1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ميسورو غزة وفقراؤها يعانون من غلاء الأضاحي

١٥ نوفمبر ٢٠١٠

تمنع إسرائيل، منذ أربع سنوات، دخول العديد من السلع إلى قطاع غزة ومن بينها الأغنام والأبقار. هذا الوضع دفع تجار المواشي إلى تهريبها عبر الأنفاق مع مصر ليرفع ذلك أسعار الأضاحي، في ظل الحالة الاقتصادية الصعبة لأهالي القطاع

صورة من: DW

"كافة ما تراه في هذا الحُوش من أغنام وأبقار قمت بتهريبه من مصر، بسبب المنع الإسرائيلي لدخول العجول والأغنام"، هذا ما قاله زكريا عبد الله، تاجر المواشي لدويتشه فيلله، مشيرا إلى سماح إسرائيل في الأشهر الأخيرة بدخول عدد قليل من العجول، لكنها لا تُلبي الاحتياج اليومي لقطاع غزة.

ويقدّر زكريا حاجة القطاع من المواشي والأبقار في موسم عيد الأضحى بـ "8000 عجل و20 ألف رأس غنم". أما سبب ارتفاع أسعار الأضاحي فعزاه إلى تكلفة عمليات التهريب ونفوق أعداد كثيرة من المواشي في الأنفاق. وإذا وصلت المواشي سالمة، يصعب وجود مشترين لها بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، فزكريا وأصحاب مزارع بالقرب منه شكوا لنا من عدم إقبال المواطنين على الشراء :"لم نبع عُشر ما بعناه العام الماضي".

وما رصدته دويتشه فيلله في أسواق ومزارع بيع المواشي والأغنام في قطاع غزة حركة تجارية خجولة، وحالة غير مسبوقة من الركود نتيجة تدني الطلب بسبب ارتفاع الأسعار، ومكثنا في احد مزارع المواشي نحو ساعة وربع الساعة دون أن نسجل حالة بيع واحدة. وقال لنا صاحب المزرعة بأنه لم يبع سوى خروف واحد منذ الصباح.

أبقار وعجول تم تهريبها عبر الأنفاق من مصر إلى القطاعصورة من: DW

الفقراء عاجزون... والميسورون يعانون

"لا أستطيع أن أُضحي هذا العام، فأسعار الأضاحي هذه السنة غالية". هذا هو حال أبو حازم، رغم أنه من متوسطي الدخل، حسبما أفاد لدويتشه فيلله. وحال عطا أبو مصطفى لا يختلف عن حال أبي حازم، الذي أعتقد أن أسعار هذا العام ستكون اقل من الأعوام السابقة، إلا أن أمله خاب :" الأضحية لمن يستطيع، لكن الحصار والبطالة وتوقف عجلة الإنتاج، جعلت حال أسَر ٍ كثيرة مثل حالي".

وأثناء تواجدنا في أحد أحواش بيع المواشي، دخل ثلاثة رجال أحدهم في العقد الخامس يرتدى بدله أنيقة، فسأل التاجر عن سعر احد الخراف، فذكر له مبلغا يعادل حوالي 450 دولار أمريكي، فغادر هؤلاء مسرعين دون أن يشتروا. أما الحاج عبد العليم فقال لنا :"في كل عام أشترك مع عدد من أصدقائي في الأضحية وهى عجل، وكنت أدفع ثمن حصتي 400 دولار، لكنني فوجئت هذا العام بطلب صاحب المزرعة زيادة قيمتها 250 دولارا، فاضطررت إلى الدفع".

ندرة المواشي والأبقار في قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي، رفع سعرها إلى مبالغ قياسيةصورة من: DW

الجمعيات الخيرية تقف عاجزة أمام جيش الفقراء

أصبحت الأضحية حلم كثير من العاطلين عن العمل بسبب الحصار المتواصل منذ سنوات، مما جعلهم يعتمدون بشكل مباشر على ما تقدمه المؤسسات الخيرية.

ويعيش نحو 85 في المائة من سكان غزة على المساعدات الإنسانية التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، في الوقت الذي وصلت فيه نسبة البطالة في القطاع بسبب الحصار إلى 65 في المائة، حسب إحصاءات رسمية أجريت مؤخراً.

وقال لنا أحد رؤساء الجمعيات الخيرية إن الحصار الإسرائيلي على القطاع وتجميد أرصدة عشرات المؤسسات الخيرية وملاحقتها، أضعف قدرتها على تقديم ما يلزم الفلسطينيين من مساعدات، وخاصة تقديم الأضاحي هذا العام إلى المحتاجين.

وفي هذا السياق قال أبو العبد، وهو صاحب احد مزارع المواشي إن :" وكالة الغوث الاونروا اشترت مني لعيد الأضحى نحو 700خروف من إجمالي 5000 آلاف خروف تقوم بشرائها من مزارع مختلفة لتوزيعها على الفقراء".

مواطنون في قطاع غزة يساومون على شراء الأضاحيصورة من: DW

عيد أضحى ..مصحوب بتهديدات إسرائيلية

لم تنقطع التهديدات الإسرائيلية بعملية عسكرية ضد القطاع، فالقادة العسكريون الإسرائيليون يدلون بتصريحات، تحت مسميات عدة، يهددون فيها بشن حرب جديدة مرتقبة ستكون أكثر ضراوة وعنفا على القطاع، مما يزيد من مخاوف السكان في ظل أجواء عيد الأضحى .

وفي هذا السياق يقول أحد المواطنين من شرق غزة :"إسرائيل تقوم في كل مناسبة أعياد بتصعيد الأجواء في القطاع وتسبب غاراتها مقتل العديد من المواطنين، ولا نستبعد تكرار ما حدث لنا في أعياد سابقة". ويؤكد هذا القول أحمد عيد :"نلاحظ أن الطيران الإسرائيلي يحلق كثيرا في القطاع، وكل يوم تتوغل الدبابات الإسرائيلية في أنحاء مختلفة من الحدود بشكل محدود ثم تنسحب بعد إطلاق القذائف وتخريب الأراضي التي تتوغل فيها".

إلا أن الصحفي عمرو يحيى لا يشاطر هذا الرأي ويقول :" أستبعد قيام إسرائيل بأيه عملية عسكرية في العيد أو غير العيد، كون الأوضاع الإقليمية والدولية لا تسمح بذلك ". فيما تدعو أم علي الله "أن يمر هذا العيد بسلام دون اعتداءات إسرائيلية".

شوقي الفرا – غزة

مراجعة: عبد الرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW