على خلفية حرائق الغابات في الأمازون، طلبت المستشارة الألمانية من قمة السبع إشارة لوقف الحرائق، وألمح وزير خارجيتها لعواقب محتملة بالنسبة لاتفاقية تحرير التجارة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل دول أمريكا الجنوبية "ميركوسور".
إعلان
تنتظر المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إشارة واضحة من قمة مجموعة السبع الصناعية الكبرى لوقف حرائق غابات الأمازون المروعة بأمريكا الجنوبية. وقالت ميركل اليوم السبت (24 آب/أغسطس 2019) في رسالتها الأسبوعية المتلفزة على الإنترنت قبيل توجهها لمدينة بياريتز الفرنسية لحضور القمة: "سنبحث كيف يمكننا تقديم الدعم والمساعدة، وسنبعث بنداء واضح بأنه يتعين بذل كافة الجهود لوقف احتراق الغابات المطيرة". وذكرت ميركل أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان محقاً عندما قال: "بيتنا يحترق"، مضيفة أنه لا يمكن الصمت على ذلك.
وبدوره، ألمح وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس إلى عواقب محتملة بالنسبة لاتفاقية تحرير التجارة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل دول أمريكا الجنوبية "ميركوسور". وقال ماس في تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاغ" الألمانية تنشرها في عددها غدا الأحد: "خلال زيارتي للبرازيل أوضحت بشدة أن سياسة البيئة وحماية المناخ لها أهمية محورية في تقييم اتفاقية الاتحاد الأوروبي-ميركوسور". وأضاف ماس في تصريحاته التي أدلى بها قبيل انطلاق قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى المقررة مساء اليوم السبت: "الاستدامة عنصر جوهري في هذه الاتفاقية. البرازيل ألزمت نفسها بمكافحة إزالة الغابات. الحرائق تبين بطريقة مأساوية مدى الضرورة الملحة لذلك".
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً، بصفته رئيسل للبلد المضيف لقمة الدول السبع، وضع هذا الأمر على جدول أعمال القمة.
وكان الرئيس البرازيلي، جاير بولسونارو، وجه انتقادات لنظيره الفرنسي، بعد أن دعا الأخير إلى مناقشة اشتعال الحرائق بغابات الأمازون خلال القمة. وقال بولسونارو عبر حسابه على تويتر: "يؤسفني أن يسعي الرئيس ماكرون إلى طرح قضية داخلية للبرازيل وبلدان الأمازون الأخرى من أجل تحقيق مكاسب سياسية شخصية"، بحسب وكالة "بلومبرغ" للأنباء. وأضاف: "هذه النغمة المثيرة للعاطفة لن تحل المشكلة"، وأشار إلى أنه تم "استخدام صور مزيفة" في هذا السياق.
وتهدد فرنسا وأيرلندا بالتصويت ضد اتفاقية تحرير التجارة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل "ميركوسور"، حال عدم بذل البرازيل المزيد من الجهود لحماية الغابات المطيرة.
ولا يوجد حتى الآن سوى اتفاق مبدئي غير رسمي بشأن إبرام الاتفاقية. ولم يصدر حتى الآن قرار رسمي للاتحاد الأوروبي، حيث يتعين أن توافق الدول الأعضاء بالإجماع على الاتفاقية. ومن الضروري أيضاً أن يوافق عليها البرلمان الأوروبي وبرلمانات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، قبل أن تدخل حيز التنفيذ.
وتشتعل في البرازيل حاليا حرائق في غابات الأمازون، وهي الأشد منذ سنوات. وبحسب تقارير إعلامية في أمريكا الجنوبية، زادت الحرائق وتهديدات الحرائق في أكبر دولة بأمريكا الجنوبية بنسبة 83%. وتم حتى الآن تسجيل أكثر من 70 ألف حريق، معظمها غابات تقع في ممتلكات خاصة، إلى جانب محميات طبيعية وأراضٍ تعود للسكان الأصليين.
خ.س/م.م (د ب أ)
حرائق الغابات ... الكارثة تأتي بعد حين
في الوقت الذي تقرع فيه عدة منظمات جرس الإنذار بخصوص التغييرات المناخية وتأثيرها على البيئة، تتسبب الحرائق في تدمير عدة غابات والقضاء على حياة كائنات على كوكب الأرض. ألبوم الصور يسلط الضوء على بعض آثار هذه الحرائق.
صورة من: Getty Images/A. Renneisen
تراث عالمي في خطر
أتى حريق مدمر على حوالي 80.000 هكتار من الأراضي في المحمية الطبيعية "جبل كينيا"، وهو ما يقرب من نصف مساحة المحمية في هذا البلد الأفريقي. ورغم أن الحرائق ليست بالأمر الشائع هناك، بيد أنه تم تسجيل أكثر من 100 في هذه السنة وحدها. وتعد هذه المحمية موطناً للبحيرات والغابات الكثيفة والأنهار والحيوانات النادرة، التي تهددها الحرائق.
صورة من: Getty Images/A. Renneisen
حرائق في غابات اليونان
في السنة الماضية، لقي أكثر من 80 شخصاً مصرعهم في حرائق الغابات باليونان. واكتشف باحثون من أستراليا أن الغابات هناك تحتاج إلى الكثير من الوقت، من أجل التعافي بعد الحرائق المدمرة.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Karmaniolas
عقود لتجديد التربة
تحتاج تربة الغابة إلى حوالي 30 سنة، من أجل تجديدها بالكامل بعد اقتلاعها. ويمكن لهذه المدة أن ترتفع إلى 80 سنة في حال كان هناك حريق ما. ودرس الباحثون من أستراليا أكثر من 80 موقعاً في جنوب شرق البلاد، فضلاً عن استخلاصهم حوالي 700 عينة من التربة، التي تعرضت إلى أنواع مختلفة من الأضرار على غرار الحرائق والترسبات.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
بعد ستة أشهر...
بعد ستة أشهر من حريق في منطقة بالعاصمة الألمانية برلين صيف السنة الماضية، تم قطع أجزاء كبيرة من المناطق المتضررة. ويرى العلماء أن حرائق الغابات وإزالتها بعد الحريق قد يؤدي إلى خسارة عناصر مهمة تحتاجها التربة.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
الإنسان يُعطل الدورة الطبيعية
تعد الحرائق في بعض الأماكن جزءاً مهماً من الدورة الطبيعية. فبعض الأشجار على غرار الأوكالبتوس تحتاج حتى إلى النار من أجل إطلاق بذورها. ويقول العلماء إنه بفضل الرماد يمكن للعديد من العناصر الغذائية أن تصل إلى التربة بعد الحريق. لكن يمكن أيضاً للجفاف الشديد وإزالة الغابات وإخماد الحرائق أن يُعطل الدورة الطبيعية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Suslin
تدمير التربة
صيف السنة الماضية، دمر حريق غابة في البرتغال تعود إلى 700 سنة، فقد تم سحق حوالي 80 في المائة من الغابة، فضلاً عن قتل الخنافس والطيور والثدييات. وتحتاج تربة هذه الغابة إلى حوالي 50 سنة، من أجل التعافي والعودة إلى حالتها الطبيعية.
صورة من: picture-alliance
خسارة مواد غذائية حيوية
خلال الحريق، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 500 درجة مئوية. ونتيجة لذلك، يتم فقدان عدة عناصر غذائية تعزز النمو مثل الفوسفور والكربون العضوي والنترات. وفي حال وقوع الحرائق بشكل متكرر في مكان واحد، فإن الأمر يصبح صعباً على الغابة من أجل التعافي. وبدون هذه العناصر الغذائية المهمة لا يمكن للتربة دعم نمو النبات، فضلاً عن عدم تخزينها للكربون.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Lehti
لا تربة، لا حياة
التربة جزء أساسي من بيئة الغابة. ويوكد العلماء أن التربة في معظم الحالات أساس الحياة. فالتربة تدعم نمو الزهور وتغذي الفطريات والبكتيريا، بالإضافة إلى تخزينها للكثير من الكربون.
صورة من: picture-alliance/F. Herrmann
خطر إزالة الغابات
يؤثر قطع الغابات باستخدام الآلات وحرق الرواسب المتبقية على التربة. ويؤدي اقتلاع الأشجار إلى إطلاق الكثير من ثاني أكسيد الكربون في الجو.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
تربة سوداء
حريق الأشجار يتسبب في تحول التربة إلى سوداء. فمثلاً، الغابات الألمانية لديها صعوبات كبيرة من أجل تجديد نفسها والتعافي بعد الحريق. وفي السنوات القادمة يتوقع أن يتسبب الجفاف في حرائق غابات، ما يعني أن الغابة قد تحتاج إلى قرون قبل أن تعود إلى الحياة مرة ثانية. إعداد: شارلي شيلد/ ر.م