نافالني يتهم بوتين بامتلاك مجمع فخم والكرملين ينفي
١٩ يناير ٢٠٢١
بعد يومين من توقيفه، اتهم المعارض الروسي أليكسي نافالني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بامتلاك مجمع فخم، واصفاً المجمع بأنه "دولة داخل روسيا"، وقال إن بوتين "مهووس بالثروات والترف". لكن الكرملين نفى اتهامات نافالني.
إعلان
نشر المعارض الروسي أليكسي نافالني الثلاثاء (19 كانون الثاني/ يناير 2021)، بعد يومين من توقيفه، تحقيقاً يُظهر وفق قوله فساد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأوساطه. وترافق التحقيق مع دعوة للروس إلى التظاهر يوم السبت ضد النظام، مجدداً الدعوة التي سبق أن أطلقها للنزول إلى الشارع.
ونفى المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، فوراً هذه الاتهامات، مؤكداً لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية أنها "عارية عن الصحة"، ومشيراً إلى أنه لم يطلع بعد على تفاصيل هذا التحقيق.
وفي مقطع فيديو مدّته ساعتان، سجّل أكثر من نصف مليون مشاهدة على منصة "يوتيوب" حتى لحظة كتابة هذا الخبر، وأنتج قبل عودته إلى روسيا واعتقاله الأحد، اتّهم المعارض الرئيسي للكرملين الرئيس الروسي بأنه يمتلك من خلال أسماء مستعارة عقاراً كبيراً وقصراً هائلاً قرب مدينة غيليندجيك على ضفاف البحر الأسود.
ويضم هذا المجمع الفخم جداً، بالإضافة إلى الكروم، حلبة هوكي على الجليد وحتى كازينو. وتم تمويل هذا المجمع، بحسب نافالني، من مقربين من الرئيس الروسي، مثل رئيس شركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت"، إيغور سيتشين، ورجل الأعمال غوينادي تيمتشينكو.
واعتبر نافالني أن المجمع هو "دولة داخل روسيا. وفي هذه الدولة ليس هناك سوى قيصر غير قابل للعزل هو بوتين"، متهماً الرئيس الروسي بأنه "مهووس بالثروات والترف".
وبحسب نافالني، أنفقت مائة مليار روبل (1.12 مليار يورو) لبناء هذا المجمع الذي تبلغ مساحته الكاملة سبعة آلاف هكتار وتعود ملكيته لجهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي). وسرت معلومت عن وجود هذا القصر وصلته المفترضة ببوتين للمرة الأولى عام 2010، حيث تحدثت تحقيقات صحفية عدة عن اختلاس أموال. ونفت السلطات، وخصوصاً المتحدث باسم بوتين، مرات عدة في السنوات الأخيرة أي علاقة بين هذا المجمع والرئيس. لكن نافالني أكد، مبرزاً صوراً ووثائق (عقود ومستندات مصرفية وشهادات)، أن تحقيقه يُظهر حجم الاختلاس.
يُشار إلى أن أليكسي نافالني متخصص في تحقيقات ضد الفساد تستهدف النخبة الروسية، ويُتّهم بوتين بأنه وراء تسميم نافالني في آب/ أغسطس في سيبيريا. إلا أن السلطات الروسية تنفي أي مسؤولية لها في هذه القضية وتعتبر أنه لا يوجد هناك أي دليل يثبت أن نافالني كان ضحية جريمة.
في كل سنة تحيي روسيا باستعراض عسكري ضخم الانتصار على ألمانيا النازية. وهذه المرة يُراد أن يكون الحفل الأكبر من نوعه عبر كل الأزمنة ـ لكن هذا التطلع كان موجودا أيضا في استعراضات أخرى.
صورة من: Reuters/M. Shemetov
24 حزيران/ يونيو 1945: استعراض النصر الأول
الاحتفال بالنصر الأول للجيش الأحمر كان من فكرة يوزيف ستالين (وسط الصورة). كان يريد إحياء نصر الاتحاد السوفياتي على ألمانيا الفاشية بموكب كبير. وفي الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو 1945 سار في شوارع موسكو 40.000 جندي و 1850 عربة عسكرية. وكان ستالين يتطلع لاستقبال الموكب وهو يمتطي حصاناً.
صورة من: Imago Images
شوكوف بدلا عن ستالين فوق صهوة جواد أبيض
وفي النهاية كان قائد القوات الأعلى غيورغي شوكوف هو من اعتلى صهوة الجواد الأبيض . والسبب هو أن ستالين لم يكن متمكنا من ركوب الخيل، وسقط خلال صولة التدريب العامة من صهوة الحصان وأصيب في كتفه. ولهذا أمر الدكتاتور الجنرال شوكوف باعتلاء الجواد والسير في طليعة الموكب. فيما تتبع ستالين الحدث الضخم من مدرج الشرف على ضريح لنين.
صورة من: Imago Images
إحياء التقليد: 1995
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ألغي الاستعراض لبضع سنوات. وفي 9 حزيران/ مايو 1995 أعيد إحياء التقليد تحت قيادة الرئيس الأسبق بوريس يلتسين إثر مرور 50 عاما على نهاية الحرب. ومنذ تلك اللحظة بات استعراض النصر يقام مجددا كل سنة. وحدات عسكرية تسير عبر الميدان الأحمر ومن ضريح لنين يُلقي الأقوياء خطبهم التذكارية.
