1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ناسا تعرض أول صورة مقربة لكوكب بلوتو

١٥ يوليو ٢٠١٥

أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية أن المركبة الفضائية "نيو هورايزونز" أصبحت أول مركبة تحلق قرب كوكب بلوتو وتصور الكوكب القزم بعد رحلة دامت نحو 10 أعوام.

Aufnahme von Pluto durch Raumsonde New Horizons
صورة من: Reuters/NASA/APL/SwRI

حلق المسبار الآلي "نيو هورايزونز" التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) قرب كوكب بلوتو القزم النائي على أطراف المجموعة الشمسية متوجا رحلة قطع خلالها 4.88 مليار كيلومتر ضمن مهام استكشاف المجموعة التي بدأت منذ أكثر من خمسين عاما.

وأصبح المسبار في أقرب نقطة من سطح بلوتو وأقماره الخمسة الساعة 7:49 بالتوقيت المحلي لشرق الولايات المتحدة (1149 بتوقيت جرينتش) من صباح أمس الثلاثاء (14.07.2015). وعقب اقترابه من بلوتو استغرق إرسال أول إشارة لاسلكية من المسبار إلى الأرض أربع ساعات ونصف الساعة. وكانت الإشارة تسير بسرعة الضوء لمسافة 4.88 مليار كيلومتر.

وقال الرئيس الأمريكي باراك اوباما في تغريدة على تويتر "استقبل بلوتو لتوه أول زواره. شكرا لناسا. إنه يوم مشهود لاكتشاف الفضاء وللقيادة الأمريكية". فيما أحتفل العلماء في مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية في ولاية ماريلاند بوصول المركبة الفضائية لأقرب نقطة من بلوتو وذلك على الرغم من أن أول إشارات من المركبة الفضائية لتأكيد اقترابها التاريخي سيتم تسلمها بعد 13 ساعة فقط أي في تمام الساعة 0102 بتوقيت غرينتش اليوم الأربعاء.

وستمكن مركبة "نيو هورايزونز" علماء الفلك من إلقاء أول نظرة فاحصة عن قرب على الكوكب الذي كان ذات مرة الكوكب الأكثر بعدا في النظام الشمسي، حتى على الرغم من أنه يعتبر الآن من الكواكب القزمة في حزام كويبر البعيد.

وقال جون جرونسفيلد أحد كبار العلماء المسؤولين في وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية (ناسا) إن الصور التي التقطتها المركبة في اليوم السابق قدمت للعلماء معاينة للكوكب، تثبت أنه "عالم معقد للغاية ومثير للاهتمام. والآن لأول مرة على الإطلاق نعرف ذلك".

ومن المتوقع أن تقترب المركبة من بلوتو على مسافة حوالي 12.500 كيلومترا وأن تتجاوز القمر تشارون، وهو أكبر الأقمار الخمسة التابعة لبلوتو، على مسافة 29 ألف كيلومتر، حيث سترسل أول صور مقربة لهذا النظام.

وأشارت تقديرات مديرو البرنامج إلى وجود فرصة بنسبة واحد في عشرة آلاف أن يصدم المسبار بأجرام كونية تائهة في الفضاء وهو على مسافة 12472 كيلومترا من الكوكب القزم أي ما يعادل نفس المسافة بين نيويورك ومومباي في الهند.

لكن في الوقت المحدد تماما أجرى المسبار اتصالا لاسلكيا مع مركز مراقبة المهمة في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز خارج بالتيمور ما فجر موجة من صيحات الاستحسان من حشد تجمع لرصد تلك اللحظة التاريخية الفارقة.

ولا يزال 99 في المائة من المعلومات التي جمعها المسبار خلال اقترابه من بلوتو داخل ذاكرته ما يبرز أن المسبار الآلي "نيو هورايزونز" هو أهم مكونات هذه الرحلة.

وقال جون جرونسفيلد المدير المشارك للرحلة للشؤون العلمية "إنها لحظة مشهودة في تاريخ البشرية".

وقضى المسبار أكثر من ثماني ساعات بعد اقترابه من بلوتو وهو يرصد الكوكب القزم لاجراء تجارب لدراسة الغلاف الجوي له وتصوير الجانب المظلم منه مستعينا بالضوء المنعكس من أكبر أقماره تشارون.

أقمار كوكب بلوتوصورة من: NASA/ESA/A. Feild (STScI)

المعلومات عن الكوكب القزم ما زالت ضئيلة

ولا تزال معلوماتنا عن بلوتو ضئيلة نظرا لموقعه البعيد ومداره غير العادي، مما يجعل من الصعب مراقبته من الأرض. وبينما كان التلسكوب هابل يستطيع توفير صورا صغيرة غير واضحة لبلوتو، فإن مركبة "نيو هورايزونز" ستكون قادرة على تصوير بلوتو على هذا المستوى الرفيع الذي يمكنه من التمييز بحيث تصبح أشياء بحجم ملعب كرة القدم مرئية.

