أدت السياسية الإيطالية اليمينية المتطرفة جيورجيا ميلوني زعيمة حزب "إخوة إيطاليا" اليوم السبت اليمين الدستورية أمام الرئيس سيرجيو ماتاريلا كرئيسة لوزراء البلاد، لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ إيطاليا
إعلان
أدت جورجيا ميلوني، اليوم السبت (22 أكتوبر/ تشرين الأول 2022) اليمين الدستورية رئيسة لوزراء إيطاليا لتكونأول يمينية متطرفة تترأس حكومة البلاد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأدت ميلوني (45 عاماً) اليمين أمام الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، في مبنى القصر الرئاسي، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب في البلاد.
وتعهدت ميلوني بأن تكون مخلصة للجمهورية الإيطالية وأن تعمل "من أجل مصالح الأمة حصراً". ووقعت ميلوني على التعهد ووقع عليه أيضاً الرئيس ماتاريلا، الذي يعمل - بصفته رئيسًا للدولة - كضامن للدستور الذي تمت صياغته في السنوات التي أعقبت نهاية الحرب مباشرة، والتي شهدت زوال الديكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني.
وفي أعقاب الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، يبدو أن البلاد على وشك أن يحكمها تحالف يضم حزب "الرابطة" اليميني المتطرف وحزب "فورزا إيطاليا" (إيطاليا إلى الأمام) المنتمي ليمين الوسط.
ومن المقرر أن يسلم رئيس الوزراء المؤقت الحالي، ماريو دراغي مهامه إلى ميلوني في قصر "تشيجي"، المقر الرسمي لرؤساء الوزراء الإيطاليين، غدا الأحد، حيث من المتوقع أن تعقد الحكومة اجتماعها الأول.
ومازال يتعين تأكيد حكومة رئيسة الوزراء من خلال تصويت ثقة، في البرلمان بمجلسيه، الذي طبقاً لمراقبين، ربما يحدث، في أقرب وقت في بداية الأسبوع المقبل.
وكان التحالف اليميني قد حصل على أكبر عدد من الأصوات، في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، وحصل على أغلبية مطلقة في البرلمان، ولهذا السبب من غير المتوقع أن يكون التصويت عقبة أمام الحكومة الجديدة.
في ذات السياق هنأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، السبت، رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة جورجيا ميلوني على تعيينها "أول امرأة تشغل المنصب".
وقالت فون دير لاين إنها تتطلع إلى "تعاون بناء" مع الحكومة الجديدة برئاسة ميلوني التي تنتمي للتيار اليميني المتطرف.
وأعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عن استعداده للعمل مع رئيسة الوزراء الجديدة "من أجل منفعة إيطاليا والاتحاد الأوروبي".
وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا "أوروبا بحاجة لإيطاليا"، داعية إلى جبهة متحدة لمواجهة تحديات الاتحاد الأوروبي ولدعم أوكرانيا.
ع ح/ ع.أ.ج ( د ب ا، أ ف ب، رويترز)
إيطاليا.. أبرز وجوه اليمين المتطرف وملامح سياسته
فاز تحالف أحزاب يمينية بالانتخابات البرلمانية الإيطالية، لتستعد إيطاليا لاستقبال أول حكومة يمينية متطرفة منذ سقوط الفاشية. فما هي أبرز وجوه التيار اليميني في إيطاليا وملامح سياسته القادمة؟
صورة من: Guglielmo Mangiapane/REUTERS
جورجيا ميلوني
هي زعيمة حزب "فراتيلّي دي إيطاليا" (إخوة إيطاليا) وتبلغ من العمر 45 عاماً. فاز حزبها بأكثر من 26 بالمئة من الأصوات رغم أنه تاسس في عام 2012. يتوقع أن تقوم بتشكيل الحكومة لتصبح أول سيدة في إيطاليا تتولى هذا المنصب ولتقود أول حكومة يمينية في البلاد بعد الحرب العالمية الثانية.
صورة من: Gregorio Borgia/AP/picture alliance
يمينية.. منذ الصغر!
انضمت ميلوني في صغرها لفرع الحركة الطلابية "جبهة الشباب" اليمينية المتطرفة والتي أسسها عدد من أتباع الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني بعد الحرب العالمية الثانية. عُرفت لاحقاً بخطبها النارية والحماسية. وفي مقابلة تليفزيونية عام 1996 وصفت موسوليني بالسياسي الجيد، ما جعل سياسيين إيطاليين يصنفونها كأحد رموز الفاشيين الجدد.
صورة من: Flavio Lo Scalzo/REUTERS
قادة اليمين المتطرف يهنئون
تلقت ميلوني تهنئة من زملائها في اليمين بجميع أنحاء أوروبا، بمن فيهم القومية الفرنسية مارين لوبان، وقيادة حزب البديل اليميني الشعبوي في ألمانيا، ورئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي. ستحظى ميلوني مع حليفيها في الائتلاف، حزب "الرابطة" المعادي للهجرة بقيادة ماتيو سالفيني و"فورزا إيطاليا" اليميني بقيادة سيلفيو بيرلوسكوني، بغالبية مطلقة في مجلسي النواب والشيوخ.
