"ميسي بغداد" يفوز بجائزة أفضل فيلم قصير في المغرب
١٣ سبتمبر ٢٠١٣ مَنَحَ مهرجان "أزرو أفران" المغربي، جائزته للفيلم البلجيكي "الفلمنكي" القصير "ميسي بغداد"، الفيلم يصور معاناة فتى عراقي مقطوع الساق، وهو يمارس هوايته المفضلة في كرة القدم.
ويُظهر الفيلم الفتى العراقي"حمودي" أو "علي الزيداوي" والبالغ من العمر ثمانية أعوام، وهو يرتدي قميص اللاعب الكروي المعروف "ميسي"، نجم فريق برشلونة الاسباني، ذي الرقم 10.
وعلى مدى 19 دقيقة، يجسّد الفيلم الصعوبات التي يواجهها الفتى ذو الساق المبتورة إثر انفجار، وهو يمارس لعبة كرة القدم، كما يُبرز الأهداف الإنسانية التي ترافق اللعبة الأكثر شعبية في العالم، عبر سرد تفاصيل العواطف التي تنتاب فتيان وصبيان يمارسون اللعبة في ساحات غير مؤهلة لممارستها، وتأثير العنف في سلوكياتهم.
و(ميسي بغداد) ليس مجرّد فيلم سينمائي قصير، وإنما يتعدى هذه الحدود، إذ يبعث رسائل، مضمونها الحب والعاطفة التي ترافق متعة الكرة، مثلما تحفّز هذه المتعة، فتيان الحروب على نسيان بعض من آلامهم.
وبحسب مخرج الفيلم بنسخته الانكليزية، سهيم عمر ( 32 سنة) الذي يقيم في بلجيكا منذ العام 2001، فان "الفيلم نجح في ترتيب لقاء فعلي جمع (حمودي)، باللاعب (ميسي) نجم فريق برشلونة".
ووقع الاختيار على تجسيد اللاعب "ميسي"، في الفيلم بسبب المعاناة المشتركة بين بطل الفيلم "حمودي"، و "ميسي"، حيث عانى كلاهما في طفولتهما من مرض الإعاقة. ويُظهِر الفيلم، الولع الكبير لـ"حمودي" باللعبة، ونادي برشلونة، لكنه يفشل في أن يكون حارس مرمى وحيد الساق، أثناء مباريات لفريقين شعبيين في الحي الذي يعيش فيه، بسبب تعرضه إلى "ضربة" أوقفته عن الاستمرار في اللعب.صُوّر الفيلم، في منطقة واقعة بين محافظتي الموصل ودهوك في شمال العراق، كما وقع الاختيار على الفتى العراقي "حمودي" لكي يجسد دور البطولة بعد رحلة بحث استغرقت ما يقارب خمسة أشهر، لا سيما أنّ عدداً من الشروط يتوجب توفرها فيه، منها إتقانه اللغة العربية، وأنْ يكون معاقاً بساق واحدة إضافة إلى السن, عوضاً عن إجادته التمثيل، كما وقع الاختيار على فتيان ممثلين، من بغداد وبابل والموصل.
والفيلم الذي بلغت كلفته نحو 130 ألف دولار، بتمويل مشترك من العراق وبلجيكا والإمارات العربية المتحدة، حصد في وقت متأخر من العام 2012، العديد من الجوائز في بلجيكا، كما حصد جوائز مهرجان دبي السينمائي الدولي، وشارك في مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الـ92، كما كان الفيلم الافتتاحي لمهرجان "لوفين" السينمائي الدولي، ومن المؤمل أن يشارك في عدة مهرجانات سينمائية أخرى، ومن المؤمل إطلاق نسخة رقمية له"دي في دي" في مطلع العام 2014.
يذكر، أن المهرجان المغربي السنوي، الذي منح جائزته للفيلم، يركز على الأفلام القصيرة من مختلف أنحاء العالم، التي تعزز الوعي بالعلاقة بين البيئة والمجتمع والثقافة العربية.
وبحسب أحمد سيجلماسي، الناقد والكاتب المغربي فان مهرجان الفيلم العربي القصير، تنظمه جمعية "نادي الشاشة للطفولة والشباب" بمدينة أزرو منذ العام 1998 .
وينظّم المهرجان سنوياً مسابقتين للأفلام العربية القصيرة، الأولى خاصة بالمحترفين العرب المقيمين داخل وخارج العالم العربي، وتحمل اسم مسابقة "الأرز" الذهبي، والثانية للهواة من الشباب، وتحمل اسم مسابقة "العربي الدغمي" للبيئة.
وفي حديث لنا مع مدير المهرجان عبد العزيز بن الغالي، فقد أثنى على فيلم "ميسي بغداد" الذي "يجسد التأثيرات الخطيرة التي يخلفها العنف في نفسية الأطفال العراقيين".
وزاد في القول "المهرجان يركّز على الأفلام القصيرة التي تجسّد المعاناة الإنسانية، والعلاقة المتينة بين ثقافة الفرد وبيئته ومجتمعه".
عدنان أبو زيد
نقلا عن صحيفة الصباح العراقية