1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ميونيخ – "التِكة العراقية" في مواجهة "الشاورما التركية"

صلاح سليمان - ميونيخ٣ مارس ٢٠١٣

تشهد مدينة ميونيخ الألمانية هذه الأيام منافسة قوية بين تجار التكة العراقية ومحلات الشاورما التركية بهدف السيطرة على سوق المأكولات الشعبية المنتشرة في المدينة. وتتميز هذه المأكولات الشرقية بأسعارها المنخفضة ومذاقها الشهي.

Der Kampf zwischen Döner und Tikka. Foto: Tikkateller Ort und Datum: München 2013 Copyright :DW/Soliman
Der Kampf zwischen Döner und Tikkaصورة من: DW/Soliman

التكة هي عبارة عن قطع صغيرة من لحم الضأن، يتم رصها في أسياخ من الحديد، وتفصل بينها حبات طماطم صغيرة، ويتم شيها علي الفحم، وكثيرا ما تقدم للزبون مع سلطة خضراء، وعند أكلها يضاف اليها قليل من زيت الزيتون وفلفل حار وغيرها من التوابل.

وجبات سريعة

أصبحت وجبة التكة من الأطباق الشهية التي تزداد شعبيتها في ألمانيا، وهي الآن في طريقها لتربع عرش الوجبات السريعة الرخيصة متقدمة بذلك علي الشاورما والهامبورغر في مدينة عالمية مثل ميونيخ التي تزخر بشتي أشكال المطاعم العالمية. فالصنعة الجيدة، والمذاق الطيب، والسعر المناسب تشكل أكثر العوامل جذبا للزبائن، وهذا بالضبط ما يتوفر في أطباق التكة التي أصبحت من أهم الأطباق المفضلة للعرب المقيمين في المدينة وغيرهم من الألمان والسياح الذين اكتشفوا هذا النوع الشرقي من الطعام.

دخلت التكة العراقية إلى المدينة مع نزوح أعداد من التجار العراقيين إلى ألمانيا بعد حرب الخليج الأولي والثانية حيث استقروا في عدد من مدنها بما في ذلك ميونيخ، ففي احد شوارع وسط المدينة يقف الحاج "عبد الواحد" في محله وبجواره اثنين من المساعدين، ينهمكون جميعهم في إعداد وشوي أسياخ التكة . يتحرك النادل بصعوبة بين الطاولات الصغيرة، والمطعم صغير للغاية ويتسع لعدد محدود من الزبائن، والمكان معبق برائحة اللحم المشوي، الجدران مزينة بصور عائلة الحاج عبد الواحد التي تحكي زمن صناعة هذه الأكلة عبر سلسلة من الأجيال في العراق. لقد ورث هذه المهنة أبا عن جد. وتشعر في المكان وكأنك  في قلب بغداد، إنه شعور غريب يفصلك عن العالم المحيط بك في ميونيخ، خصوصا وأن كل شئ في المطعم هو عراقي المنشأ.

الشوارما التركية: من الأطعمة الشعبية أكثر انتشارا في ألمانياصورة من: DW/Soliman

مذاق شهي بسعر منخفض

يري الحاج "عبد الواحد " أن الإقبال علي أطباق التكة يتزايد بشكل مستمر، ويقول: " إن من يتناولها مرة يأتي بعدها مرات"، ويتحدث عن خصوصية التعامل مع بعض السياح العرب، "نقوم بتوصيل طلبات التكة" إليهم في محل إقامتهم. أوقات الذروة بالنسبة لنا تكون خلال الموسم السياحي العربي، فكثير من الخليجين يقطنون في بيوت مجاورة لنا، وهم يطلبونها يوميا ، وعندنا زبائن من كل الجنسيات المقيمة في ميونيخ وأيضا زبائن ألمان أوالسياح الأجانب الذين يقطنون في الفنادق المحيطة" .

