نائب شولتس: التخفيض الجديد للغاز "لعبة غادرة" من بوتين
٢٥ يوليو ٢٠٢٢
رفضت ألمانيا المبررات الروسية للتخفيض الجديد لتوريدات الغاز عبر خط نورد ستريم 1 إلى 20% بدلا من الـ40% الحالية. نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد وصف قرار شركة غازبروم بأنه "لعبة غادرة" من بوتين.
إعلان
وصف ووزير الاقتصاد الألماني التخفيض الجديد لتدفق الغاز الروسي القادم إلى بلاده عبر خط نورد ستريم 1 والذي اتخذته شركة غازبروم اليوم الاثنين (25 يوليو/ تموز 2022) بأنه "لعبة غادرة" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال نائب المستشار الألماني أولاف شولتس: "لا توجد أسباب فنية لتخفيضات التوريد. التوربين جاهز للتسليم إلى روسيا"، مشيرا إلى أن وثائق تصدير شركة سيمنس إنيرجي موجودة بالكامل لكن روسيا ترفض إصدار وثائق الاستيراد.
واتهم السياسي المنتمي إلى حزب الخضر روسيا بانها "تخرق التعاقدات وتلقي باللوم على الآخرين"، قائلا إن "بوتين يلعب لعبة غادرة".
ورأى هابيك أن استراتيجية بوتين واضحة "فهو يحاول إضعاف الدعم الكبير لأوكرانيا ودق إسفين في مجتمعاتنا. ولهذا السبب يؤجج الاضطراب ويرفع الأسعار. ونحن سنتصدى لذلك بالوحدة والعمل المركز، ونحن نتخذ احتياطات حتى نتجاوز الشتاء". وأوضح أن حكومة بلاده تنفذ منذ شهور خطة وقائية تم استكمالها في الأسبوع الماضي بحزمة لتأمين الطاقة.
وأضاف قائلا: "نحن نعمل بكل قوة وبوتيرة عالية للغاية على إنشاء بنية تحتية لمحطات الغاز الطبيعي المسال وملء الخزانات وتخفيض الاستهلاك. الأمر الواضح هو أنه يجب تخفيض استهلاك الغاز وأن الخزانات يجب أن تصبح مملؤة. والحكومة الألمانية تقوم دائما بما هو ضروري من أجل ذلك".
تجدر الإشارة إلى أن من المنتظر تخفيض مقدار ضخ الغاز عبر خط نورد ستريم1 إلى نصف الكمية التي يجري ضخها حاليا لتصبح اعتبارا من بعد غد الأربعاء 20% بعد أن كانت 40%. وتأتي هذه التطورات بعد مضي ستة أيام فقط على استئناف ضخ الغاز في الخط بعد انتهاء أعمال الصيانة السنوية الدورية في الخط. وجاء إعلان التخفيض الجديد حسبما أوضحت شركة غازبروم الروسية للطاقة في وقت سابق من اليوم.
وكان بوتين هدد الأسبوع الماضي بمزيد من تقليص عمليات توريد الغاز عبر نورد ستريم 1 مبررا ذلك بأن هناك توربينات أخرى بحاجة إلى إصلاح.
وترى الحكومة الألمانية في وصف موسكو ذريعة لتبرير استمرار تخفيض إمدادات الغاز إلى ألمانيا بعد أن تم تقليصها من قبل إلى 40% من الحد الأقصى لكميات الغاز التي يمكن توريدها عبر خط الانابيب.
ارتفاع فوري لأسعار الغاز
ويشار إلى أنّ أسعار الغاز ارتفعت في البورصة الأوروبية على الفور بعد إعلان شركة غازبروم الروسية للطاقة اعتزامها تخفيض ضخ خط الغاز عبر خط نورد ستريم 1 إلى ألمانيا إلى 20%.
وارتفع سعر العقد الآجل في مركز "تي تي إف" في هولندا، الذي يحدد اتجاه الأسعار، ليصل إلى 175 يورو لكل ميجاواط/ساعة بزيادة بنسبة 7,7% مقارنة بسعر يوم الجمعة الماضي.
من جانبه، توقع خبير الطاقة فلوريان شتراك الذي يعمل في بوابة الأسعار "تشيك 24" استمرار ارتفاع أسعار الغاز في البورصات، وقال إن السبب في ذلك يتمثل في أن الطلب على الغاز ثابت نسبيا ومن ثم يتعين البحث عن بديل تحسبا لانقطاع الغاز الروسي.
خ.س/ أ.ح (د ب أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.