بدأ كل شيء مع محمد بوعزيزي، فبعد أن فقد خريج الجامعة هذا الأمل في الحصول على عمل، تحول إلى بائع فواكه، وبعد أن منع من ذلك لجأ إلى حرق نفسه في كانون الأول/ ديسمبر الماضي وأطلق بذلك شرارة البداية للحركة المطالبة بالحرية والديمقراطية في تونس ثم في مجمل العالم العربي.

ثلاثة أشهر مرت حتى الآن منذ أن هرب الدكتاتور التونسي بن علي من بلده. وحاليا تجوب النائبة في البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر باربارة لوخبيلر تونس وتبحث فيها عن أجوبة عن الاتجاه الذي يسير فيه البلد. وتولت لوخبيلر لسنوات عدة منصب الأمينة العامة للفرع الألماني من منظمة العفو الدولية.

وردا على أسئلة طرحها مراسل إذاعة "دويتشلاند فونك" ياسبر بارنبيرغ حول أوضاع البلد واللاجئين في تونس الهاربين من القتال في ليبيا، اثنت لوخبيلر على ضيافة التونسيين، حكومة وشعبا، لعدد كبير من اللاجئين. لكنها قالت إن عدد هؤلاء تجاوز 200 ألف شخص ولا بد للدول الأوروبية من تقديم المزيد من المساعدات العينية، ودعتها كذلك إلى استقبال عدد من اللاجئين الأجانب الغير قادرين على العودة إلى بلدانهم. وتحدثت عن وجود ما بين 8 و11 ألف لاجئ من الصومال واريتريا لم يحصلوا على موافقة سلطات البلدين للعودة إليهما. وقالت إن مفوض اللاجئين التابع للأمم المتحدة دعا دولا عديدة لقبول هؤلاء دون أن يتلقى ردا إيجابيا من أحد.

الطريق إلى الديمقراطية

وعن الوضع السياسي في تونس وقول رئيس حكومة هذا البلد بأن الثورة لا تعني الديمقراطية، وإنما البوابة التي تقود إليها، قالت النائبة لوخبيلر إنها التقت بالعديد من التونسيين والتونسيات الذين أكدوا لها أن الثورة أعادت لهم كرامتهم، وأعطتهم الشجاعة لتجربة الجديد. وأضافت أن عددا كبيرا من الأحزاب نشأ في البلاد، لكن الصغيرة منها، وهي كثيرة، لن تقوى على الاستمرار. وتابعت أن المهم في الأمر هو حصول المرأة على نصف الترشيحات للانتخابات النيابية المقبلة، "وهذا أمر جيد" على حد قولها.

البناء الاقتصادي يحتاج إلى وقت أطول

وتطرقت لوخبيلر إلى الوضع الاقتصادي فقالت إن البناء والإعمار يحتاج إلى وقت أطول مما يرغب به المرء. ومن أصل 50 ألف متخرج من الكليات التونسية هذا العام لن يتمكن أكثر من 15 الفا منهم من إيجاد عمل لهم علما أن تأمين فرص العمل كان أحد الدوافع الرئيسية لقيام الثورة.

وعن مدى قدرة الاتحاد الأوروبي على مساعدة تونس للنهوض اقتصاديا قالت النائبة الخضراء إن الدول الأوروبية التي ساعدت البلد في الماضي تفاجأت بعد زوال حكم بن علي في أن ما قدمته لنظامه لم يترجم كله بصورة صحيحة على أرض الواقع.

وأشارت إلى وجود أفكار وآراء حاليا تتداول حول كيفية السماح بتصدير المزيد من المنتوجات الزراعية التونسية إلى أوروبا والاستفادة من القوى العاملة التونسية المؤهلة والمتخصصة، خاصة في الدول التي تعاني من نقص في الأيدي العاملة المؤهلة مثل ألمانيا.

ياسبر بارينبيرغ / اسكندر الديك

مراجعة: حسن زنيند