نائب ميركل يقترح شتاينماير لرئاسة ألمانيا خلفا لغاوك
٢٣ أكتوبر ٢٠١٦
اقترح زيغمار غابريل نائب المستشارة ميركل ترشيح وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير لرئاسة ألمانيا خلفا للرئيس يوآخيم غاوك. ويجتمع قادة الائتلاف الحاكم في ألمانيا الشهر المقبل لمناقشة التوصل إلى مرشح مشترك بينهم.
إعلان
اقترح وزير الاقتصاد الاتحادي الألماني زيغمار غابرييل تولي وزير الخارجية الحالي فرانك-فالتر شتاينماير منصب الرئيس الاتحادي القادم في ظل النقاش القائم حاليا في ألمانيا حول هذا المنصب.
وقال غابرييل، الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم بألمانيا، في تصريحات خاصة لصحيفة "بيلد" الألمانية في عددها الذي سيصدر غدا الاثنين (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) إنه مطلوب مرشح "يمكنه تمثيل بلدنا ويعرف أيضا التحديات (التي يتم مواجهتها) ويكون لديه ردود عليها".
وأضاف غابريل: "إن الحزب الاشتراكي الديمقراطي لديه مرشح ينطبق عليه كل ذلك: إنه فرانك-فالتر شتاينماير. ولكنه لا يجد حتى الآن أي دعم لدى الاتحاد المسيحي"، الذي تتزعمه المستشارة ميركل.
جدير بالذكر أن الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل المكون من حزبها المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا يشكل الائتلاف الحاكم في ألمانيا مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وكان الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي اتفقا سابقا على البحث عن مرشح مشترك بينهما كخلف للرئيس الاتحادي الحالي يواخيم غاوك. ولكن عملية البحث عن مرشح توافقي استغرقت فترة طويلة للغاية.
ويعد شتاينماير المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي المرشح المفضل للكثيرين في الحزب. وذكرت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن زعماء الائتلاف الحاكم في ألمانيا وهم ميركل ورئيس الحزب البافاري هورست زيهوفر ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي يعتزمون الاجتماع في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر القادم من أجل استجلاء فرص التوصل لمرشح مشترك.
ومن المقرر انتخاب رئيس جديد لألمانيا في 12 شباط/ فبراير من عام 2017 عبر الجمعية الاتحادية، وهي أكبر جمعية برلمانية في جمهورية ألمانيا الاتحادية. وتتلخص مهمتها الوحيدة في انتخاب الرئيس الاتحادي أو الرئيسة الاتحادية.
ص.ش/أ.ح (د ب أ)
الرئيس يواخيم غاوك ـ محطات حياة حافلة
لا يرغب الرئيس الألماني يواخيم غاوك في الترشح لولاية ثانية. وستستمر ولايته الحالية لتسعة أشهر. ويشكل هذا المنصب لخمس سنوات أعلى منصب في الدولة. وستعقد "الجمعية الاتحادية" جلستها في فبراير المقبل لانتخاب رئيس جديد.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Macdougall
تولى يواخيم غاوك إدارة وثائق جهاز المخابرات لألمانيا الشرقية سابقا (ستازي) وحتى الآن يطلق على تلك الإدارة إسم " إدارة غاوك". قبل ذلك تم انتخابه عام 1990 كناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان في مجلس الشعب الأخير لجمهورية ألمانيا الشرقية سابقا.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد الاستقالة المفاجئة للرئيس الألماني هورست كولر عام 2010 من منصبه، اقترح الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر يواخيم غاوك كمرشح لمنصب الرئاسة. وصنفته وسائل الإعلام آنذاك كمرشح الشعب. لكن الجمعية الاتحادية صوتت في الدورة الثالثة لصالح كريستيان فولف مرشح الحزبين المسيحي والليبرالي لمنصب الرئاسة الإتحادية.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد مرور نحو ثلاث سنوات استقال الرئيس كرستيان فولف، واقترحت أحزاب المعارضة مجددا غاوك لشغل منصب الرئاسة، وهذه المرة بدعم من الحكومة. وكشف استطلاع قبل تصويت الجمعية الاتحادية أن نسبة 69 في المائة تساند ترشيح غاوك. وكانت النتيجة في 18 مارس 2012 أكثر وضوحا، حيث حصل غاوك على 991 صوت من مجموع 1228.
صورة من: picture-alliance/dpa
بموجب القانون الأساسي يتمتع الرئيس الاتحادي باستقلالية عن السلطات الحكومية. غاوك هو أول رئيس في هذا المنصب الذي لم ترافقه عقيلته في المناسبات الرسمية، بل رفيقة حياته دانييلا شات، والتي ارتبط بها منذ عام 2000. قبل 25 عاما انفصل غاوك عن زوجته غيلهيلد غاوك التي أنجبت له أربعة أطفال.
صورة من: Picture-alliance/dpa/W. Kumm
الموضوع المحوري المفضل لدى غاوك هو الحرية. ويعتبر منتقدوه بأنه يتحدث عن ذلك في صياغة ساذجة مناهضة للشيوعية، في حين يرى آخرون أن تمجيده للحرية يعبر عن مناصرة للرشد: فالحرية لا تعني بالضرورة السعادة أو الفرحة، بل هي مسؤولية واقعية لاتنطلق من أشكال سلطة الدولة فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
كممثل لجمهورية ألمانيا الاتحادية قام يواخيم غاوك بزيارة العديد من البلدان كما قابل رؤساء الدول والحكومات وغيرهم. ولم يلتزم غاوك دوما بالتحفظ الدبلوماسي: ففي تركيا انتقد حكومة رئيس الوزراء اردوغان مطلع 2014 واعتبر أنه ينهج توجها رقابيا وتأثيرا قضائيا وأسلوبا متسلطا.
صورة من: Reuters
في مارس 2016 تحدث غاوك أمام طلبة جامعة شنغاي عن تأثيرات انعدام الثقة بين الدولة والمواطنين، مشيرا إلى ضرورة حصول أية حكومة على الشرعية من خلال الانتخابات الحرة. ولم يأخذ ذلك من حفيظة الحكومة الصينية، لأن غاوك تحدث عن تجربة ألمانيا الشرقية سابقا، حيث إنه ينحدر منها.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
بعد مرور شهرين على زيارته لتركيا 2014 حيث تفقد أيضا مخيما للاجئين على الحدود مع سوريا، لفت غاوك الانتباه إلى العدد المتزايد من اللاجئين الفارين عبر البحر ودعا إلى ضرورة التحرك والتضامن مع الشركاء الأوروبيين لتحقيق ما يمكن تحقيقه سياسيا على أرض الواقع. بعد 14 شهرا أكدت المستشارة أنغيلا ميركل مقولتها في هذا الشأن: "سننجح في ذلك".
صورة من: picture alliance/AA
بإعلانه أنه لن يترشح لولاية رئاسية ثانية عام2017 أطلق الرئيس يواخيم غاوك جدلا حول هوية الرئيس المقبل. غاوك برر قراره بأن سنه المتقدم لم يعد يسمح له بتقديم "الطاقة والحيوية" المطلوبتين في مثل هذا المنصب. لمنصب الرئيس في ألمانيا الاتحادية صبغة فخرية ومعنوية، غير أن غاوك لم يتردد في إعلان مواقفه في السياسات الداخلية، مثل دعم استقبال اللاجئين أو التأكيد على المسؤوليات التاريخية للبلاد.