بعد عودتها من واشنطن أجرت المستشارة أنغيلا ميركل اتصالات هاتفية بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ونسقت معهما بشأن الاتفاق النووي مع إيران والرسوم الجمركية، فيما يبدو تحالفاً في الأفق.
إعلان
قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الأحد (29 أبريل 2018) إن محادثات هاتفية أجرتها المستأرة أنغيلا ميركل مع الرئيس ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا مي كانت بهدف تبادل المعلومات والتنسيق. وأوضح زايبرت أن الزعماء الثلاثة أعربوا مجددا عن تأييدهم لبقاء الولايات المتحدة في الاتفاق النووي مع إيران.
وفي الوقت ذاته أكد الزعماء الثلاثة استعدادهم الإعداد مع جميع الأطراف لاتفاقات إضافية لاسيما بشأن البرنامج الصاروخي الباليستي لإيران ودورها الإقليمي، بحسب زايبرت.
وأضاف المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن الزعماء الثلاثة ناشدوا ترامب في الوقت ذاته الإعراض عن "الإجراءات السياسية التجارية ضد الاتحاد الأوروبي"، محذرين من أن الاتحاد الأوروبي مستعد أيضا "للدفاع بحزم عن مصالحه في إطار النظام التجاري متعدد الأطراف".
يشار إلى أن النزاع التجاري بين واشنطن وبروكسل يرجع لتعريفات جمركية على واردات الصلب والألومنيوم فرضتها الولايات المتحدة في آذار/مارس الماضي، مبررة إياها بمصالح أمنية.
وكان قد تم إعفاء شركات أوروبية من هذه التعريفات في اللحظة الأخيرة بعد ضغط من بروكسل. ولكن هذا الإعفاء محدد المدة وينتهي بحلول الأول من شهر أيار/مايو الموافق بعد غد الثلاثاء.
عقدة الملف الإيراني
من جانبه أعلن قصر الإليزيه في باريس أن ماكرون كان قد تحدث هاتفيا أمس السبت مع ميركل ثم مع ماي. وأوضح الإليزيه أن ماكرون طالب باستئناف "عمل الإقناع" حتى لا تتخلى واشنطن عن الاتفاق النووي مع إيران.
وفيما يتعلق بالخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي طالب ماكرون بأن يكون التكتل مستعدا للرد بشكل سريع ومؤثر إذا تطلب الأمر ذلك. وكان ماكرون قد زار الولايات المتحدة والتقى ترامب قبل لقاء ميركل مع الرئيس الأمريكي.
وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية أن ماكرون أبلغ روحاني "رغبته في الحفاظ على المكاسب التي تضمنتها مفاوضات 2015 وفي ان يبدأ التفاوض على المواضيع الثلاثة الاضافية التي لا بد منها وهي مراقبة النشاط النووي (لايران) بعد 2025 والبرنامج الصاروخي الايراني والأزمات الرئيسية في المنطقة".
وأضاف البيان أنه أثناء المباحثات الهاتفية التي استمرت ساعة اتفق الرئيسان على "العمل في شكل رئيسي في الأسابيع المقبلة على الحفاظ على مضمون اتفاق 2015 بكافة مكوناته وكذلك على الوضع في اليمن وسوريا" حيث تنخرط طهران مع اطراف آخرين في النزاعين.
وقد أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد بأن الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الست الكبرى في تموز/يوليو 2015 "غير قابل للتفاوض مطلقا"، بحسب ما نقل موقع الرئاسة الايرانية.
فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو، خلال زيارته إسرائيل، اليوم الأحد، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سينسحب من الاتفاق النووي مع إيران "ما لم يتم ادخال تعديلات عليه".
وينص الاتفاق النووي مع إيران على التزام حكومة طهران بالتخلي لمدة لا تقل عن عشر سنوات عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي وتقييده بشكل كبير بهدف منع إيران من أن يكون لديها القدرة على تطوير أسلحة نووية، وذلك مقابل رفع العقوبات عن إيران.
م.أ.م/ م.س ( د ب أ، أ ف ب)
ميركل..صداقة عميقة مع رؤساء سابقين وخلاف كبير مع ترامب
تميزت علاقة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل مع سادة البيت الأبيض السابقين بالتقارب والصداقة عبر أكثر من عقد من الزمن إلى أن حط ترامب رحاله في واشنطن. وفجأة تتحول نقاط التقارب بين برلين وواشنطن إلى ملفات خلافية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ M. Kappeler
يريدون منا أن نتصافح؟
طلبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بلطف مصافحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في آذار/ مارس عام 2017 خلال زيارتها الأولى بعد انتخابه أثناء مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي. لكن مضيفها لم يتفاعل مع طلبها وأشار في اتجاه مختلف. وفي وقت لاحق قال ترامب أنه لم يسمع سؤال ميركل آنذاك.
