1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةشمال أمريكا

ميلوني تسافر للقاء ترامب - ما الذي يمكن أن تحققه في واشنطن؟

١٧ أبريل ٢٠٢٥

تسافر رئيسة الوزراء الإيطالية إلى واشنطن وستكون الرسوم الجمركية الموضوع الرئيسي في تلك الزيارة. هل ستتحدث هناك لصالح الاتحاد الأوروبي أم ستوجه له الانتقادات؟ وما الذي ستعود به؟

رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني تلتقي الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب في منتجع مارالاغو، بالم بيتش بفلوريدا (4/1/2025) .
رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني تلتقي الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب في منتجع مارالاغو، بالم بيتش بفلوريدا (4/1/2025) . صورة من: Italian Government/Handout/REUTERS

من المنتظر أن تقوم رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جورجا ميلوني بزيارة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن الخميس (17 أبريل/ نيسان). وأجمعت العديد من وكالات الأنباء على أن هذه الزيارة ستركز بشكل خاص على النزاع الجمركي. 

وقد هدأ الوضع إلى حد ما بعد الإعلان عن هذه الزيارة: في البداية أعلن دونالد ترامب أنه سيعلق ما يسمى بـ"الرسوم الجمركية المتبادلة" ضد الاتحاد الأوروبي والتي تبلغ 20 في المائة لمدة 90 يومًا. ثم أعلن الاتحاد الأوروبي بعد ذلك أنه سيعلق أيضًا تدابيره المضادة المقررة هذا الأسبوع للرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم المفروضة بالفعل لمدة 90 يومًا. وحسب رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين، فإنهم أرادوا إعطاء فرصة للمفاوضات. 

ميلوني تريد الحديث عن الرسوم الجمركية 

على الرغم من الوضع الجديد تتوقع تيريزا كوراتيلا، نائبة رئيس مكتب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في روما أن يكون الشغل الشاغل لميلوني هو المفاوضات الثنائية بشأن الرسوم الجمركية.

وتتوقع كوراتيلا وكذلك ليو غوريتي من "معهد السياسة الخارجية" بإيطاليا (Instituto Affari Internazionali) أن تحاول ميلوني استخدام نفوذها الواضح وعلاقاتها الجيدة مع دونالد ترامب لإيجاد حل للنزاع الجمركي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، رغم أن ترامب لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، كما تقول كوراتيلا لـDW.  

كانت جورجا ميلوني هي الوحيدة بين رؤساء الحكومات الأوروبية التي حضرت حفل تنصيب ترامب في يناير. وعندما زارت ميلوني ترامب في منزله في منتجع مارالاغو بفلوريدا قبل ذلك، أشاد بها ووصفها بأنها "امرأة رائعة". وكثيرًا ما قالت روما في الآونة الأخيرة إنها تريد أن تكون بمثابة "جسر تواصل" بين الولايات المتحدة الأمريكية  والاتحاد الأوروبي.

رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين في مؤتمر صحفي في بروكسل (7/4/2025)صورة من: Virginia Mayo/AP/picture alliance

ما هو نهج ميلوني؟ 

في الفترة التي سبقت الرحلة، أخبرت جورجا ميلوني ممثلي قطاع الأعمال أنها تؤيد اقتراح المفوضية الأوروبية  بتصفير الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسودة خطابها أنها ستشعر بالالتزام بهذا الاقتراح عندما تسافر إلى واشنطن. 

وهو النهج الذي أيدته أيضًا رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين في الأسبوع الماضي على موقع "إكس" (تويتر سابقا). ولطالما كانت رئيسة المفوضية تؤيد عدم فرض رسوم جمركية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.

بالإضافة إلى ذلك أصبح اقتراح الاتحاد الأوروبي معروفًا والذي بموجبه يجب أن تكون هناك  رسوم جمركية صفرية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على السلع الصناعية، بما في ذلك السيارات. ومع ذلك ربما كان هذا الاقتراح مطروحًا على الطاولة منذ عام 2019.   

ويقول المؤرخ غوريتي الذي يرأس قسم السياسة الخارجية الإيطالية في "معهد الشؤون الدولية" بإيطاليا إن نهج ميلوني الأساسي تجاه الولايات المتحدة الأمريكية "لعبة محفوفة بالمخاطر". لأنّه "مهما كانت قريبة أيديولوجيًا من ترامب، لا يمكنها أن تنحاز تمامًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وضد  بروكسل"، كما يقول غوريتي. وذلك لأن إيطاليا لا تستطيع تحمل مغادرة الاتحاد الأوروبي، خاصة من منظور اقتصادي.

