يتواصل قدوم اللاجئين من المجر إلى ميونيخ عبر قطارات خاصة تحمل المئات منهم. وتتوقع السلطات أن يصل اليوم إلى ميونيخ حتى 10 آلاف لاجيء. وتستقبل الشرطة اللاجئين في حضور مترجمين، ويجري نقلهم إلى أماكن إيواء مؤقتة دون مشاكل.
إعلان
استقبلت الشرطة الألمانية في مدينة ميونيخ بجنوب ألمانيا مئات اللاجئين، الذين وصلوا إلى محطة القطارات في ميونيخ اليوم السبت (الخامس من سبتمبر/ أيلول 2015)، بعد أن اتفقت النمسا وألمانيا مع المجر على السماح للمهاجرين بعبور حدودهما. وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية أن حوالي 350 مهاجرا وصلوا قبل ظهر اليوم السبت إلى ميونيخ بينما وصل قطار خاص من النمسا عند الظهيرة وعلى متنه 300 مهاجر.
وكانت الشرطة تتحدث قبل ذلك عن وصول 450 مهاجرا في قطار خاص. كما يتوقع أن تصل قطارات خاصة أخرى بعد الظهر وفي المساء يحمل كل واحد منها 300 مهاجر، ليكون إجمالي ما تتوقع السلطات الألمانية وصوله إلى ميونيخ قادمين من المجر عبر النمسا اليوم السبت من خمسة آلاف وحتى عشرة آلاف مهاجر.
الانتقال لمراكز الإيواء بدون مشاكل
وأحاطت وسائل الإعلام بعدد من اللاجئين الذين تم نقلهم فورا بواسطة حافلات إلى مراكز استقبال أولية، بينما جرى نقل لاجئين آخرين إلى قاعة بجوار محطة القطارات مباشرة، أو إلى مبنى مصنع قديم يبعد عن المحطة الرئيسية بمحطتي قطار داخلي. وجرى إمدادهم بالمواد الضرورية من أجل مواصلة رحلتهم. وقال روبيرت شميت من هيئة المساعدة الطبية الألمانية في الكوارث: "هذه الأماكن مؤقتة فقط من أجل أن يتمكن اللاجئون أولا من الاستراحة (من عناء رحلة الوصول إلى ميونيخ)."
وقد جرت عملية نقل اللاجئين بدون أية مشاكل. واستعانت الشرطة بمترجمين لمرافقة اللاجئين كما جرى تقديم ملابس شتوية لهم خصوصا وأن من بين اللاجئين عائلات كثيرة معها أطفال.
آلاف اللاجئين في ميونيخ والألمان يهبون للمساعدة
منذ أيام تشهد مدينة ميونيخ يوميا تدفقا غير مسبوق للاجئين قادمين من شرق أوروبا معظمهم من السوريين والأفغان. ورغم عدم الاستعداد السياسي لاستقبال هؤلاء، جاءت مساعدات سخية مقدمة لهم من جهات مختلفة لتظهر وجها جديدا لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
يعد شهر آب/ أغسطس وشهر أيلول/ سبتمبر من كل عام الموسم الرئيسي لقدوم اللاجئين. وقد توقعت ولاية بافاريا الألمانية أن يصلها هذا العام 10 آلاف لاجئ. لكن يبدو أن العدد سيفوق التوقعات بكثير بعدما سمحت المجر لآلاف اللاجئين بالتوجه بالقطار إلى ألمانيا والنمسا في مخالفة لقواعد الاتحاد الأوروبي.
صورة من: Reuters/L. Barth
وتدفق على محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ في الأيام الماضية (نهاية أغسطس/ آب وبداية سبتمبر/ أيلول 2015) آلاف اللاجئين القادمين من المجر. ومعظم القادمين إلى ميونيخ هم من سوريا وأفغانستان وهم من الشباب الذكور، لكن هناك أيضا سيدات وكبار السن وأطفال.
