مُضي واشنطن في عقوباتها على إيران يثير قلق شركات ألمانية
٦ أغسطس ٢٠١٨
تعهّد وزير الخارجية الأميركي بأن تفرض بلاده تطبيق العقوبات التي أعادتها على إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع "الجمهورية الإسلامية"، فيما أظهر أرباب الصناعة الألمانية عن قلقهم البالغ حيال هذه العقوبات.
إعلان
سئل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في طريق عودته من سنغافورة الى واشنطن عما اذا كان بإمكان طهران الالتفاف على الإجراءات، أجاب الصحافيين المرافقين له، "الولايات المتحدة سوف تفرض تطبيق العقوبات". ولن يكون بإمكان حكومة إيران شراء الأوراق النقدية الأميركية، كما أن عقوبات واسعة سيتم فرضها على الصناعات الإيرانية، بما في ذلك صادراتها من السجاد.
وقال بومبيو إن تصعيد الضغط على طهران يرمي الى "إبعاد النشاطات الإيرانية الخبيثة"، مضيفا أن الإيرانيين "غير سعداء بفشل قيادتهم في تنفيذ الوعود الاقتصادية التي قطعتها لهم". وأضاف "الشعب الإيراني غير سعيد، ليس مع الأميركيين وانما مع قيادته".
وتابع "الرئيس كان واضحا جدا بأننا نريد أن يكون صوت الشعب الإيراني قويا في اختيار قيادته". وانسحبت الولايات المتحدة في أيار/ مايو من الاتفاق النووي مع إيران لذي تم توقيعه عام 2015، وهي ستعيد استخدام "أقصى الضغوط" عبر فرض عقوبات على معظم القطاعات اعتبارا من السابع من آب/أغسطس، وقطاع الطاقة اعتبارا من تشرين الثاني/ نوفمبر.
مسائيةDW: الاقتصاد الإيراني في عين العاصفة.. هل يمكن إنقاذه؟
23:27
في سياق متصل، أبدى قطاع الصناعة الألماني قلقه البالغ حيال العقوبات الأمريكية على إيران اعتبارا من بعد غد الثلاثاء. وقال ديتر كمبف رئيس رابطة شركات الصناعة الألمانية "القطاع يرحب بالإرادة الواضحة لدى الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية للدفاع عن نفسها في مواجهة سياسة العقوبات للولايات المتحدة خارج الحدود الإقليمية". وأضاف كمبف أن رابطة شركات الصناعة تدعم الحكومة الألمانية في جهودها من أجل ضمان توافر قواعد منافسة عادلة للشركات في أعمالها في إيران"، وتابع أن "من أجل خلق حوافز لمواصلة الاتفاق، فإنه يتعين بالدرجة الأولى الإبقاء على معاملات الدفع مع إيران".
ووصف كمبف استخدام المفوضية الأوروبية لما يسمى ب"وضع الحجب" من أجل حماية الشركات الأوروبية من العقوبات الأمريكية بأنه إشارة سياسية مهمة وأضاف أنه " يتعين وضع الآثار الجانبية المحتملة في الاعتبار من أجل عدم الإضرار بالشركات الأوروبية". تجدر الإشارة إلى أن المفوضية كانت أعلنت أول أمس الجمعة عن بدء إجراءات لحجب العقوبات بغرض حماية أنشطة الشركات الأوروبية في إيران، وأوضحت المفوضية في بيان أنها "أطلقت العملية الرسمية لتفعيل وضع الحجب الأساسي عن طريق تحديث قائمة العقوبات الأمريكية على إيران".
الاقتصاد الإيراني.. انتكاسة واضحة ومستقبل مهدد
يشهد الوضع الاقتصادي بإيران تراجعا. فبعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات اقتصادية وضغوط على إيران، فضلا عن خروج متظاهرين إلى الشارع احتجاجا على الوضعية الإقتصادية، صارت إيران تعيش على وقع أزمة مرجح تفاقمها.
صورة من: IRNA
أكبر احتجاجات منذ سنوات
شهدت إيران مع نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2017 وانطلاق العام الجديد 2018 موجة مظاهرات بمناطق عدة نتيجة ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة والأزمة المالية الخانقة بالبلد، وقتل فيها العشرات واعتقلت السلطات الآلاف. وهذه هي الحركة الاحتجاجية الأكبر في إيران منذ المظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009.
صورة من: Irna
العملة الإيرانية تفقد قيمتها
فقدت العملة الوطنية الإيرانية نصف قيمتها. وقد أشارت أرقام صادرة عن البنك الدولي، أن الاقتصاد الإيراني انخفض من المركز 17 إلى 27 على مستوى العالم خلال العقود الأربعة الماضية. لكن طلب الولايات المتحدة من الشركات العالمية وقف استيراد النفط الإيراني يهدد الاقتصاد بأزمة أكبر، إذ يمثل بيع النفط نسبة 64 بالمائة من إجمالي صادرات إيران، كما يشكل مصدرا أولا للعملة الصعبة التي تدخل البلد (الدولار واليورو).