صورة من: Alessandro Serrano/Photoshot/picture alliance
ماتيو سالفيني
أحد أبرز حلفاء ميلوني وزعيم حزب "لا ليغا" (الرابطة) اليميني الشعبوي الذي حصل على 9 بالمئة من الأصوات. يبلغ من العمر 49 عاما وهو أحد أشد المعادين لاستقبال بلاده للمهاجرين واللاجئين وتصادم عدة مرات مع منظمات إغاثة داخل وخارج إيطاليا. ليس من المرجح أن يعود لمنصبه السابق كوزير للداخلية لأنه يجب أن يمثل أمام المحكمة بسبب الاحتجاز غير القانوني، وإساءة استخدام السلطة في قضية سفينة الإنقاذ "أوبن آرمز".
صورة من: Tiziana Fabi/AFP/Getty Images
سيلفيو بيرلسكوني
رجل أعمال ذائع الصيت وكان رئيساً للوزراء. يتزعم حاليا حزب فورزا إيطاليا الذي حصل على 8 بالمئة تقريبا من الأصوات في الانتخابات. يبلغ من العمر 85 عاماً. كان عضواً في البرلمان الإيطالي لعدة سنوات، قبل أن يتم انتخابه عضواً في مجلس الشيوخ في أوائل عام 2013. بعد عدة إدانات بتهم الاحتيال الضريبي، تم طرده من المجلس في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه. ونتيجة لذلك، تم منعه من الترشح لمدة ستة أعوام.
صورة من: Gregorio Borgia/AP Photo/picture alliance
غضب شعبي
تعرضت أحزاب الوسط واليسار الإيطالية لانتقادات شديدة من المواطنين بسبب "عدم الكفاءة الاستراتيجية"، لتتراجع نسب التصويت عاماً بعد عام في تعبير عن الإحباط، إذ انخفضت المشاركة من 73 بالمئة عام 2018 إلى 64 بالمئة في 2022. ويزداد غضب الإيطاليين وخاصة في الجنوب بسبب وعود السياسيين على مدى سنوات والتي لم يتحقق منها سوى القليل. يرى محللون أن التصويت كان أشبه بعملية انتقامية من الفشل السياسي المتتالي.
صورة من: Andrea Roncini/Pacific Press Agency/IMAGO
لا تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية
من الناحية الاقتصادية والسياسة الخارجية، قد لا تتغير إيطاليا كثيرا على المدى القصير. وفق خبراء، ستحرص ميلوني على أن تظهر للنخب الإيطالية والدولية أنها زعيمة تتمتع بقدر كبير من المسؤولية السياسية. يتوقع أيضا أن تبقي ميلوني على مجموعات المصالح المحلية القوية، مثل اتحاد أرباب العمل "Confindustria" إلى جانبها. لكنها ستتفاوض بقوة مع الاتحاد الأوروبي على الدعم المقدم من خلال خطة التعافي من أزمة كورونا.
صورة من: Tiziana Fabi/AFP/Getty Images
مخاوف المهاجرين والمثليين
أجندة ميلوني والأحزاب المتحالفة معها مناهضة للأقليات العرقية والدينية والجنسية والمهاجرين. تحدثت في أكثر من لقاء عن ضرورة محاربة أوروبا لمحاولات "الأسلمة"، كما انتقدت كثيراً المثلية الجنسية. وقالت إنها ستعمل على فرض حصار بحري على قوارب اللاجئين والمهاجرين. وترى ميلوني أن اليسار العلماني والإسلام الراديكالي يهددان الهوية الثقافية لبلادها!
صورة من: Juan Medina/REUTERS
أزمات في مواجهة ميلوني
سيتحتم على ميلوني معالجة الأزمة الناجمة من الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة نتيجة حرب أوكرانيا، في وقت تواجه إيطاليا ديناً يمثل 150 بالمئة من إجمالي ناتجها المحلي، وهي أعلى نسبة في منطقة اليورو بعد اليونان.
صورة من: Massimo Percossi/ANSA/picture alliance
ميلوني وإصلاحات دراغي!
يقول خبراء اقتصاديون إن أكبر قلق يساور المستثمرين بالنسبة لميلوني هو معرفة ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستبتعد عن إصلاحات أقرها رئيس الحكومة المستقيل ماريو دراغي أتاحت لإيطاليا الحصول على دعم الاتحاد الأوروبي، وهو الرجل الذي كان يعرف كيف يناور مع باقي أوروبا، وهذا ما لا ينطبق على ميلوني. إعداد: عماد حسن