دويتشه فيله: من موقعك في ميدان التحرير ماذا تقول في بيان تنحي الرئيس مبارك والذي تلاه نائبه عمر سليمان؟

الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان: أنت تسمع من حولي ضجيج الملايين من أبناء الشعب المصري الذين خرجوا يحتفلون بانتصارهم العظيم. هذا الانتصار هو للشعب المصري بكل فئاته، هؤلاء الذين كافحوا في الفترة الماضية كي ينهوا حكم الدكتاتور. وكيفما كانت صيغة بيان التنحي وكائنا يكون من تلاه (البيان) فالكلمة الآن صارت للشعب المصري الذي قاوم نظام الرئيس مبارك المخلوع.

ما رأيك في إقدام مبارك على تسليم سلطاته للمجلس العسكري؟

أعتقد ان هذا الأمر هو تحصيل حاصل؛ فلن تستطيع أية قوة، سواء كانت الجيش أو قوى الأمن الداخلي، أن تقهر إرادة الشعب المصري. لقد قطعنا شوطا كبيرا على طريق إنهاء الدكتاتورية المباركية وسنواصل نضالنا من أجل إرساء دعائم الدولة المدنية الديمقراطية. المعركة مستمرة لكننا كسبنا جولة عظيمة جدا.

كيف تنظرون إلى دور السيد عمر سليمان الآن؛ هل سيتولى رئاسة المجلس العسكري ويصبح الحاكم الفعلي للبلاد أم أن الكلمة العليا ستكون للجيش؟

لا أستطيع أن أتكهن بدور أو مصير السيد عمر سليمان وعلاقته بالمجلس العسكري. أنا كما تسمع وسط الملايين من الشعب المصري الذين يحتفلون بنصرهم. بعد فترة وجيزة ستتضح الأمور أكثر وسنعرف المزيد من التفاصيل حول ما جرى. فقبل يومين كان السيد عمر سليمان يقول إن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية. واليوم نُريه بأننا نستحق الديمقراطية وسيرى العالم كله كيف ستنهض مصر من كبوتها وتحقق ما ناضلنا من أجله.

ما هي الخطوة القادمة من قبلكم؟ أقصد المعارضة المصرية، وخصوصا حركة كفاية التي كان لها فضل السبق في مقاومة نظام مبارك؟

نحن لم نأخذ شيئا بعد. لقد أنجزنا خطوة على الطريق الطويل. أزحنا الدكتاتور وأسقطنا نظاما مستبدا وفاسدا وشديد العداوة للشعب. لكن مازال أمامنا الكثير لنعمله، إذ لدينا برنامج للديمقراطية والإصلاح الاجتماعي وبناء الدولة الحديثة المتطورة.

قلت أسقطنا نظاما مستبدا، والسؤال هل أسقطتم مبارك أم نظامه؟

أسقطنا الرئيس مبارك وهو رمز هذا النظام. وبسقوطه تخلخلت ركائز النظام، مع يقيني بأن المعركة ما زالت طويلة كما قلت أكثر من مرة. إلا أن سقوط الرأس، في نظام دكتاتوري استبدادي متسلط كنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، سيتسبب في زلزال شديد للمنظومة كلها وسنكون قادرين على مواجهة الباقي. لقد حطمنا في الأيام القليلة الماضية أكبر قوة استبدادية في البلاد، أقصد جهاز الأمن المركزي ومباحث أمن الدولة. لقد تبخر هذا الجهازان كما تبخر معهما حزب السلطة، الحزب الوطني، الذي كان يضم ثلاثة ملايين عضو.

السؤال الذي يكرره المراقبون هو عن مصير هذه المظاهرات التي تقف أنت الآن في قلبها، أقصد ميدان التحرير بعد تنحي مبارك؟

لا أستطيع أن أجزم اليوم بمصير المظاهرات والاحتجاجات. فلقد تلقيت الخبر وأنا وسط هؤلاء المحتشدين. كل ما أستطيع قوله إن هذه الجموع لن تغادر الميدان هذه الليلة وستحتفل حتى الصباح.

هل أفهم منك بأن المظاهرات ستتوقف يوم غد وستدخلون في حوار مع السلطة الجديدة، أي الجيش؟

ليست ملما بما جرى خلف الكواليس لأقول لك كيف ستتطور الحركة الاحتجاجية. كل ما أعرفه هو أننا سنحتفل الليلة وسنرى غدا ماذا سنفعل.

أجرى الحوار: أحمد حسو

مراجعة: حسن زنيند

الدكتور أحمد بهاء الدين شعبان، ناشط ومفكر مصري معروف وهو أحد مؤسسي حركة كفاية المعارضة