"ميروبس التركي والحارس الشرقي" لرصد توغل روسيا بأجواء الناتو
علي المخلافي د ب أ، أ ف ب ، أ ب
٢٠ سبتمبر ٢٠٢٥
ازدادت انتهاكات روسيا للمجال الجوي الشرقي لحلف شمال الأطلسي، وكان آخرها للأجواء الإستونية بحسب إستونيا، وهو ما دفع حلف الناتو للاتجاه إلى نظام استطلاع تركي وإلى مهمة جديدة هي "الحارس الشرقي" لتمتين دفاعات حدوده الشرقية.
تظهر هذه الصورة التي نشرتها القوات الجوية السويدية في 19 سبتمبر/أيلول 2025 طائرة مقاتلة روسية من طراز ميغ-31 تحلق فوق بحر البلطيق بعد انتهاكها المجال الجوي الإستوني.صورة من: Forsvarsmakten/AFP
إعلان
دفع تزايد انتهاكات روسيا للمجال الجوي -للجناح الشرقي والجنوبي الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)- شركاء حلف الناتو إلى الاتجاه نحو الاعتماد على النشر قصير المدى لنظام استطلاع تركي. ووفقا لمعلومات حصلت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) سيتم تنظيم التدريب على النظام بمساعدة أوكرانيا. والهدف هو بدء التدريب الأولي في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.
ومن المقرر تجهيز بولندا ورومانيا، اللتين شهدتا مؤخرا زيادة في عمليات التوغل التي تقوم بها طائرات روسية بدون طيار، بنظام المراقبة الجوية التركي متعدد الأطياف واسع المدى (ميروبس) وتدريبهما عليه. ويمكن تركيب هذا النظام على طائرات الهليكوبتر والطائرات بدون طيار، وهو قادر على اكتشاف الأنظمة المعادية من خلال السحب والغبار. وقد تم الكشف عنه علنا لأول مرة في عام 2022.
قيادي في البرلمان الأوروبي: نحتاج إلى دفاع جوي أوروبي قوي
وبعد تجدد انتهاك روسيا للمجال الجوي لإحدى دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، دعا قيادي في البرلمان الأوروبي إلى رد حازم. وقال رئيس كتلة المحافظين في البرلمان الأوروبي، مانفرد فيبر، في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية: "نحن بحاجة الآن، أكثر من أي وقت مضى، إلى دفاع جوي أوروبي قوي"، موضحا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يمارس استفزازات فحسب، "بل يختبر أيضا قدراتنا الدفاعية الأوروبية".
وأعلنت إستونيا، وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أمس انتهاك جديد لمجالها الجوي من قبل روسيا. وفي مساء الجمعة، أعلنت بولندا اقتراب مقاتلتين روسيتين من منصة نفط بولندية في بحر البلطيق على ارتفاع منخفض. وفي الأسبوع الماضي، اخترقت أكثر من 20 طائرة روسية مسيرة المجال الجوي البولندي، وقد تمكنت مقاتلات الناتو من إسقاط بعضها.
روسيا تنفي انتهاك أجواء إستونيا بطائرات مقاتلة
ونفت الحكومة الروسية اليوم السبت أن تكون ثلاث مقاتلات تابعة لها قد انتهكت المجال الجوي الإستوني أمس الجمعة. ونقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية عن وزارة الدفاع في موسكو قولها في وقت مبكر من صباح اليوم السبت: "تم تنفيذ الرحلة وفقا لقواعد المجال الجوي الدولي، دون انتهاك حدود دول أخرى". وأضافت الوزارة "خلال الرحلة، لم تنحرف الطائرات الروسية عن مسار الرحلة المتفق عليه ولم تنتهك المجال الجوي الإستوني"، قائلة إن الطائرات حلقت فوق المياه المحايدة في بحر البلطيق، على بعد أكثر من ثلاثة كيلومترات من جزيرة فايندلو.
جزيرة إستونية في البلطيق تتأهب لأي هجوم أو غزو روسي
05:40
وقدمت إستونيا رواية مختلفة، قائلة إن ثلاث طائرات مقاتلة روسية دخلت مجالها الجوي في وقت مبكر من يوم الجمعة بالقرب من فايندلو دون تصريح وظلت هناك لمدة 12 دقيقة. وفي بيان على موقع "اكس"، قالت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي (الناتو) أليسون هارت "رد حلف الناتو على الفور وقام باعتراض الطائرات الروسية"، على الرغم من أن تفاصيل مناورة الاعتراض لا تزال غير واضحة. وفي مثل هذه الحالات، تحلق الطائرات المقاتلة عادة لمرافقة الطائرة الدخيلة خارج المجال الجوي.
إعلان
"الحارس الشرقي" - "عيون الناتو" لرصد التهديد الروسي
وفي مهمة تأتي بعد توارد أنباء انتهاك مقاتلتين روسيتين أجواء إستونيا لمدة 12 دقيقة وفي إطار الرد على الاختراق الروسي، أمر القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي بمهمة جديدة هي Eastern Sentry (الحارس الشرقي)، لتمتين دفاعات الحدود الشرقية للحلف التي تم تعزيزها منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في العام 2022. ومن هذه المهمة رحلة استغرقت ثماني ساعات من قاعدة في ألمانيا للدوران فوق بولندا هي الأولى التي تقوم بها إحدى طائرات أواكس الـ14 التابعة لحلف الناتو، تحت مظلة "الحارس الشرقي".
وعلى متن طائرة المراقبة هذه التابعة لحلف شمال الأطلسي على ارتفاع نحو 10 آلاف متر فوق شرق بولندا، مسح عناصر قوات جوية الشاشات بحثا عن أي علامة على خرق طائرة روسية لحدود التحالف، وبرز التهديد الجمعة عندما انتهكت طائرتان مقاتلتان روسيتان المجال الجوي الإستوني لمدة 12 دقيقة، وفق ما نقلت إستونيا، ما أثار ذعرا في جميع أنحاء أوروبا وأجبر حلف شمال الأطلسي على إرسال طائرات مقاتلة، من دول مثل فرنسا وألمانيا، إلى بولندا.
قلق إستونيا من روسيا يدفعها حتى إلى تجنيد المراهقات
02:39
This browser does not support the video element.
ويصل مدى الرادار الضخم الموجود على طائرة المراقبة، والذي يُطلق عليه اسم "عيون حلف شمال الأطلسي في السماء"، إلى حوالى 500 كيلومتر، ما يمنح الطاقم القدرة على الرؤية عبر الأراضي المعادية في بيلاروسيا ومنطقة كالينينغراد الروسية.
وقال قائد طائرة المراقبة الكابتن البلجيكي جويل الذي ذكر اسمه الأول فقط، "ننفذ مهمات في بولندا منذ حوالى عامين لحماية دول حلف شمال الأطلسي". وتدارك "لكن ما حصل في بولندا يذكّر الجميع في الواقع، بأنّ شيئا ما يمكن أن يحدث، ولهذا السبب نحن هنا مجددا اليوم، لإلقاء نظرة على ما يحصل، وللتأكد من أن أجواء الناتو محمية".
تحرير: ف.ي
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.