وتتعرض جورجا ميلوني، التي ترأس الحزب اليميني "أخوة إيطاليا" لضغوط من أجل مصالح الاقتصاد المحلي. وكان لدى إيطاليا فائض تجاري في السلع مع الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ حوالي 40 مليار يورو في عام 2024، وهو ثالث أعلى رقم في الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا وأيرلندا. وإجمالاً تذهب 10% من جميع الصادرات الإيطالية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.  ومع ذلك فإن أهمية السوق الأمريكية بالنسبة للاقتصاد الإيطالي لا تقترب بحال من الأحوال من أهمية السوق الداخلية الأوربية ، لهذا الاقتصاد، كما يقول ليو غوريتي في مقابلة مع DW.

هل تتحدث جورجا ميلوني لصالح الاتحاد الأوروبي؟  

في بروكسل لا يملون أبدًا من التأكيد على أن الأمر متروك بشكل أساسي لمفوضية الاتحاد الأوروبي للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية. ومع ذلك قالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي أريانا بوديستا إن هناك اتصالات بين رئيسة المفوضية الأوروبية  فون دير لاين ورئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني في الأيام الأخيرة، وذلك في إطار الزيارة المرتقبة للولايات المتحدة. ومن المقرر إجراء المزيد من الاتصالات قبل بدء الرحلة، كما أن خطط ميلوني "مرحب بها للغاية ومنسقة بشكل وثيق". 

ما الذي يمكن أن تحققه ميلوني؟ 

يعتقد المؤرخ ليو غوريتي أنه بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن الأمر يعتمد كثيرًا على الموقف الذي ستتبناه ميلوني في واشنطن. فهي مترددة بين سياسة تصفير الرسوم الجمركية وتوجيه الاتهامات للاتحاد الأوروبي. فإذا التزمت ميلوني بخط  التعريفة الجمركية الصفرية، فمن المفترض أن يلقى ذلك قبولاً لدى الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء الأخرى. لكن إذا انتقدت الاتحاد الأوروبي وركزت النقاش على المشاكل الداخلية، مثل البيروقراطية الزائدة عن الحد والإفراط في التحكم (من قبل بروكسل) فمن المرجح أن يرسل ذلك إشارة سيئة إلى بروكسل.  

وحتى لو شكك المؤرخ في ما إذا كانت ميلوني ستعود بأي نتائج فعلية من واشنطن، فإنه يعتقد أنه من الممكن أن تكون هناك تصريحات في اتجاه سوق مشتركة عبر الأطلسي. وقد ينطوي ذلك على اتخاذ موقف مشترك ضد تحديات مثل الصين. 

قمة لدعم أوكرانيا في باريس، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (27/3/2025)صورة من: Tom Nicholson/Getty Images

أما الباحثة السياسية تيريزا كوراتيلا فهي أكثر تشككًا وتؤكد أن ميلوني ليس لديها تفويض رسمي من المفوضية الأوروبية. وتتوقع أن فرنسا على وجه الخصوص لن تكون سعيدة بهذه الزيارة. وتعتقد كوراتيلا أن من المرجح أن يجري تنميق وتزيين زيارة  جورجا ميلوني لأمريكا وتقديمها للعلن على أنها توافق كبير مع ترامب. وهذا بدوره سيجعل من الصعب على ميلوني الحفاظ على موقفها في الاتحاد الأوروبي.

 

يرجح أيضًا أن تلعب أوكرانيا والناتو وأفريقيا دورًا في هذا الصدد 

ومع ذلك من المرجح أيضًا أن تلعب المصالح الوطنية الأخرى دورًا في اجتماع ترامب وميلوني. على سبيل المثال أنفقت إيطاليا أقل بقليل من 1.5% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي على ميزانية الدفاع لحلف الناتو في عام 2024، وهو ما يقل عن هدف الناتو البالغ 2%. ويتوقع ليو غوريتي أن تسعى ميلوني إلى الحصول على تساهل مع إيطاليا من دونالد ترامب. فالوصول إلى نسبة 2% صعب بالفعل على البلد. أمّا تحقيق معدلات إنفاق أعلى، مثل الخمسة في المائة التي تطالب بها الولايات المتحدة، فهذا أمر مستحيل بالنسبة لروما.

ويقول غوريتي إن إيطاليا تريد أيضًا أن تلعب نوعًا من الدور الريادي لأوروبا والغرب في القارة الأفريقية. وتحقيقًا لهذه الغاية، تأمل جورجا ميلوني في الحصول على موافقة الرئيس الأمريكي. أوكرانيا هي أيضًا موضوع مهم في الزيارة. وتوضح الخبيرة السياسية كوراتيلا أن ميلوني تصر منذ مجئ إدارة ترامب على قيادة الولايات المتحدة لاتفاق سلام محتمل.

أعده للعربية: م.أ.م/ تحرير: صلاح شرارة

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW