ناظم الزهاوي.. هرب من صدام حسين فاؤتمن على خزينة بريطانيا!
محي الدين حسين
٦ يوليو ٢٠٢٢
من طفل لاجئ هربت عائلته من نظام صدام حسين وعانى من صعوبة في تعلم الإنجليزية، إلى وزير للمالية وأحد أغنى السياسيين في بريطانيا! فمن هو ناظم الزهاوي، المنحدر من أصول كردية عراقية، والذي يريد أن يصبح رئيس وزراء بريطانيا؟
إعلان
بعد أن وصل ناظم الزهاوي مع أسرته من العراق إلى بريطانيا كطفل لاجئ، أخبر معلموه والديه بأنه قد يجد صعوبة في التعلم بسبب معاناته في نطق وتعلم الإنجليزية، كما تنقل صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
لكن أولئك المعلمين لم يكونوا يعلمون أن ذلك الطفل سيصبح يوما سياسيا بارزا في بلده الجديد بريطانيا، بل وسيؤتَمن على خزينة هذا البلد! فقد عُيّن الزهاوي، المولود في العراق لعائلة كردية، وزيرًا للمالية ببريطانيا في حكومة بوريس جونسون بعد ساعات من استقالة وزير المالية السابق ريشي سوناك يوم الثلاثاء (الخامس من تموز/يوليو). ويعتبر الزهاوي أيضًا من المرشحين لقيادة حزبه، المحافظين، ومن ثم سيكون قد اقترب كثيرا من الوصول إلى منصب رئيس الوزراء، كما نقلت "فاينانشال تايمز" عن "كبار المحافظين".
تحديات ونجاح
ولد في بغداد عام 1967، لعائلة الزهاوي الكردية العراقية المعروفة، فجده -الذي يحمل ناظم اسمه- كان محافظ البنك المركزي العراقي، بحسب "بي بي سي". هاجرت أسرته إلى بريطانيا "هربًا من صدام حسين"، كما يقول الزهاوي نفسه في مقال لـ"ديلي ميل"، ويضيف: "اكتشف أبي أن رجال صدام كانوا سيأتون ليأخذوه"، وكان والده حارث رجل أعمال.
استقرت العائلة في ساسكس، بجنوب شرق إنجلترا، ودرس الزهاوي في مدارس خاصة، ومع توجهه لدخول الجامعة، "حلت كارثة"! فقد فشل مشروع تجاري لوالده "وفقد كل ما يملك"، كما تنقل "بي بي سي" عن الزهاوي. ورغم رغبته بالعمل كسائق ليساعد والديه، أصرت والدته أن يكمل دراسته ورهنت مجوهراتها حتى لا يقلق من الناحية المادية، وفقًا لـ"بي بي سي".
أكمل الزهاوي دراسة الهندسة الكيميائية، لكنه قرر أن يسير على خطى والده في ممارسة الأعمال التجارية، فأسس شركة لبيع سلع ألعاب "تيلي تابيز" المعروفة، والتي استثمر فيها برلماني بريطاني، تعرف الزهاوي من خلاله على العديد من الشخصيات السياسية.
في عام 2000 شارك الزهاوي مع شخص آخر في شركة استطلاعات الرأي وخدمات أبحاث السوق "يوغوف"، والتي حققت نجاحًا وأصبح لها تأثير في بريطانيا، وظل الزهاوي رئيسها التنفيذي حتى 2010، وهو العام الذي دخل فيه البرلمان البريطاني نائباً عن حزب المحافظين.
وحتى بعد اقتحامه عالم السياسية، واصل الزهاوي مسيرته كرجل أعمال، حيث شغل منصب رئيس الاستراتيجيات في شركة لاستخراج النفط والغاز، وظل في هذا المنصب منذ 2015 إلى 2018. وبحسب "بي بي سي"، فإن الزهاوي يعد من أغنى السياسيين في البرلمان البريطاني، وتقدر ثروته بحسب صحيفة "إكسبرس" بنحو 100 مليون جنيه إسترليني.
من التجارة والبرلمان إلى الحقائب الوزارية!
تولى الزهاوي، وهو والد لثلاثة أطفال، أول حقيبة وزارية له في حكومة تيريزا ماي التي عينته وزيرًا لشؤون الأطفال والأسر عام 2018، ليصبح بعد ذلك وزير الأعمال والصناعة في حكومة بوريس جونسون عام 2019. وفي خضم أزمة كورونا عام 2020، عينه جونسون "وزيرًا للقاحات"، وهو منصب وصفه الزهاوي بأنه "أهم عمل سأقوم به على الإطلاق!".
تلقى الزهاوي إشادة كبيرة في عمله كوزير للقاحات، إذ كانت بريطانيا من أسرع دول العالم في إطلاق برامج التطعيم للوقاية من فيروس كورونا. وفي 2021 أصبح وزيرًا للتعليم، حتى عُين وزيرا للمالية يوم أمس (الخامس من يوليو/تموز 2022).
"مرشح" لرئاسة الوزراء
ورغم أن نوابًا محافظين انتقدوا قرار الزهاوي بالموافقة على تولي المنصب الجديد، في وقت يتعرض فيه جونسون لضغوطات كبيرة للتنحي، يستعد الزهاوي "بهدوء" لاحتمال قيادة الحزب في حال تنحي جونسون، وفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز".
وقال مصدر من حزب المحافظين للصحيفة: "ناظم لن يتحرك ضد بوريس، إنه مخلص تمامًا"، لكنه أشار إلى أن الزهاوي قد يتولى زعامة الحزب في حال تنحي جونسون.
وكان الزهاوي قد صرح الأسبوع الماضي أن تولي رئاسة الوزراء "في مرحلة ما" سيكون "شرفًا" له. فهل ينجح ابن بغداد في تولي زمام الأمور في "داونينغ ستريت"؟
محيي الدين حسين
أكثر شبابا وأنوثة.. وجوه جديدة في البرلمان الألماني!
عقد البرلمان الألماني (البوندستاغ) المنتخب جلسته الأولى حيث انتخب رئيسة جديدة له. البرلمان الجديد يحمل وجوها جديدة وأخرى قديمة تمثل التنوع السياسي والثقافي والجندري في ألمانيا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الاشتراكية بيربل باس رئيسة للـ "بونستاغ"
انتخب البرلمان الألماني الجديد "بوندستاغ" السياسية المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، بيربل باس، رئيسة له خلفا للمسيحي الديمقراطي، فولفغانغ شويبله. وهذه المرة الأولى منذ أكثر من 20 عاما ينتخب فيها البرلمان الاتحادي امرأة لرئاسته. وباس هي ثالث سيدة تتولى رئاسة البوندستاغ. ومن الناحية البروتوكولية، فهي تشغل ثاني أعلى منصب في الدولة بعد الرئيس الألماني.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
برلمان "أكثر شباباً"
قبل شهر انتخبت ألمانيا برلمانها الجديد. إحدى نتائج الانتخابات: إن النواب الـ736 الذين يدخلون البرلمان الآن هم، في المتوسط ، أصغر من البوندستاغ السابق. أصغرهم إيميليا فيستر البالغة من العمر 23 عاماً الظاهرة في الصورة، ونيكلاس فاغنر وكلاهما من حزب الخضر. بشكل عام انخفض متوسط عمر النواب. 47 نائبا منهم تقل أعمارهم عن 30 عاما.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
متوسط عمر النواب
عضو البرلمان عن الحزب الديمقراطي المسيحي ميشائيل براند هو النموذج المثالي لأعضاء البرلمان ومن عدة جوانب. بسبب عمره البالغ 47 عاماً وهو بالضبط متوسط عمر أعضاء البرلمان. وخلفيته الأكاديمية في السياسة والقانون والممثلة بشكل كبير في البوندستاغ. بالإضافة إلى ذلك، فإن اسمه ميشائيل شائع جدا بين أعضاء البرلمان.
صورة من: HMB Media/Mueller/picture alliance
الأكبر سناً
النائب الأكبر سناً في البرلمان هو السياسي من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي البالغ من العمر 80 عاماً ألكسندر غاولاند. حتى قبل أربع سنوات، كان يمكنه وبصفته أكبر عضو سنا أن يصبح تلقائياً رئيساً للبوندستاغ في جلسته الأولى، قبل انتخاب رئيس البرلمان. ولكن منذ عام 2017، تم تغيير القانون وأصبح رئيس الجلسة الأولى هو الأكثر خدمة في البرلمان وهو المسيحي الديمقراطي فولفغانغ شويبله.
صورة من: Christoph Hardt/Geisler-Fotopress/picture alliance
تعزيز أنثوي
لم يصبح البوندستاغ أصغر سناً فحسب، بل أصبح أكثر أنوثة أيضاً. ارتفع تمثيل النساء بنسبة أربعة في المائة، وخاصة في حزبي اليسار والخضر. مع تيسا غانسيرير (44 عاماً) ونايك سلافيك (27 عاماً) تدخل البرلمان لأول مرة امرأتان عابرتان جندريا. وغردت سلافيك بعد فوزها: "نجاحنا كعابرات في الانتخابات ينتشر في جميع أنحاء العالم".
قصص هجرة مختلفة
كما أصبح البوندستاغ الجديد أكثر تنوعاً من حيث الخلفية العائلية. هناك ما لا يقل عن 83 نائباً لهم تاريخ في الهجرة، معظمهم من اليسار والحزب الاشتراكي الديمقراطي. رشا نصر (29 سنة) من الحزب الاشتراكي لها نقاط عديدة متنوعة في سيرتها الذاتية. ولدت في دريسدن، وهي تمثل أيضاً ولايات ألمانيا الشرقية في البوندستاغ. هاجر والداها من سوريا إلى دريسدن في عهد ألمانيا الديمقراطية (الشرقية).
صورة من: SPD
الألمان-الأفارقة ممثلون أيضاً
مع أفيت تيسفايسوس وأرماند تسورن الظاهر في الصوة، وكارامبا ديابي، يدخل ثلاثة أعضاء من أصول ألمانية – أفريقية في البوندستاغ. أرماند تسورن الذي ينتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي ولد في الكاميرون وجاء إلى ألمانيا عندما كان في الثانية عشرة من عمره. حقيقة أنه فاز في دائرته بشكل مباشر تجعله واثقًا: "إنه يظهر أن مجتمعنا مجتمع متنوع حيث لا يهم من أين أتيت، بل أين تتجه؟".
صورة من: Sebastian Gollnow/dpa/picture-alliance
الأغلبية من ذوات التعليم الأكاديمي
من الناحية المهنية، فإن البوندستاغ أقل تنوعاً، إذ أن غالبية الأعضاء قد أكملوا دراستهم الجامعية. من ناحية أخرى، من النادر وجود عضو أكمل دراسة مهنية فقط. تنتمي جولستان يوكسيل (59 عاماً، الحزب الاشتراكي الديمقراطي) إلى هذه الأقلية. وأكملت تعليما مهنيا كمساعدة صيدلانية. وجاءت ابنة العامل التركي مع عائلتها إلى ألمانيا في أوائل السبعينيات ودخلت البوندستاغ لأول مرة في عام 2013.
صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
رجال الأعمال نادرون في البوندستاغ
أصحاب الأعمال الحرة ممثلون تمثيلا قليلاً كذلك. 51 منهم فقط يجلسون في البرلمان، وهو عدد أقل من ذي قبل. يشكل الحزب الليبرالي معظمهم، كريستينه لوتكه (38 عاماً) واحدة منهم. عائلتها تدير في الجيل الثاني دورا لرعاية المسنين. وتدافع السياسية عن الرعاية التمريضية الشاملة.
صورة من: FDP/Heidrun Hoenninger
نقص خبراء الصحة رغم كورونا
تم التركيز على قطاع الصحة مع انتشار وباء كورونا، بما في ذلك في البرلمان. لكن القطاع ممثل تمثيلاً صغيرا في البوندستاغ. لا يوجد سوى عدد قليل من النواب من مجالي الطب والتمريض. عضو البرلمان عن الحزب الاجتماعي البافاري شتيفان بيلسينغر هو طبيب أسرة مرخص. بعد انتخابه، يرغب الشاب البالغ من العمر 34 عاماً في مواصلة العمل كطبيب - حتى لا يفقد المعلومات والخبرة العملية. ليزا هينيل/زمن البدري