صورة من: Reuters/L. Barth
هؤلاء الأطفال وصلوا أيضا إلى محطة القطار في ميونيخ. على وجوههم تبدوا ملامح التعب والمستقبل المجهول. وربما يكون بعضهم قد فقد ذويه أثناء الرحلة، فكثيرا ما يموت لاجئون في طريقهم للهروب من جحيم الحرب في بلادهم إلى بلاد آمنة.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
حتى الأطفال الرضع نجحوا في الوصول إلى عاصمة ولاية بافاريا. الطفلة ذات الثوب الأحمر ترفع يدها بالتحية وتظهر على وجهها ابتسامة تزيل عناء الرحلة الطويلة الشاقة. اغتالت الصراعات والحروب أحلامها في بلدها الأصلي، لكن ربما تبتسم لها الحياة هنا في ألمانيا.
صورة من: Getty Images/L. Preiss
ورغم أن أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى ميونيخ فاجأت الجميع، إلا أن الأهالي ومنظمات الإغاثة هبت لمساعدة الوافدين الجدد. واكتظت قاعة في محطة ميونيخ بالمواد الغذائية والملابس واللوازم الأخرى لدرجة أن الشرطة منعت دخول المزيد من المساعدات لعدم وجود مكان لها.
صورة من: DW/B. Knight
حتى حفاضات الأطفال وورق التواليت والمناديل كانت من بين مواد الإغاثة التي تبرع بها مواطنون ألمان وجماعات المتطوعين، وجهات رسمية في بافاريا. ورغم أن الولاية مشهورة بتحفظها تجاه الغرباء عموما إلا أن حفاوة استقبال اللاجئين بلغت مستوى فاجأ الجميع.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
أمام المحطة الرئيسية للقطارات في ميونيخ وقفت متطوعات يوزعن على اللاجئين زجاجات المياة. ووصل الأمر ببعض المتطوعين والمتطوعات إلى أنهم لم يناموا لمدة يومين، ودفع بعضهم من جيبه الخاص أموالا ليشتري للاجئين طعاما وشرابا.
صورة من: Reuters/L. Barth
بالود والترحاب تستقبل هذه الشابة من جماعات المتطوعين صغار اللاجئين، الذين يتبادلون معها التحية. يقوم المتطوعون بفرز المساعدات وترتيبها وتوزيعها على اللاجئين. ورغم العمل الشاق لا ينسون الابتسامة ليدخلوا الطمأنينة إلى قلوب اللاجئين الذين روعتهم مناظر القتل والعنف في بلادهم الأصلية وواجهتهم الأهوال في طريق رحلتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
متطوعة اسمها "بيا" قالت إن من الأسباب الرئيسية لقدومها إلى محطة ميونيخ هو وجود متطرفين يمينيين في المحطة، وأضافت لـ DW "لذلك يجب علينا أن نكون حاضرين هنا." المتطوعة بيا في الصورة هنا تضع في جيدها وردة صنعها طفل سوري.
صورة من: DW/B. Knight
الشرطة في ميونيخ كانت لطيفة بشكل أثار الانتباه. ولم يتم أخذ بيانات اللاجئين في المحطة، وصرح المتحدث باسم الشرطة كارستن نويبرت لـ DW "بالنسبة لنا كان الجانب الإنساني هو المهم... يحصل اللاجئون على الغذاء والكساء، والفحص الطبي. ومن ثم يتم نقلهم إلى مراكز الاستقبال. وبعدها فقط يمكننا أن نبدأ الحديث عن الجنسيات".
صورة من: Reuters/M. Dalder
صورة للاجئين في محطة القطار الرئيسية في ميونيخ ينتظرون توزيعهم على مراكز الإيواء المختلفة. وقد استغاثت ولاية بافاريا بالولايات الألمانية الأخرى للمساعدة في التغلب على مشكلة تدفق اللاجئين. كما طالبت الدول الأوروبية بأداء واجبها نحو اللاجئين طبقا للمعاهدات الأوروبية. إعداد: صلاح شرارة.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
11 صورة1 | 11
وأعلن متحدث باسم شركة السكك الحديدية الألمانية (دويتشه بان) أن الشركة ستسعين بسيارات إضافية لجدول رحلاتها اليوم السبت لمواجهة زيادة الطلب مع بدء وصول المهاجرين من المجر إلى ألمانيا. وأضاف المتحدث أن "السكك الحديدية تبذل كل ما في وسعها للتأكد من وصول اللاجئين القادمين إلى مراكز الاستقبال بأسرع ما يمكن"، مشيرا إلى أن الشركة استدعت موظفين إضافيين للعمل للمساعدة في التعامل مع وصول المزيد من المسافرين.