توافق قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا على العمل من أجل احتواء التوتر في الشرق الأوسط إثر مقتل قاسم سليماني، داعين إيران لضبط النفس. وفيما قال رئيس وزراء بريطانيا إنه لن يحزن على مقتل سليماني، أعلنت باريس تضامنها مع واشنطن.
إعلان
صرح متحدث باسم الحكومة الألمانية الأحد (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2020) بأن زعماء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا دعوا طهران "على وجه الخصوص" إلى ضبط النفس، وذلك في ظل التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران إثر مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
وأوضح المتحدث أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اتفقوا على هذا الموقف خلال اتصالات هاتفية. وأضاف المتحدث أن التهدئة مطلوبة الآن على نحو ملح، كما قال إن الزعماء الثلاثة اتفقواعلى ضرورة حماية سيادة وأمن العراق.
وأوضح أن ميركل اتفقت مع ماكرون وجونسون في الاتصالات الهاتفية على "العمل معا قدر الإمكان لتخفيف التوترات في المنطقة"، متابعاً أنّ "إيران مطالبة بإلحاح بإظهار ضبط النفس في الظروف الراهنة".
في غضون ذلك قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه لن يحزن على موت سليماني، وحث الجانبين الأمريكي والإيراني على العمل من أجل خفض التوترات. وأضاف جونسون أن "سليماني كان يشكل تهديدا لمصالحنا جميعا، وأنه كان مسؤولا عن نمط من السلوك التخريبي المزعزع للاستقرار في المنطقة، ونحن لن ننتحب على مقتله".
وأوضح أن بريطانيا ستعزز إجراءاتها الأمنية الخاصة بمصالحها في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه سيتم إطلاع البرلمان البريطاني بعد غد الثلاثاء على التطورات الخاصة بإيران.
ماكرون يؤكد لترامب تضامنه "الكامل" مع الحلفاء
بدوره أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره الأميركي دونالد ترامب "تضامنه الكامل مع الحلفاء"، داعياً ايران إلى الامتناع عن أي "تصعيد عسكري من شأنه مفاقمة عدم الاستقرار الإقليمي"، وفق بيان للرئاسة الفرنسية.
وأورد البيان أنه "في ظل تصاعد التوترات في العراق والمنطقة"، أعرب ماكرون أيضا "عن قلقه حيال الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي مارسها فيلق القدس بقيادة الجنرال قاسم سليماني" الذي قتل الجمعة بضربة أميركية، و"ذكر بضرورة أن تضع إيران حدا لها الآن".
أ.ح/ ف.ي (د ب أ، أ ف ب)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".