ميركل وتاسك متمسكان بمعاهدة لشبونة رغم الرفض الايرلندي
١٦ يونيو ٢٠٠٨خلال لقائها بعد ظهر اليوم الاثنين(16 يونيو/حزيران) برئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك في مدينة غدانسك الساحلية البولندية ، بحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العديد من القضايا الحساسة كان من أبرزها نتائج الاستفتاء الذي جرى مؤخراً في ايرلندا والذي تمخض عن رفض الايرلنديين لمعاهدة لشبونة. وجاء اختيار غدانسك التي ينحدر منها تاسك رمزاً لتحسين العلاقات بين البلدين الجارين بعد تولي تاسك السلطة، كون المدينة ظلت تحت السيادة ألمانية حتى العام 1945.
والجدير بالذكر أن البرلمان البولندي صوّت على المصادقة على معاهدة لشبونة، لكن النص لا يزال يتطلب توقيع الرئيس ليخ كاتشينسكي الذي يطلب من الحكومة ضمانات حول الإعفاءات التي ستستفيد منها بولندا. وقد اتفقت المستشارة الألمانية ورئيس الوزراء البولندي على أنه لابد للاتحاد الأوروبي أن يمضي قدماً في إقرار معاهدة الإصلاح رغم رفض الناخبين الايرلنديين لها وأبديا استعدادهما للاضطلاع "بدور قيادي في (عملية) التكامل الأوروبي".
تاسك قلل من أهمية الرفض الايرلندي
وفي تصريح سابق له قلل تاسك من أهمية الاستفتاء الايرلندي مشيراً إلى أن الاستفتاء لن يبطل المعاهدة وأن الاتحاد الأوروبي سوف يبحث عن السبل التي تكفل وضع المعاهدة حيز التنفيذ. ويعول تاسك آمالاً كبيرة على تلك المعاهدة التي "تعد جيدة لتحقيق الاندماج في الاتحاد الأوربي وبالتالي فهي جيدة بالنسبة لبولندا" حسبما قال. وتشاطر المستشارة رئيس الوزراء البولندي الرأي فيما يخص معاهدة لشبونة، فهي ترى أن "المعاهدة ضرورية لتحسين آلية توسيع الاتحاد الأوروبي" في منطقة غرب البلقان في إشارة إلى ضم أوكرانيا ومولدافيا وجورجيا. وناشد تاسك وميركل جيرانهما الأوربيين مواصلة التصديق على المعاهدة.
مبادرة بولندية- سويدية
كما بحث المسؤولان القمة القادمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل ومبادرة بولندية سويدية تدعو إلى المزيد من التعاون بين الاتحاد الأوروبي وجيرانه الشرقيين. وقال تاسك: "إن جهود بولندا المستمرة منذ شهور فيما يتعلق بالشراكة مع الشرق ستصل إلى نهاية طيبة".
وفيما يخص خفض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون طالب تاسك أن تتفهم ألمانيا أزمة بلاده الخاصة إذ من المعروف أن بولندا تعتمد بشدة على الفحم. ومن جهتها لم تتوانَ ميركل عن عرض تقديم المساعدة والتعاون في سعي بولندا للحصول على مصادر للطاقة أكثر نظافة.
تاسك يعطي أولية خاصة لزيارة ميركل
وكان تاسك قد اختصر زيارة له للعاصمة التشيكية براغ التقى خلالها هناك لقاء برؤساء حكومات دول مجموعة "فيسيغراد" التي تضم بولندا وجمهورية تشيكيا والمجر وسلوفاكيا وذلك ليتسنى له الاجتماع بميركل. ولم يشارك بعد الظهر في لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على أن يمثله نائب رئيس الوزراء غريغور شيتينا.
وبعد مؤتمر صحفي مشترك، ستتوجه ميركل إلى فيينا لمشاهدة مباراة في كرة القدم بين ألمانيا والنمسا في إطار بطولة الأمم الأوروبية. حيث قال تاسك على سبيل المزاح إنه وميركل تفاديا مناقشة أحداث بطولة كأس أوروبا "يورو 2008" .