"الفجر" البلجيكي أمل بـ"فجرٍ" جديد للمهاجرين عبر كرة القدم
١٣ يناير ٢٠٢٣عندما وصل إلى بلجيكا منذ عدة سنوات، حمل جمعة حمزة، لاعب كرة القدم السوري، معه الكثير من الأمل لمستقبله في كرة القدم بأوروبا أرض الاحتراف، كان لاعب فريق "سراقب" السوري ومن ثم فريق "جبلة"، الذي يبلغ من العمر حاليًا 30 عامًا، يحمل الكثير لمستقبله، بعد أن استقر ببلجيكا، بدأ جمعة يستكمل مسيرته الكروية، والتحق بإحدى فرق بروكسل للدرجة الثالثة، فريق "أندرلخت"، ولعب معه سنة قبل أن ينتقل لفريقٍ آخر، وأصبح أحد لاعبيه الأساسيين.
وبينما كان جمعة يستعد مع فريقه للانتقال للدرجة الثانية، ليضع قدمه على أولى خطوات النجاح، تعرض لإصابةٍ بالغة برقبته منعته من لعب الكرة، وقتها توقف حلمه مبكرًا.
يقول جمعة حمزة لـ"مهاجر نيوز": "عندما علمت أني لن أتمكن من متابعة اللعب، حاولت الحفاظ على شغفي بكرة القدم، وبدأت أجمع الأطفال لتدريبهم واللعب معهم، كنت أرافق بعضهم لنوادي محلية يلعبون فيها، وكنت أرى أن بعضهم لديه صعوبات بالتواصل مع الأطفال الآخرين، وبعضهم يبقى على مقاعد الاحتياط بسبب عائق التواصل مع الأطفال الآخرين، في حين تعرض البعض لمواقف عنصرية وعدم قبول، ففكرت لم لا أؤسس ناديًا يضم هؤلاء الأطفال، وبعضهم لاعبين واعدين، للعب بالدوري البلجيكي، باسم المهاجرين، ومن هنا بدأت فكرة النادي.
بدأ والد جمعة وشقيقه، الذي تقدم بطلبات للعب مع نادي "أندرلخت للدرجة الأولى" ببلجيكا، بمساعدته لتحويل الفكرة إلى أرض الواقع، وقرر أن يطلق على ناديه المستقبلي اسم: "FC Dawm" أي "الفجر، ليكون فجرًا جديدًا في حياته.
الوصول إلى الدوري
نادي "الفجر" ليس النادي الوحيد الذي نشأ ليضم مهاجرين في بلجيكا، فقبل سنوات أنشا نادي "سيريانا"، كما أن هناك أندية أقدم تضم مهاجرين من جميع الجنسيات، لكن جمعة قرر سلوك الطريق المختلف ليبدأ مع الأطفال من سنٍ مبكرة.
بالبداية أخذ مدير نادي "FC Dawm" جمعة يدرب الأطفال بالحدائق العامة، واشترى جميع المعدات من كرات وملابس على نفقته الخاصة من مدخراته، وبعام 2021 تقدم بطلب لالتحاق النادي بالدوري البلجيكي، لكن هذا الطلب رفض لعدم استيفاء النادي للشروط، كامتلاكه ملعب يتدرب به، وحصوله على عدد معين من الأعضاء، الأمر الذي تمكن جمعة من التغلب عليه بسهولة، وجمع نحو 150 توقيع لأشخاص يريدون إنشاء النادي، لكنه لم يمتلك الأموال لاستئجار نادي أو شرائه، فتقدم بطلب للحصول على دعم من البلدية، لكن لم يتم الاستجابة إليه، فقرر أن يجعل مطالبه عامة، وتحدث للصحافة عن مشروعه والمعوقات لتحقيقه.
يشرح جمعة لـ"مهاجر نيوز": "بالبداية أخبروني بأنهم سيعطوني ملعب لمدة ساعة واحدة أسبوعيًا، لكن ذلك غير كافي فتابعت التحدث للإعلام لتسليط الضوء على أهمية مشروعي، وبعد أن تكلمت للصحافة بدأت أتلقى عروضًا من ملاعب للتدريب فيها، وخلال أيام كان لدي 3 ملاعب مختلفة أدرب فيها اللاعبين الصغار 3 مرات بالأسبوع".
على لائحة الدوري
بنهاية 2022، تمكن جمعة ونادي "الفجر" من تحقيق جميع الشروط، ليتلقى رسالةً تعلن قبول النادي بالدوري الثالث، وطلب منه إتمام جميع الأوراق اللازمة، لتصدر المعلومات عن أولى المباريات التي سيخوضها النادي، بشهر آذار/مارس 2023، يقوم بتدريب اللاعبين 3 مدربين أحدهم بلجيكا.
يشرح جمعة: "لدينا فريق مختلط من ذكور وإناث لأطفال بعمر بين 5-8 سنوات، كذلك هناك فريق للإناث بعمر 8، عدا عن فريق لمن هم بعمر الـ11، والفريق الأول للناشئين لمن هم بعمر الـ15"، ويضيف: "نولي اهتمامًا خاصًا بالأطفال بعمر 5 سنين لصقل مواهبهم، إذ يجب أن نوفر لهم مدربين خاصين لتعلم الأساسيات بطريقة صحيحة، ليتمكنوا من لعب كرة القدم بشكل صحيح بالمستقبل".
النادي هو "الأمل الجديد"
يحاول نادي "الفجر" إرسال رسالة بأنه نادٍ للمهاجرين لكنه يتسع للجميع، وليس محصورًا على جنسية محددة، لذلك يضم النادي لاعبين صغار من سوريا والعراق وفلسطين والسودان وأوكرانيا، إذ يريد جمعة إعطاء شيءٍ بالمقابل للبلد الذي احتضنه، وأن يقول ربما نحن مهاجرون فررنا من ظروفنا السيئة لكننا نعمل ونريد ان نعطي بالمقابل.
بينما يأمل جمعة أن يحقق النادي يومًا ما الهدف الأساسي من إنشائه ويشرح: "الربح المادي ليس هدفي أبدًا صراحة، لكن كل ما أطمح إليه أن أتمكن من إيصال لاعبين متميزين للاحتراف، وأن أكون طريقهم للوصل إلى النوادي الكبرى، عندها سأكون فخور بأن هذا الطفل من نادينا، نادي الفجر وهو الأمل الجديد".
راما الجرمقاني - مهاجر نيوز