في احدى زوايا المطعم يجلس عربيان ومنهما خالد حسن الذي يقول „اعتدت في كل يوم جمعة أن أتناول العشاء هنا، فهي وجبة جيدة ورخيصة الثمن"، ويضيف:" إن خبز التنور الطازج هنا يفتح الشهية ويمكنك أن تأكل منه ما تشاء، أما بعد الانتهاء من تناول الوجبة فيمكنك تناول ما تشاء من أكواب الشاي العراقي هنا بالمجان رغم أن سعر الكوب الواحد قد يصل إلى 3 يورو في المقهى المجاور، وهذا بالطبع مناخ مناسب وملائم يعيدنا إلى بلداننا العربية وخلفية ثقافتنا.

سعر سيخ اللحم الواحد من التكة هو 3.5 يورو وهو سعر رخيص  نسبيا في مدينة تعتبر من اغلي مدن العالم ، أما الوجبة الكاملة فتتكون من سيخين بوزن 400 جرام لحم تقريبا.

100 كيلو جرام شاورما في اليوم الواحد

إذن هل ثمة خطر يواجه الشاورما التركية من هجوم التكة العراقية عليها ؟ للإجابة علي هذا السؤال انتقلت إلى شارع مجاور حيث يقع احد المحلات الكبيرة للشاورما. اغلب الزبائن هم من الألمان ،تشعر بدفء يغمرك من خلال حرارة الشواء التي تلف المكان البارد، فدرجة الحرارة في الخارج وصلت إلى مادون الصفر بثماني درجات ، مما يجعل تناول ساندويتش من الشاورما الحارة أمرا ممتعا. ويضحك البائع "مصطفي عبد الرازق" وهو يقول "لا خوف علي الشاورما، فهي ما زالت سيدة الوجبات الرخيصة في ميونيخ "، لكنه في نفس الوقت يري أن أطباق التكة العراقية تأخذ مكانتها في هذه المدينة بسرعة فائقة.  فهو  يعمل فقط في هذا المحل، لكن في يوم ما سيفتح محلا خاصا به وفي هذه الحالة سيقوم ببيع الصنفين معا، حتي لا يجد الزبون مفرا من الشراء، ويستطرد قائلا:" إن المحل يقدم نوعين من لحوم الشاورما هما لحم الرومي، ولحم الضأن ، ويضاف إلى اللحم كثيرا من أنواع التوابل ويتم شيه على الطريقة التركية، حيت تتراص طبقات اللحم فوق بعضها على سيخ حديدي يدور حول محوره ،ويتم الشي على نار هادئة.

التكة العراقية : صنف جديد من الأطعمة الشرقية في ميونيخصورة من: DW/Soliman

الشاورما معروفة في ألمانيا باسم " الدونر كباب" وقد أدخلتها عائلة تركية متخصصة في هذه الصناعة إلى ألمانيا بداية الثمانينات من القرن الماضي ومنذ ذلك الوقت وهي تأخذ مكانتها كواحدة من الأكلات الرخيصة والمفضلة عند قطاعات كبيرة من الشعب الألماني، حتي إن حجم المبيعات منها يصل في السنة الواحدة إلى  2مليار يورو، وحجم العمالة فيها يصل إلى 42 ألف عامل، وفي هذا السياق يقول مصطفي عبد الرزاق:" إننا نبيع في اليوم الواحد تقريبا 100 كيلو من الشاورما، ويحتوى الساندويتش الواحد على حوالي 150 جرام لحم" ويعتقد المتحدث كذلك أن أسياخ الشاورما الجيدة هي التي تخفض نسبة الدهون فيها بمستوى 25 بالمائة .

أما بالنسبة للتكة فتستطيع أن تري اللحم بنفسك قبل الشواء، ويمكن فحصه أيضا، بل ويمكنك أيضا في حالة عدم النضج الكافي أن تعيده لتقوية مستوى النضج، أما الشاورما فتقوم شركات خاصة بتجهيز سيخ الشاورما المرصوص بشرائح اللحم المتبل وبيعه للمحلات. وهناك من يعتقد أنه من بين عناصر تفوق التكة على الشاورما هو الزيادة الملحوظة في اسعار ساندوتش الشاورما  بمستوى 50 سنت خلال الشهور القليلة الماضية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW