نائب الماني بحماية الشرطة لتجنب اشكالات مع الوفد التركي
١٨ فبراير ٢٠١٨
اعلن الزعيم السابق في حزب الخضر الألماني جيم اوزديمير الذي يوجه انتقادات حادة الى انقرة، انه اضطر الى الاستعانة بحماية الشرطة خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ، خشية احتمال وقوع إشكالات مع الوفد التركي.
إعلان
قال جيم اوزديمير لدى عودته الى برلين اليوم الأحد ( 18 شباط/فبراير 2018 ) إن "الشرطة أبلغتني" أن افرادا في الوفد التركي اشتكوا من وجودي.
واضاف السياسي المعروف والمولود من ابوين تركيين، وكان ينزل عن طريق الصدفة في الفندق نفسه الذي ينزل فيه الوفد التركي، "لذلك أمضيت ما تبقى من النهار تحت حماية الشرطة".
وأفادت صحيفة "دي فيلت" التي تحدث إليها أوزدمير أن افرادا في الوفد التركي الذي يقوده رئيس الوزراء بن علي يلديريم اشتكوا لدى عناصر الشرطة من وجود "الإرهابي" جيم اوزديمير في فندقهم.
واضاف اوزديمير الذي كان في تسعينات القرن الماضي واحدا من اول نائبين تركيي الاصل يدخلان البرلمان الألماني:"في الصباح عندما كنت اسجل اسمي في الفندق، حصل لقاء عرضي مع الوفد التركي. نظروا إلي بدهشة وغضب".
وذكرت صحيفة دي فيلت ان النائب الألماني الذي تخلى للتو عن منصبه نائبا لحزب الخضر، وجد نفسه محاطا بعدد من افراد الشرطة في الممر عندما غادر غرفته، وطُلب منه إلا يتوجه الى مائدة الفطور.
وتعرض اوزديمير لانتقادات السلطات التركية في السنوات الاخيرة، لأنه انتقد "الاساءات الى حقوق الانسان" التي ترتكبها أنقرة، ودعا بقوة المانيا الى الاعتراف بإبادة الأرمن إبان الحكم العثماني.
وكان اوزديمير قد تعرض لانتقادات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي ندد ب "الدم النجس" للنواب الالمان من اصول تركية. ومنذ ذلك الحين وضع النائب المدافع عن البيئة تحت حماية الشرطة خلال التظاهرات التي كان عليه إلقاء خطب فيها.
واكد اوزديمير أن "تركيا ما زالت دولة لا يسودها القانون"، معتبرا أن التحسن الأخير الذي سجل في العلاقات بين برلين وانقرة غير موجود إلا "في أحلام الائتلاف الكبير" الذي تأمل أنغيلا ميركل في تشكيله مع الاشتراكيين الديموقراطيين. وتسعى ألمانيا وتركيا إلى تهدئة التوترات التي حصلت بعد الانقلاب الفاشل على اردوغان في تموز/يوليو 2016.
تشاووش أوغلو:"أوزدمير يتطلع مجددا إلى الشعبية"
فيما اتهم وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو المسؤول السابق في حزب الخضر بأنه يسعى من خلال اتهاماته إلى نيل قسط من الأهمية، وقال جاووش أوغلو:" إنه يفقد من قوة التأثير ويتم تهميشه حتى داخل حزبه. أعتقد أنه يتطلع إلى أن يكون مجددا شعبيا وعلى الأقل الظهور في العلن".
م.أ.م/ح. ح (أ ف ب)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)