعدة الوافدين الجدد. واكتظت قاعة في محطة ميونيخ بالمواد الغذائية والملابس واللوازم الأخرى لدرجة أن الشرطة منعت دخول المزيد من المساعدات لعدم وجود مكان لها.
صورة من: DW/B. Knight
حتى حفاضات الأطفال وورق التواليت والمناديل كانت من بين مواد الإغاثة التي تبرع بها مواطنون ألمان وجماعات المتطوعين، وجهات رسمية في بافاريا. ورغم أن الولاية مشهورة بتحفظها تجاه الغرباء عموما إلا أن حفاوة استقبال اللاجئين بلغت مستوى فاجأ الجميع.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
أمام المحطة الرئيسية للقطارات في ميونيخ وقفت متطوعات يوزعن على اللاجئين زجاجات المياة. ووصل الأمر ببعض المتطوعين والمتطوعات إلى أنهم لم يناموا لمدة يومين، ودفع بعضهم من جيبه الخاص أموالا ليشتري للاجئين طعاما وشرابا.
صورة من: Reuters/L. Barth
بالود والترحاب تستقبل هذه الشابة من جماعات المتطوعين صغار اللاجئين، الذين يتبادلون معها التحية. يقوم المتطوعون بفرز المساعدات وترتيبها وتوزيعها على اللاجئين. ورغم العمل الشاق لا ينسون الابتسامة ليدخلوا الطمأنينة إلى قلوب اللاجئين الذين روعتهم مناظر القتل والعنف في بلادهم الأصلية وواجهتهم الأهوال في طريق رحلتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
متطوعة اسمها "بيا" قالت إن من الأسباب الرئيسية لقدومها إلى محطة ميونيخ هو وجود متطرفين يمينيين في المحطة، وأضافت لـ DW "لذلك يجب علينا أن نكون حاضرين هنا." المتطوعة بيا في الصورة هنا تضع في جيدها وردة صنعها طفل سوري.
صورة من: DW/B. Knight
الشرطة في ميونيخ كانت لطيفة بشكل أثار الانتباه. ولم يتم أخذ بيانات اللاجئين في المحطة، وصرح المتحدث باسم الشرطة كارستن نويبرت لـ DW "بالنسبة لنا كان الجانب الإنساني هو المهم... يحصل اللاجئون على الغذاء والكساء، والفحص الطبي. ومن ثم يتم نقلهم إلى مراكز الاستقبال. وبعدها فقط يمكننا أن نبدأ الحديث عن الجنسيات".
صورة من: Reuters/M. Dalder
صورة للاجئين في محطة القطار الرئيسية في ميونيخ ينتظرون توزيعهم على مراكز الإيواء المختلفة. وقد استغاثت ولاية بافاريا بالولايات الألمانية الأخرى للمساعدة في التغلب على مشكلة تدفق اللاجئين. كما طالبت الدول الأوروبية بأداء واجبها نحو اللاجئين طبقا للمعاهدات الأوروبية. إعداد: صلاح شرارة.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
11 صورة1 | 11
وأشارت المستشارة الألمانية إلى أنه لابد من مراعاة القوة الاقتصادية ومساحة كل دولة "بالطبع" عند تطبيق نظام الحصص في توزيع اللاجئين، وأكدت أن ألمانيا لديها "الكثير من الحلفاء" في هذا الشأن أيضا. وفي الوقت ذاته ناشدت ميركل هنغاريا الالتزام باتفاقية جنيف التي تنظم المسائل المتعلقة بحماية لاجئي الحروب. وقالت ميركل: "اتفاقية جنيف الخاصة باللاجئين لا تسري في ألمانيا فقط، ولكنها تسري في كل دولة عضو بالاتحاد الأوروبي".
من جانب آخر وصفت ميركل سرعة سويسرا في اتخاذ القرار ورفضها غالباً لطلبات اللجوء من الدول الآمنة بأنه نموذج يحتذى به بالنسبة لأوروبا بأكملها. وقالت خلال مؤتمر صحفي مع زوماروغا: "طورت سويسرا بالفعل هنا إجراءات تتسم بأنها دستورية، وعلى الرغم من ذلك أنجزتها في وقت قصير بشكل واضح". وتابعت المستشارة الألمانية قائلة: "اعتقد أنه يتعين علينا العمل بالمبادئ التي يتم استخدامها هنا (في سويسرا) كمبادئ مشتركة في الاتحاد الأوروبي أيضاً".