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
الريالات الإيرانية في تدهور
أشارت بعض المصادر الإعلامية إلى أن ورقة الـ10 آلاف ريال إيراني كانت تساوي قبل عام 1979 حوالي 150 دولارا أمريكيا، أما الآن فهي أكثر بقليل من 10 سنتات في سوق الصرف المتقلبة في طهران. وبالرغم من استعادة الاقتصاد الإيراني لعافيته بعد 2015، إلا أنه بقي هشا. ويُنتظر أن يزيد تدهورا بعد فرض العقوبات التي ستؤثر على الريال الإيراني.
صورة من: AP
ارتفاع أسعار الذهب
أكد رئيس اتحاد تجار الذهب في طهران، أن الصراع بين إيران وأمريكا، أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب في البلاد، حسب ما تناقلته مواقع إخبارية. وسجلت المسكوكة الذهبية في السوق الإيرانية رقما قياسيا جديدا ببلوغها الـ 3 ملايين و400 ألف تومان، حيث زاد سعرها نحو 600 ألف تومان خلال شهر واحد.
صورة من: Isna/Rohollah Vahdati
البنوك في أزمة!
يواجه البنك المركزي الإيراني صعوبات كبيرة في تنفيذ المعاملات المالية داخل البلد وخارجه. ويعزي البعض ذلك إلى أخذ البنك لودائع تقدر نسبة فائدتها السنوية بـ20 إلى 23 بالمائة. وبسبب العقوبات الأمريكية، خفضت البنوك معدلات الفائدة ما بين 10 إلى 15 بالمائة، مما دفع الكثير من المودعين إلى سحب أموالهم لشراء الدولار واليورو. وهو ما أدى إلى تفاقم نقص العملات الأجنبية، وإغلاق مكاتب صرافة، لكن دون جدوى.
صورة من: Isna
أسعار خيالية!
من بين المؤشرات على تأزم الوضع الاقتصادي في إيران، انخفاض قيمة الريال الإيراني الذي أدى إلى ارتفاع أسعار بعض السلع المستوردة بنسبة 100 بالمائة، علاوة على ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني. هذا بالإضافة إلى انخفاض نشاط بورصة السلع الإيرانية إلى حد أدنى. وتشير توقعات خبراء في شركة "بي أم آي" للأبحاث الاقتصادية العالمية، أن يشهد الاقتصاد الإيراني انكماشاً بنحو 4 في المئة العام المقبل.
صورة من: AP
التضخم يرفع الأسعار
شكل التضخم خلال السنوات الماضية عاملا أساسيا في تدهور الاقتصاد الإيراني حيث يبلغ متوسط معدل التضخم ما بين 19 و20 بالمائة سنويا. وحسب مركز الإحصاء الإيراني الحكومي في طهران فإن معدل التضخم وصل في يونيو/ حزيران الماضي إلى نحو 8.7 %، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، الأمر الذي يكشف عن ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، وانخفاض قيمة العملة المحلية مؤخرا.
صورة من: ILNA
فقر وبطالة وهجرة
ساهمت مشكلة التضخم في ظهور الطبقات المجتمعية بإيران وانتشار الفقر والبطالة. وحسب تقديرات البنك الدولي فإن متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إيران استنادا إلى القدرة الشرائية الحقيقية للعملة الإيرانية بين عامي 1976 و2017، يكشف أنه خلال هذه الفترة أصبح الإيراني أكثر فقرا بنسبة 32 بالمئة. كما تشير الاحصائيات إلى أن عددا كبيرا من الشباب الإيراني يحاول الفرار من الأوضاع المتأزمة.
صورة من: shahrvanddaily.ir
صفقات في مهب الريح!
من بين الجوانب المرجح تأثرها السلبي بالعقوبات الأمريكية، الصفقات المعقودة مع كبرى الشركات الدولية على الصعيد العالمي وعلى صعيد النفط وأيضا والأجهزة الإلكترونية، مثل الصفقات التي عقدتها طهران مع شركة توتال النفطية وشركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات وجنرال إلكتريك للأجهزة والمعدات الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتكاسة السياحة
توتر العلاقات مع الاقتصاديات الكبرى وبعد العقوبات المفروضة جعل الحالة الإقتصادية لإيران مُقبلة على عزلة تشمل عدة قطاعات مثل السياحة. فبعد أن دشنت شركات طيران كبرى، مثل الخطوط الجوية البريطانية، رحلات إلى البلد بهدف الترويج له كوجهة سياحية، وفتح سلسلة فنادق عالمية مثل Accor عام 2015، يرى مراقبون أن هذه الصفقات قد يتم التراجع عنها بسب قلة السياح ومحدودية رحلات الطيران القادمة من أوروبا. مريم مرغيش
صورة من: Imago/United Archives
10 صورة1 | 10
وأضافت المفوضية أن هذه الإجراءات ستدخل حيز التنفيذ في غضون شهرين ما لم يرفضها البرلمان الأوروبي وحكومات الاتحاد الأوروبي رسميا لكن من الممكن تفعيلها على نحو أسرع في حال توافر دعم سياسي قوي. وتهدد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على المؤسسات المالية التي تدعم بشكل مباشر أو غير مباشر المعاملات المالية مع مؤسسات إيرانية، كما أنها قيدت بالفعل معاملات الدفع مع البنوك الإيرانية بصورة قوية.