وكانت الصور القليلة والقياسات التي أرسلها المسبار قبل أمس الثلاثاء قد غيرت من فهم العلماء لطبيعة هذا الكوكب القزم القريب الشبه من القمر الذي يدور حول الأرض.

وفيما كان بلوتو يعتبر مجرد كوكب قزم متجمد إلا انه ظهرت بوادر أنشطة جيولوجيبة على سطحه بما في ذلك تحركات محتملة سابقة وحالية للطبقة البنائية للقشرة الخارجية او ما يسمى بالحركات التكتونية.

وقال الان ستيرن كبير الباحثين في برنامج المسبار في معهد أبحاث جنوب غرب بولدر في كولورادو "من الواضح انه عالم تلعب فيه الجيولوجيا والغلاف الجوي دورا". وأشار إلى أن من المحتمل سقوط جليد من غازي النيتروجين والميثان على سطح بلوتو.

ويدور بلوتو حول الشمس مرة كل 248 سنة في مدار يتغير ويتبدل مع تغير الفصول والمواسم. ويقترب بلوتو في دورانه حول الشمس على مسافة أقل من تلك التي يقترب بها كوكب نبتون.

كان المسبار قد خرج من حالة السبات في يناير كانون الثاني الماضي ليشرع في رصد مشاهداته لبلوتو الذي يقع بعد كوكب نبتون. ويسبح بلوتو على حافة المجموعة الشمسية ويقع في منطقة تعرف باسم حزام كويبر في الفناء الخلفي للمجموعة.

مركبة "نيو هورايزونز"صورة من: JHUAPL/SwRI

حزام كويبر هو آخر منطقة مجهولة في المجموعة الشمسية

وحزام كويبر الذي اكتشف عام 1992 منطقة متجمدة تدور بها كويكبات صغيرة في أفلاكها حول الشمس بعد كوكب نبتون ويعتقد أن هذه المنطقة تخلفت عن نشأة المجموعة الشمسية قبل 4.6 مليار عام. وحزام كويبر آخر منطقة مجهولة بمجموعتنا الشمسية وتم اكتشاف أكثر من 40 جرما فلكيا في نطاقه.

وبعد اطلاق المسبار "نيو هورايزونز" بستة أشهر وفيما كان في طريقه للكوكب حرم الاتحاد الدولي الفلكي بلوتو من لقب كوكب ومن كونه الكوكب التاسع من كواكب المجموعة الشمسية وبات كوكبا قزما بعد أن اكتشف أكثر من ألفين من أمثاله منذ اكتشافه ضمن حزام كويبر ضمن ما يقدر بمئات الآلاف من الأجرام الفلكية.

ولا تزال أسئلة كثيرة تدور بخلد العلماء بشأن بلوتو فيما قال عالم الفلك البريطاني ستيفن هوكنج في رسالة أذاعها تلفزيون ناسا "الآن أصبحت المجموعة الشمسية أكثر انفتاحا أمامنا ليبوح بلوتو بإسراره".

وأمام المسبار في رحلته التي استغرقت تسعة أعوام ونصف العام -التي بدأت في يناير كانون الثاني من عام 2006 وتعادل الدوران حول الأرض 120477 مرة- نحو 16 شهرا لينقل إلى الأرض آلاف الصور والقياسات التي جمعها وخلال ذلك يكون المسبار قد سبح إلى مسافات أعمق داخل حزام كويبر وربما سافر في مهمة لاحقة لاحد الاجرام القريبة من بلوتو.

ومنذ اكتشافه عام 1930 لا يزال بلوتو لغزا محيرا ويرجع ذلك في جزء منه لكونه صغير الحجم بالمقارنة بالكواكب الأخرى. ويبذل العلماء جهدا خارقا في تفسير كيف أن كوكبا قطره لا يتجاوز 2302 كيلومتر يمكن أن يستمر في الوجود وسط كواكب عملاقة مثل المشترى وزحل واورانوس ونبتون. ويعتقد العلماء أن حزام كويبر يحتفظ بحفريات منذ نشأة المجموعة الشمسية.

ولا يحمل المسبار كما كافيا من قوة الدفع التي تمكنه من إبطاء سرعته لاتخاذ مسار له حول بلوتو في منطقة حزام كويبر. وجاذبية بلوتو ضعيفة للغاية لدرجة أن أي مركبة فضائية ستستهلك كما كبيرا من الوقود لاستخدام مكابحها واتخاذ مدار.

وعلاوة على كاميرات المسبار "نيو هورايزونز" فإنه مزود بست معدات علمية منها مطياف لتشتيت الضوء وأجهزة استشعار لرصد الغبار وحالة البلازما لدراسة جيولوجيا بلوتو وقمره تشارون ورسم خرائط لتركيب سطحيهما ودرجة الحرارة والغلاف الجوي والأقمار الأخرى.

ز.ب.أ. / (د ب أ، رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW