ناتو يدرس التدخل ضد عصابات تهريب البشر في بحر إيجه
١٠ فبراير ٢٠١٦
من الممكن أن يستخدم حلف شمال الأطلسي (ناتو) في المستقبل سفنه الحربية لمواجهة عصابات تهريب البشر في بحر إيجه. وتؤيد ألمانيا وتركيا هذه الفكرة، لكن لا زالت هناك أسئلة كثيرة بخصوصها تحتاج إلى إجابة.
إعلان
قال أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن وزراء الدفاع في دول الحلف بحثوا في بروكسل الأربعاء (العاشر من فبراير/ شباط 2016) طلب ألمانيا وتركيا المساعدة في احتواء التدفق الهائل للاجئين وغالبيتهم من السوريين.
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعلنت في أنقرة الإثنين الماضي أن تركيا وألمانيا ستطلبان من حلف شمال الأطلسي مساعدة الشرطة التركية في مراقبة السواحل لمنع المهربين من نقل اللاجئين في قوارب لعبور محفوف بالمخاطر إلى اليونان.
وأضاف ستولتنبرغ أن الحلف "ينظر الآن في طلب الدعم للتعامل مع أزمة المهاجرين واللاجئين، ونحن بالطبع نفعل ذلك في حوار وثيق جدا مع الحلفاء المتأثرين بذلك أكثر من غيرهم". وتابع "هناك مشاورات ومناقشات مستمرة الآن لكن لا استطيع أن أقول لكم شيئا عن النتائج"، مشيرا إلى اجتماع وزراء دفاع الحلف في بروكسل. وقال الأمين العام "يجب أن ننظر بانتباه شديد إلى الكيفية، التي سيساعد بموجبها الحلف، ومتى وإذا كان ذلك سيشكل فرقا"، مضيفا أنه يمكن أن يصدر إعلان حول ذلك يوم الخميس.
ومن الواضح أن الأمر لا يتعلق بقيام الناتو بتأمين حدود البلدين العضوين بالحلف وإنما بمكافحة عصابات تهريب البشر، التي تقوم بنقل المهاجرين إلى الجزر اليونانية المقابلة لسواحل تركيا. وقال دبلوماسيون في دوائر الناتو إن سفن الحلف لن تقوم بإغراق قوارب المهربين، وإنما ستقوم بجمع المهاجرين وإعادتهم مباشرة إلى تركيا. وبهذا يمكن تحجيم عمل عصابات تهريب البشر. وقالت وزيرة الدفاع الألماني أورزولا فون دير لاين: "يجب أن يكون الهدف هو تضييق الخناق على النشاط الغادر لمهربي البشر والهجرة غير الشرعية."
الناتو يعزز تواجده شرقا
وقال ينس ستولتنبرغ الأربعاء إن وزراء دفاع الناتو وافقوا على خطة لتعزيز وجود قوات الحلف على طول الحدود الشرقية، في خطوة تهدف إلى ردع العدوان من دول مثل روسيا. ووصلت العلاقات بين الناتو وروسيا في العامين الماضيين إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة، بعد تحركات موسكو في أوكرانيا، حيث تواجه الاتهام بدعم الانفصاليين الموالين لروسيا وقيامها بضم شبه جزيرة القرم. واتخذ الناتو سابقا خطوات لطمأنة أعضائه في الشرق، الذين يشعرون بالتهديد من قبل روسيا.
وتهدف الخطة الجديدة لمواجهة هذا التهديد عبر مزيج من القوات البرية التي تتحرك بمرونة وتعزيز وجود قوات يمكنها الانتشار السريع لردع أي معتد محتمل. وقال ستولتنبرغ إن الهدف هو وضع قوة "متعددة الجنسيات" بما يرسل "إشارة قوية جدا" عن وحدة حلف الناتو. وأضاف ستولتنبرغ في أعقاب اتخاذ القرار "الهجوم ضد حليف واحد هو هجوم ضد جميع الحلفاء"، مشيرا إلى أن الجميع سيرد على أي عمل من أعمال العدوان.
ذكريات ومعاناة.. رحلة إلى ألمانيا يرويها لاجئ بصوره
فرّ الشاب السوري هشام المعضماني، البالغ من العمر 24 عاماً، من بلدته داريا بعد مجزرة نفذها النظام السوري عام 2012. رحلة اللجوء إلى ألمانيا استغرقت إجمالاً ثلاث سنوات، إلا أنه وثق مسار رحلته داخل أوروبا بصور أرسلها إلى DW.
صورة من: Hesham Moadamani
البداية
"رحلتي بدأت بطائرة من الأردن إلى اسطنبول التركية. في الأردن بقيت عامين كاملين أنتظر الفرصة وأوفر المال للسفر. لم أستطع الحصول على جواز سفر إلا بالرشوة. قبلها كنت قد دخلت الأردن، ولكن السلطات أعادتني إلى سوريا رغم الحرب والقتل، والتي بقيت فيها شهراً حتى تمكنت من دخول الأردن مرة أخرى عن طريق أحد المعارف".
صورة من: Hesham Moadamani
المجازفة بالحياة للوصول إلى أوروبا
"الخطة الخطيرة وشبه المستحيلة التي اقترحها صديق عليّ: "توفير ثمن التهريب والسباحة إلى اليونان". أردنا السباحة مسافة كيلومترين إلى جزيرة مهجورة والاستراحة فيها 15 دقيقة، ومنها كيلومتراً واحداً للجزيرة الثانية والاستراحة، وبعدها ثلاثة كيلومترات لجزيرة كيوس".
صورة من: Google/Hesham Moadamani
استعدادات لمواجهة المجهول
"اشتريت سترة نجاة وزعانف وضوء ليزر وبعض الطعام، وعدنا ننتظر حلول الليل للانطلاق. كان الماء بارداً للغاية، وعند وصولنا للجزيرة الأولى، حامت الطيور فوق رؤوسنا ظناً أننا جثث. شعرت بخوف شديد وقررت الانطلاق فوراً للجزيرة الثانية، التي تبين أنها صخرة صعبة التسلق، فأكملت وسط تيارات قوية وأمواج عاتية، إلى أن شعرت بالإرهاق الشديد، فأشرت لإحدى السفن، التي اتصلت بخفر السواحل اليوناني لينقذني".
صورة من: Hesham Moadamani
كنا محظوظين...
"علمت فيما بعد أن شباناً آخرين حاولوا نهج نفس خطتنا والسباحة إلى جزيرة كيوس، ولكنهم ضلوا الطريق في البحر وبقوا عائمين ست ساعات كاملة، قبل أن ينقذهم خفر السواحل التركي ويعيدهم إلى تركيا".
صورة من: Hesham Moadamani
سجلوني في اليونان
"بعد وصولي إلى اليونان، تم اقتيادي إلى مركز للشرطة، ومنه إلى مخيم لاستقبال اللاجئين، حيث مكثت يومين. بعدها تم تصويري وأخذت بصماتي، ومُنحت لي وثيقة (في الصورة) تعطيني الحق في البقاء باليونان لمدة ستة شهور، أطالب بعدها بمغادرة البلاد أو طلب اللجوء فيه. ولكنني – مثل جميع السوريين – حزمت أمتعتي وانطلقت إلى الشمال بعد يوم واحد من حصولي على الوثيقة".
صورة من: Hesham Moadamani
موسم الهجرة إلى الشمال
"على متن عبّارة متجهة إلى العاصمة اليونانية أثينا من جزيرة كيوس. الرحلة تستغرق عشر ساعات. من أثينا ستبدأ المعاناة الحقيقية، التي ستنتهي في ألمانيا".
صورة من: Hesham Moadamani
يورو واحد!
"عندما وصلنا إلى الحدود بين اليونان ومقدونيا، لم يُسمح لنا بالحجز على قطار أو حافلة، ما اضطرنا للمشي 25 ساعة كاملة بين الغابات وفي ظل خطر قطاع الطرق الذين يسلبون اللاجئين حتى صربيا. بعد الـ25 ساعة صادفنا قطاراً محملاً باللاجئين، وعندما أبدينا دهشتنا، قالوا لنا إنهم دفعوا يورو واحد إضافي لموظف المحطة (رشوة) كي يحجز لهم تذكرة!
صورة من: Hesham Moadamani
جسر الحياة أو الموت
"عبور هذا الجسر في اليونان مسألة حياة أو موت، ذلك أنه ضيق ولا يتسع إلا لقطار واحد دون ممر للمشاة على جانبيه. تعبره القطارات كل 20 دقيقة. لذلك كان من الضروري عبور هذا الجسر (المبني على ارتفاع شاهق فوق نهر) بسرعة فائقة. عبرناه ركضاً".
صورة من: Hesham Moadamani
استراحة لاجئ
"في الطريق من اليونان إلى مقدونيا، أصبحنا ثمانية أشخاص. كنا نمشي أربع ساعات ونرتاح ربع ساعة. في هذه الصورة ترى صديقي (أبو جمال) وهو يرتاح بجانب السكة الحديدية، التي اتخذناها معلماً لتحديد وجهتنا، بجانب جهاز الملاحة (جي بي إس).
صورة من: Hesham Moadamani
طريق طويل وشاق
"مشهد من الطريق بين اليونان ومقدونيا ... رحلة قضينا فيها 25 ساعة سيراً على الأقدام ووسط مخاطر وأهوال".
صورة من: Hesham Moadamani
في مواجهة الجيش
"بعد مسيرة طويلة على خط للسكة الحديدية، وصلنا قرب الحدود المقدونية الصربية، وهناك ركبنا سيارة أجرة نقلتنا إلى المعبر الحدودي. لم يُسمح لنا باجتياز المعبر إلى صربيا، فقررنا الانتظار حتى أرخى الليل سدوله، وقمنا باجتياز الحدود سراً. فوجئنا بتواجد الجيش الصربي في المنطقة، فاختبأنا وتسللنا على مدى خمس ساعات حتى وصلنا إلى محطة قطار في إحدى القرى الصربية".
صورة من: Hesham Moadamani
بلغراد ثم بودابست
"عقب وصولنا إلى القرية الصربية بعد مسيرة ست ساعات، قمنا بحجز تذكرة إلى العاصمة بلغراد ومنها استكملنا الطريق. لكن عندما وصل قطارنا إلى المحطة، فوجئنا بالشرطة توقفنا وتمنعنا من الصعود بدون وثيقة تسجيل لاجئين. لذلك فاتنا القطار. لكن الشرطة وجهتنا إلى قطار آخر (في الصورة) حثتنا على المبيت فيه حتى موعد انطلاقه إلى بلغراد في الثالثة صباحاً".
صورة من: Hesham Moadamani
الخطوات الأخيرة نحو الأمان
"وصلت إلى العاصمة الهنغارية بودابست لوحدي، بعد أن انفصلت عن بقية المجموعة. استأجرت غرفة في أحد الفنادق وبدأت في البحث عن مطعم أو مقهى بغرض الاتصال بشبكة الإنترنت والبحث عن سيارة تنقلني من بودابست إلى وجهتي الأخير – ألمانيا. في مساء اليوم الذي التقطت فيه هذه الصورة، عثرت على سيارة نقلتنا من المجر إلى النمسا ومنها وصلنا إلى ألمانيا في الثانية من صباح اليوم التالي".
صورة من: Hesham Moadamani
مشاعر متناقضة
"كنت أحياناً أحس أنني سائح في بودابست، وفي نفس الوقت كنت متحمساً لوصولي إلى هنغاريا، وهي المحطة قبل الأخيرة في الطريق إلى ألمانيا. مشاعر مختلطة وخوف من المجهول كان ينتابني".
صورة من: Hesham Moadamani
"سوريون؟ أهلا بكم في ألمانيا"
"في ألمانيا، أوقفتنا الشرطة على الطريق السريع. كنا 12 ( شخصاً والسائق) في سيارة كبيرة. على الفور تم اعتقال السائق، وبعدها سألنا رجال الشرطة: هل أنتم سوريون؟ وعندما أجبنا بنعم، قالوا لنا: أهلاً بكم في ألمانيا. شعرت بالسعادة تغمرني وتفيض من داخلي". (صورة من الأرشيف)
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
15 صورة1 | 15
ويقع على عاتق واضعي الخطط العسكرية بالحلف مهمة وضع تفاصيل هذه الخطة، بما في ذلك أعداد القوات، خلال الأشهر المقبلة، قبيل قمة الحلف المقرر عقدها في وارسو في تموز/يوليو المقبل.