بعد يوم واحد من الاستفتاء الشعبي في اليونان، أخذت بعض الأصوات ترتفع بعدم ترك أثينا لمصيرها. نائب المستشارة الألمانية دعا إلى تقديم مساعدة إنسانية عاجلة لليونان، فيما أعربت رئيسة الصندوق الدولي عن استعدادها للمساعدة أيضا.
إعلان
قالت كريستين لاغارد رئيسة صندوق النقد الدولي اليوم الاثنين (السادس من تموز/ يوليو 2015) إن الصندوق "مستعد لمساعدة اليونان إذا طلبت ذلك". وأضافت أن الصندوق "تلقى إخطارا" بنتائج الاستفتاء الشعبي الذي أجري في اليونان أمس ويراقب الموقف.
وكان الناخبون اليونانيون قد صوتوا أمس ضد شروط ومطالب الدائنين الدوليين الذين يمثلهم صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي.
بدوره صرح زيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية الاثنين غداة الاستفتاء في اليونان، إن قادة منطقة اليورو الذين سيعقدون اجتماع قمة في بروكسل الثلاثاء سيبحثون على الأرجح في تقديم مساعدة إنسانية لليونان. وقال غابرييل، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي ووزير الاقتصاد في حكومة أنغيلا ميركل "إن الناس هناك بحاجة للمساعدة وينبغي علينا ألا نرفضها لهم لمجرد أننا غير مسرورين من نتيجة الاستفتاء".
محطات في أزمة اليونان المالية المزمنة
اهتزت اليونان نتيجة أزمة الاقتصاد العالمي عام 2008 فبدأ اقتصادها يترنح وتراكمت الديون. وقلل ضعف نظام جباية الضرائب من موارد الدولة، فيما فاقم الفساد الإداري الموقف حتى باتت أوروبا ترفض تقديم المساعدة لدعم اليونان.
صورة من: Reuters
منذ عام 2008 حاولت اليونان أن تخرج من الأزمة عن طريق الاقتراض لسداد الديون، ودأبت الحكومات المتعاقبة على إظهار قدرتها على ضخ المال في الاقتصاد بغض النظر عن المصدر.
صورة من: dapd
لا تستطيع اليونان أن تجبي الضرائب بسبب النشاط الاقتصادي غير المسجل. في عام 2011 قدّر البروفسور فريدريش شنايدر، أستاذ العلوم الاقتصادية في جامعة لينز، أن الاقتصاد غير الرسمي (الأسود) في اليونان يقدر حجمه ب 25.5 بالمائة من الدخل القومي السنوي.
صورة من: dapd
كيف تأثرت اليونان بمنطقة اليورو؟ بين عام 2000 وعام 2007 وطبقا لموقع غلوبال ريسيرش، بلغ مدى العجز في الميزان التجاري لليونان إزاء ألمانيا على سبيل المثال مستوى الضعفين.
صورة من: dapd
انهار سوق العمل بشكل سريع في اليونان، وظهر ذلك في تزايد عدد العمال غير المسجلين وغير المؤمن عليهم، وفي تدهور مستوى الأجور وانعدام الأمن وانهيار حقوق العمالة، وفي انعدام عقود العمل الضامنة. في الصورة تظاهرات في باريس تعارض السياسة الاوروبية في اليونان.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Tribouillard
ارتفعت أعداد المشردين في اليونان بنسبة 25 بالمائة بين عام 2009 وعام 2011. هذا العدد يشمل مهاجرين غير قانونيين، وجيل من المشردين الجدد الذين يتكاثر بينهم أشخاص يحملون شهادات وسطى. في الصورة مشردون في أثينا عام 2012.
صورة من: picture-alliance/dpa
انهار القطاع الصحي في اليونان وبصعوبة يحصل الناس على الخدمات الصحية. وحسب موقع غلوبال ريسيرش سجلت إصابات الإيدز ارتفاعا محسوسا بعد عام 2010 بسبب غياب مراكز الوقاية من هذا المرض وتناقص عدد العيادات المتخصصة بعلاجه. الصورة لتظاهرات في أثينا تندد بسياسة التقشف.
صورة من: Reuters
التقديرات المالية الحكومية في اليونان بالغت دائما في تقدير حجم الموارد، من هنا شكت الدوائر المالية في الاتحاد الأوروبي باستمرار من عدم دقة الإحصاءات والمعلومات التي تقدمها اليونان، بل واعتبروها معلومات مضللة. الصورة لامرأة في محطة قطار أثينا إبان الإضراب بسبب تدني الأجور والتأمينات.
صورة من: Reuters
7 صورة1 | 7
وأضاف غابرييل قائلا: "لا يجوز أن نتخلى عن اليونان، (بل) يتوجب على جميع الدول الأوروبية أن تكون مستعدة لمنح مساعدة إنسانية. (...) أعتقد أن ذلك سيبحث غدا في بروكسل"، بدون أن يوضح طبيعة هذه المساعدة المحتملة لكنه أعرب عن أمله في أن يتم ذلك "بسرعة كبيرة".
وكان رئيس البرلمان الأوروبي الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتز اعتبر الليلة الماضية انه يفترض إدراج "برنامج مساعدة إنسانية لليونان" على جدول أعمال محادثات الثلاثاء. ولفت شولتز إلى إمكانية "منح قروض طارئة إلى أثينا لاستمرار عمل الخدمات العامة وتلقي الناس عند الحاجة المال الضروري للعيش" مشيرا إلى أنه "قد يكون هناك صناديق في بروكسل يمكن تعبئتها لذلك".
وقد فرضت اليونان منذ الاثنين الماضي رقابة على حركة رؤوس الأموال وأغلقت المصارف وحدت السحوبات بستين يورو للفرد كل يوم. لكن المصارف اليونانية قد تجد نفسها بحاجة للسيولة في وقت سريع ما من شأنه أن يشل كليا الاقتصاد المترنح أصلا.