صورة من: Reuters/J. Ernst
ميركل في مواجهة عناد ترامب
في قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في تموز/ يوليو عام 2017 واجهت ميركل مواقف ترامب العنيدة بشأن ملف حماية المناخ. وبعد عدة محاولات غير مجدية لإقناعه بأسلوب هادئ، كان الخيار الوحيد المتبقي أمامها هو توثيق نقاط الاختلاف حول ملف حماية المناخ من خلال خطاب واضح.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
بداية نهاية التقارب
خلال زيارته الأخيرة كرئيس للولايات المتحدة في برلين، بدا التقارب بين المستشارة والرئيس الأمريكي باراك أوباما واضحا للغاية. لكن في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2016، وبعد أيام قليلة من انتخاب دونالد ترامب، بدا أن أوباما أراد نقل مسؤولية الديموقراطية الغربية إلى أنغيلا ميركل. وسائل إعلام أمريكية علقت على الموضوع بسخرية ووصفت ميركل بقائدة العالم الحر.
صورة من: Reuters/F. Bensch
أرفع جائزة في أمريكا
في ثوب سهرة تلقت ميركل في حزيران/ يونيو عام 2011 ميدالية الحرية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض، وهي أرفع وسام مدني في الولايات المتحدة الأمريكية. ميركل حصلت على هذا الوسام بسبب إسهامها في السياسة الأوروبية. كما وصف المراقبون هذه الجائزة بأنها دليل على العلاقات الألمانية الأمريكية الجيدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
اختفاء ملامح العلاقة الودية
أثناء قمة مجموعة السبع الكبار في حزيران/ يونيو عام 2015 في جبال الألب البافارية، ظهرت بالفعل ملامح علاقة ودية بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وتمكنت المستشارة من كسب دعم الولايات المتحدة الأمريكية في ملف مكافحة تغير المناخ. لكن سرعان ما انتهت نقطة التقارب هذه فجأة مع انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
صورة من: Reuters/M. Kappeler
الدعوة إلى تكساس
في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2007، زارت أنغيلا ميركل وزوجها يواخيم زاور سلف الرئيس باراك أوباما، جورج دبليو بوش في مزرعته في كراوفورد، تكساس. استعرض بوش لهما مزرعته، وما يوجد داخلها ومنها أحد الأودية الصغيرة. وعلى المستوى السياسي، كان الوضع في إيران هو موضوع محادثات كل من ميركل وبوش في ذلك الوقت. ولكن هذه النقطة تحولت أيضاً في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب إلى نقطة خلاف بين البلدين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kugler
ميركل المحبة للحرية
بعد اجتماعهما الأول، كان الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش متحمساً لحب أنغيلا ميركل للحرية، والذي أوضحه لوسائل الإعلام من خلال مشوارها في جمهورية ألمانيا الديمقراطية. وفي قمة مجموعة الثماني في سانت بطرسبرغ في تموز/ يوليو عام 2006، أمسك بوش ميركل من الظهر ممررا بيده باتجاه الرقبة ، لتبعد المستشارة ذراعه على الفور وهي في حالة صدمة. غير أن تصرف بوش كان بدافع الود والمحبة.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Nemenov
الدعوة إلى حفلة الشواء
في تموز/ يوليو عام 2006، كان واضحاً مدى استمتاع جورج دبليو بوش بدعوة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل له في حفلة شواء داخل دائرتها الانتخابية الواقعة على ساحل ولاية مكلنبورغ فوربومرن على بحر البلطيق. وفي الصورة يظهر بوش وهو يضع على طبق ميركل قطعة من لحم الخنزير.
صورة من: picture-alliance/dpa/BPA/G. Bergmann
ميركل يد بيد مع بيل كلينتون
في حفل تأبين هيلموت كول في تموز/ يوليو عام 2017، ألقى الرئيس السابق بيل كلينتون خطاب حداد مؤثر عن المستشار الألماني السابق. و قال خلال خطابه هذه بنبرة حزينة "أنا أحببته". وعندما تحرك بيل كلينتون من منصة الخطاب والعودة للجلوس مرة أخرى، أمسك بيد المستشارة أنغيلا ميركل.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Murat
الوصول إلى الأب عبر الابنة؟
ابنة الرئيس الأمريكي، إيفانكا ترامب، التقت أيضاً بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في البيت الأبيض في واشنطن في آذار/ مارس عام 2017. وبدا أن محادثة المستشارة وإيفانكا كانت على نحو أفضل من محادثتها مع والدها. في الشهر التالي، شاركت إيفانكا ترامب في مؤتمر المرأة لقمة مجموعة العشرين في برلين وجمعتها المحادثات الحماسية للمرة الثانية مع أنغيلا ميركل.
صورة من: picture alliance/P. Benic/Consolidated News Photos
تحدي الأوروبيين
أسفر تعامل الرئيس إيمانويل ماكرون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن ثناء وسائل الإعلام الأمريكية على الضيف الفرنسي هذا الأسبوع. ومن ناحية المضمون فقد بدا أن ماكرون لم يستطع التأثير على رأي مضيفه لا حول موضوع الرسوم الجمركية أو حتى الصفقة الإيرانية. وإذا بقيت الأمور على هذا النحو، فإن لدى ألمانيا وفرنسا مخاوف مشتركة. إعداد: أندريا غروناو/ إيمان ملوك.