صورة من: Imago Images
الذكرى الستين: زوار من أنحاء العالم
ويحضر الاستعراضات العسكرية في الساحة الحمراء بموسكو غالباً رؤساء دول وشخصيات رفيعة المستوى من جميع أنحاء العالم. وفي الذكرى السنوية الستين عام 2005 كان من بين الحضور المستشار الألماني السابق غرهارد شرودر مع عقيلته السابقة دوريس والرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك ونظيره الأمريكي (الأسبق) جورج دبليو بوش.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Kovarik
استعراض المحاربين القدامى
بالنسبة لروسيا يكون "يوم النصر" يوماً مقدساً مكرساً لإحياء ذكرى ضحايا الاتحاد السوفياتي في "الحرب الوطنية العظمى"، كما يطلق الروس على الحرب العالمية الثانية. وتحيي العائلات ذكرى ذويها وتضع زهوراً حمراء على المآثر والقبور. وفي كثير من الأماكن تصدح أغاني الحرب الحماسية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Antonov
عودة التقنية العسكرية
موكب النصر من شأنه استعراض القوة الروسية على وجه الخصوص. وفي التاسع من أيار/ مايو 2008 تم لأول مرة استعراض تقنية عسكرية ثقيلة ـ للبرهنة للعالم وللمواطنين على قدرة البلاد على الدفاع. ومن أجل ذلك لا يتم توفير التكاليف: 40 مليون يورو كانت تكلفة الخسائر في الطرقات وشبكة الصرف الصحي التي تتسبب فيها العربات الثقيلة فحسب.
صورة من: Imago Images/UPI
قلما يحصل تعاطي واقعي مع التاريخ
لا تحصل معالجة نقدية وتعاطي واقعي مع التاريخ الروسي أثناء الاحتفالات بالنصر. فمواضيع التاريخ المعاصر وضحايا الحرب وستالين والفواجع التي أصابت الجنود الروس هي من المحرمات. فالحفل من شأنه أن يرمز للوطنية والوحدة.
صورة من: Imago Images
2010: أكبر استعراض عبر الأزمنة
أكثر من 10.000 جندي ـ بينهم لأول مرة قوات من بلدان أخرى مثل فرنسا وبريطانيا أو بولندا ـ ساروا في الذكرى السنوية الـ 65. وكان يعتبر إلى تلك اللحظة أكبر استعراض للأسلحة. وأفادت وسائل إعلام روسية أن 2.5 مليون شخص شاركوا في الاحتفالات. وحتى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تتبعت حينها الاستعراض.
صورة من: Imago Images
الكتيبة الخالدة
الذكرى السنوية الـ 70 في 9 مايو 2015 أُقيمت بدون مشاركة زعماء دول غربية. وغالبية رؤساء الدول المدعوين لم تحضر بسبب أزمة القرم. وفي ختام الاستعراض أُقيم نشاط "الكتيبة الخالدة" شارك فيها 500.000 من أحفاد قدماء المحاربين، أرادوا إحياء ذكراهم برفع صور لهم. وحتى بوتين شارك بصورة لوالده.
صورة من: picture-alliance/Russian Look/D. Golubovich
9 أيار/ مايو 2020 : استعراض جوي بدلاً عن موكب عسكري
بسبب جائحة كورونا أجّل الرئيس فلاديمير بوتين الاستعراض العسكري لهذه السنة. ففي "يوم النصر" أقيم حفل هادئ حضره الرئيس الروسي ونُقل عبر التلفزيون. ونُظم استعراض جوي للقوات الجوية الروسية.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Kudryavtsev
تظاهرة جماهيرية في زمن كورونا
تنتقد المعارضة الروسية فلاديمير بوتين لأنه يريد تنظيم الموكب العسكري السنوي رغم أعداد الإصابات المتزايدة بكورونا. عمدة موسكو هو الآخر اقترح على المواطنين متابعة العرض من خلال شاشات التلفزة . كما أن منتقدين يتهمون بوتين بتوظيف الاستعراض في التصويت على التعديل الدستوري الذي يتواصل حتى فاتح يوليو تموز، وسيمكنه من البقاء في السلطة حتى 2036.
صورة من: Reuters/A. Druzhinin
إعادة تنظيم أكبر استعراض عسكري في التاريخ
أن يكون عدد أقل من الجنود مشاركين في الذكرى السنوية الـ 75 مقارنة مع السنوات الماضية لم يكن خيارا للرئيس بوتين. فبالرغم من وباء كورونا سار 13.000 جندي في العاصمة في صفوف متراصة. إنه أكبر استعراض عسكري في التاريخ. وحتى في مدن أخرى نُظمت مواكب، وحسب وزارة الدفاع شارك 64.000 جندي في مختلف أنحاء البلاد.
صورة من: Reuters/M. Shemetov
بوتين: إحياء الذكرى رغم قيود كورونا
في الحقيقة تبقى الاحتفالات والحشود الجماهيرية بسبب جائحة كورونا محظورة في موسكو. لكن بوتين والقيادة العسكرية أكدوا أن الاستعراض يقام بالأساس لتكريم ضحايا عمليات تحرير أوروبا من فاشية هتلر. وفضل عدد كبير من المدعويين في العالم البقاء في بيوتهم بسبب الجائحة.