ميركل وماكرون يدعوان بوتين إلى إقرار هدنة في الغوطة
٢٣ فبراير ٢٠١٨
وجه الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشارة الألمانية ميركل رسالة مشتركة إلى الرئيس الروسي، طالبين منه إقرار مشروع لمجلس الأمن الدولي لفرض هدنة في الغوطة. كما دعا الاتحاد الاوروبي إلى وقف "المجزرة" التي تشهدها الغوطة الشرقية.
إعلان
وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رسالة مشتركة، الجمعة (23 فبراير/ شباط)، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليطلبا منه الموافقة على مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي لإقرار هدنة في سوريا، كما أعلن الاليزيه.
وفي رسالتهما، طلب ماكرون وميركل، الموجودان في بروكسل للمشاركة في قمة للاتحاد الأوروبي، من روسيا دعم مشروع قرار يطالب بوقف لإطلاق النار مدة 30 يوما في سوريا ويرمي خصوصا إلى تسهيل وصول المساعدة الإنسانية وإتمام عمليات الإجلاء الطبية في الغوطة الشرقية. وأوضح الاليزيه "في الوقت الراهن، لا نعرف ما سيكون عليه موقف روسيا". ولليوم السادس على التوالي، تقصف قوات النظام السوري الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق.
من جانبها، قالت المنسقة العليا للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني إنه يجب تنفيذ وقف فوري للهجمات على المدنيين في منطقة الغوطة الشرقية بسوريا، حيث "يتم استهداف المئات من المدنيين والسيدات والأطفال بشكل متعمد وبلا هوادة ".
وبينت موغيريني أن "الاتحاد الأوروبي يعجز عن التعبير عن الرعب الذي يتعرض له شعب الغوطة الشرقية" وتابعت " القتال يجب أن يتوقف الآن - المجتمع الدولي يجب أن يتحد لمنع تلك المعاناة الإنسانية". وقالت المسؤولة الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي يدعم مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى هدنة إنسانية مدتها 30 يوما في أنحاء سوريا. وأضافت أن "النظام السوري يجب أن يتوقف فورا عن استهداف شعبه وأن يلتزم بمسؤوليته الأساسية وهي حمايته".
ومنذ الأحد، قتل 426 مدنياً، بينهم 96 طفلاً، في غارات جوية وقصف صاروخي ومدفعي طال مدن وبلدات الغوطة، في أسبوع من بين الأكثر دموية في هذه المنطقة منذ بدء النزاع في العام 2011.
ع.أ.ج/ف.ي ( د ب ا، أ ف ب)
بسبب جحيم القصف.. الغوطة الشرقية تعيش كارثة إنسانية محققة
تشهد الغوطة الشرقية المحاصرة إحدى الفترات الأكثر دموية منذ بدء الحرب في سوريا. معاناة مستمرة وعنف متواصل في الغوطة جعل المنظمات الدولية تندد بـ"الجرائم" المرتكبة في حق هؤلاء، محذرة من "خروج الوضع عن السيطرة".
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
قتل البراءة
تحصد عمليات القصف على منطقة الغوطة الشرقية آلاف الأرواح لأطفال سوريين. إذ تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من سبعين طفل قتلوا من بين مجموع الضحايا منذ بدء التصعيد. وفي هذا الصدد، أصدرت اليونسيف بيانا بسطور فارغة لوصف معاناة أطفال الغوطة وشقائهم اليومي والمستمر.
صورة من: picture alliance/AA/Q. Nour
معاناة النساء
تعاني النساء بشكل كبير في الغوطة الشرقية التي تتعرض إلى أحد أعنف عمليات القصف منذ اندلاع الحرب عام 2013. وتشكل النساء جزءاً مهما من ضحايا القصف الذي تجاوز 250 قتيلا خلال يومين في المعقل الأخير لفصائل المعارضة السورية في ريف دمشق.
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
عائلات مشردة
موت الأطفال والنساء كما الرجال في الغوطة الشرقية ساهم في تشرد الكثير من العائلات السورية هناك. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوغاريك أن "نحو 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية قد تعرضوا لضربات جوية وقصف بالمدفعية". وهو ما أثارقلق وكالات الإغاثة على نحو متزايد.
صورة من: picture alliance/AA/A. Al-Bushy
تدمير المستشفيات والمدارس
المستشفيات، المدارس، دور العبادة... لم تسلم من الهجوم الذي تتعرض له الغوطة. فقد تعرضت ست مستشفيات للقصف خلال 48 ساعة فقط، إذ خرج ثلاثة منها عن الخدمة، فيما بقي مستشفيان يعملان جزئيا. وهو ما وصفته الأمم المتحدة بالهجوم غير المقبول وحذرت من أن يصل إلى حد جرائم الحرب.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
في انتظار الموت
تجاوز عدد القتلى في الغوطة الشرقية 250 قتيلا خلال يومين فقط. ويتسبب القصف إلى جانب نقص الغذاء والدواء وغيرهما من الضرورات الأساسية في المعاناة والمرض والموت أيضا. وقال سكان في الغوطة الشرقية بسوريا إنهم "ينتظرون دورهم في الموت" بعد كل ها القصف الذي يستهدف منطقتهم في الفترة الأخيرة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Almohibany
من المسؤول؟
يمتد الحصار على الغوطة الشرقية منذ 2013، وتقول الحكومة السورية وحليفتها روسيا التي تدعم الأسد بالقوة الجوية منذ 2015 إنهما لا تستهدفان المدنيين. كما ينفي الجانبان استخدام البراميل المتفجرة التي تسقط من طائرات هليكوبتر وتدين الأمم المتحدة استخدامها. في المقابل قالت وسائل إعلام رسمية إن مقاتلي المعارضة يطلقون أيضا قذائف المورتر على أحياء في دمشق قرب الغوطة الشرقية.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Almohibany
منظمات دولية تندد
الوضع بالغوطة الشرقية، يثير غضب الكثير من المنظمات الدولية التي ترفض ما يجري بسوريا. وكانت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات التابعة لها قد حذرت من أن تصير الغوطة الشرقية المحاصرة "حلبا ثانية"، ومن أن يتطور الأمر ليصبح "جرائم حرب" في حالة تصعيد القتال فيها. كما نددت بالهجوم الذي أصيبت فيه مستشفيات وبنيات أساسية مدنية أخرى، ووصفته بأنه غير مقبول. إعداد: مريم مرغيش