نائب مستشار ألمانيا: التعدي على السياسيين مشكلة تخصنا جميعاً
٥ مايو ٢٠٢٤
دعا روبرت هابيك نائب المستشار الألماني الساسة في بلاده إلى التضامن مع من يتعرضون للهجوم، وقال في تسجيل بالفيديو إن الهجمات التي يتعرض لها سياسيون تعد تعبيراً عن تفاقم للعدوانية في النقاش السياسي.
إعلان
بعد واقعة التعدي على السياسي ماتياس إيكه المرشح الرئيسي لحزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي في ولاية سكسونيا في انتخابات البرلمان الأوروبي، دعا روبرت هابيك نائب المستشار الألماني الساسة في بلاده إلى التضامن مع من يتعرضون للهجوم.
يذكر أن هابيك المنتمي إلى حزب الخضر يشغل أيضاً منصب وزير الاقتصاد وحماية المناخ.
وقال هابيك في مقطع فيديو نشره اليوم الأحد ( مايو/أيار2024) على منصة إكس إن "هذه الهجمات ليست مشكلة خاصة بل إنها تخصنا جميعاً"، وتابع أن هذه الهجمات تعد تعبيراً عن تفاقم للعدوانية في النقاش السياسي وأنها نتاج لتجاوز الحدود في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف هابيك أن مثل هذه الهجمات تثير الرعب وقال:" لا نستطيع أن نواجه مثل هذا الترهيب إلا إذا تماسكنا وواجهنا الجناة بصرامة دولة القانون وأظهرنا التضامن مع أولئك الذين يدافعون عن حريتهم في الكلام والتعبير عن الرأي".
وكان إيكه (41 عاماً) قد تعرض مساء أول أمس الجمعة للضرب من قبل أربعة شباب خلال تعليق ملصقات انتخابية في دريسدن، ويرقد السياسي الاشتراكي في المستشفى منذ ذلك الحين وخضع لعملية جراحية.
وكان المكتب الإقليمي لمكافحة الجريمة في مدينة دريسدن (عاصمة ولاية سكسونيا) أعلن أن شابا صغيراً (17 عاماً) سلم نفسه في مخفر جنوب دريسدن في الساعة الواحدة صباحاً وقال إنه الجاني الذي تعدى على إيكه.
مظاهرات منددة بالواقعة
ومساء اليوم، تظاهر نحو 3000 شخص في مدينة دريسدن شرقي ألمانيا تأييداً للديمقراطية وللتنديد بالعنف وذلك بعد واقعة التعدي على السياسي ماتياس إيكه.
وتجمع المتظاهرون في وقت مبكر من مساء اليوم في حي شتريزن حيث تعرض إيكه للاعتداء. وأشارت تقديرات منظمي المظاهرة إلى أن عدد المشاركين يقارب 3000 شخص؛ وأفادت الشرطة بأن المظاهرة سارت بشكل هادئ.
وفي بداية المظاهرة، قالت كاترين-غورينغ إيكاردت، نائبة رئيسة البرلمان الألماني إن شرق ألمانيا (حيث تقع دريسدن) ناضل من أجل الديمقراطية ونالها في عام 1989، " ونحن لن نستسلم لأولئك الذين يحتقرون الديمقراطية." وأكدت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر أنهم لن يستسلموا "إذا تعرض أحد منا للعنف."، وأردفت:" نحن الشعب."
وكان بين المشاركين زاسكيا إسكين التي تشارك في رئاسة الحزب الاشتراكي بالإضافة إلى وزيرة الثقافة كلاوديا روت (من حزب الخضر) ووزيرة العدل في ولاية سكسونيا كاتيا ماير (أيضا من حزب الخضر).
من جانبها، قالت إسكين أمام التجمع:" من الواضح تماما أن هذا الاستعداد لممارسة العنف لم يأت من فراغ".
ع.ح/أ.ح (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)