1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نايت لاين - هاتف مساعدة من وإلى الطلاب

٢٠ ديسمبر ٢٠٠٩

المناهج الدراسية المكثفة والخوف من الامتحانات والحاجة إلى العمل لكسب المال، أمور تسبب ضغوطاً نفسية للطلاب وتجعلهم بحاجة إلى مساعدة. مركز نايت لاين يتيح لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم ويعطيهم نصائح مقدمة من الطلاب وإليهم.

الطلاب يقدمون المساعدة لزملائهم عبر الهاتفصورة من: dpa - Report

الصورة النمطية عن الحياة الجامعية، والتي تصور الطلبة وهم ينامون لساعات طويلة ويدرسون لفترات محدودة ويستمتعون بعطلة صيفية طويلة، لا تمط لواقع الطلبة في ألمانيا بصلة. فواقع الجامعات الألمانية مختلف، والطلبة الآن يحتاجون إلى برنامج مشحون بساعات الدراسة الطويلة والتدريب في أماكن عمل متعددة، بالإضافة إلى اضطرارهم للقيام بأعمال بسيطة لكسب المال. وقد زاد الأمر سوءاً بعد إدخال النظام الدراسي الجديد، حيث يشكو كثير من الطلبة من أن عليهم الآن الانتهاء من مناهج دراسية كانت توزع على خمس سنوات خلال ثلاثة سنوات فقط، ما يسبب لهم ضغطاً كبيراً. ومن ناحية أخرى، أدخلت العديد من الولايات الألمانية رسوم دراسية، ما يجعل الطلبة مضطرين للعمل لكسب المال إلى جانب دراستهم، ليتمكنوا من التكفل بمصاريف دراستهم.

كل هذه المتطلبات تزيد من الضغوط التي يتعرض لها الطلبة، والتي تسبب لهم مشاكل نفسية. ولا يوجد من يفهم طبيعة تلك المشاكل بدقة أفضل من الطلبة أنفسهم، لذلك أنشأت مجموعة من الطلبة في جامعة مونستر الألمانية مركزاً لتقديم المساعدة لزملائهم، يحمل اسم "نايت لاين" وهي كلمة انكليزية تعني "خط الليل"، فالاتصال مفتوح في المساء على الخطوط التليفونية، للاستماع لمشاكل الطلاب.

طريقة غير معقدة وبدون ذكر أسماء

الدراسة تعني الإرهاق أيضا، وارتفاع الأزمات النفسيةصورة من: PA/dpa

من الاثنين إلى الجمعة، ومن الساعة التاسعة مساء حتى الواحدة صباحاً، يقدم طلاب جامعة مونستر الألمانية مساعدة لزملائهم الذين يعانون من أزمات نفسية عابرة - عبر الهاتف، دون تعقيدات بيروقراطية، ودون الحاجة إلى ذكر أسمائهم. ويبقى من يطلب المساعدة ومن يقدمها مجهولي الهوية، إذ يقوم الطلاب العاملون في مركز المساعدة بتغيير أصواتهم كي لا يتم التعرف عليهم، كما تقول إحدى الطالبات اللاتي يعملن هناك بشكل تطوعي. وتضيف الطالبة أن الكثير ممن يتصلون بهم يعانون من اليأس، ولذلك فهم يبحثون عن المساعدة بأي طريقة وتضيف: "تتراوح الشكاوي مثلا بين الشعور بالوحدة، أو عدم معرفة كيفية التغلب على الضغط الدراسي، أو العزلة عن الأصدقاء أو البعد عن الأهل، فهؤلاء الطلاب يعانون بمفردهم ولا يدرون إلى من يلجأون". وأحياناً ما تكون المساعدة المطلوبة بسيطة كما تروي الطالبة العاملة في المصلحة: "كثيرا ما يتصل بنا طلاب أو طالبات ويكتفون بالبكاء على الهاتف فقط."

ويمكن للطلاب الباحثين عن المساعدة، اختيار ما إذا كانوا يرغبون في الحديث عن مشاكلهم إلى رجل أو امرأة.أما الطلاب العاملون في مركز "نايت لاين"، فهم يتلقون دورات تدريبية منتظمة، يتعلمون خلالها كيفية التعامل مع أزمات زملائهم العصبية والنفسية، وكيفية تقديم المساعدات الأولية، خاصة لكونهم يعرفون أسرار الحياة اليومية داخل أسوار الجامعة وصعوباتها، لكنهم بالطبع غير مؤهلين لإعطاء مساعدة نفسية متخصصة تعوض العلاج النفسي.

وتعتبر فترة الدراسة فترة انتقالية صعبة بالنسبة لكثير من الطلاب، فهم يبدأون الدراسة في وسط جديد عليهم، بعيداً عن الأقارب والأصدقاء، ويعانون من الوحدة ومن صعوبة العيش مستقلين عن عائلاتهم وخاصة حينما يكونوا غير مستقلين مادياً كما تقول الطبيبة النفسية غابي يونغنيكل مديرة مصلحة الشؤون الاجتماعية في جامعة كولونيا، في حديث لدويتشه فيله:"من أكبر المشاكل، وهذا ما ألاحظه منذ أعوام عديدة، هي حالات الاكتئاب وعدم القدرة على التغلب على الإرهاق، وعدم الثقة بالنفس والبحث عن الهوية".

هاتف للبكاء والتخفيف عن النفس

الخوف من الفشل ينعكس على أداء الطلاب وصحتهمصورة من: ZB

وقد أكدته دراسة قام بها صندوق للتأمين الصحي ازدياد حالات الضغط النفسي لدى الطلاب الألمان بشكل كبير، حيث يعاني ما يقارب الخمسة بالمائة من الطلاب الألمان من أمراض نفسية، سببها المباشر الحياة الجامعية المعقدة والخوف من الفشل، كما توضح أندريا كلانباور المتحدثة باسم إحدى شركات التأمين الصحي الحكومية. وتشير الدراسة التي قامت بها الشركة إلى أن نسبة الذين يتلقون علاج نفسي من الطلاب بلغت أكثر من اثني عشر بالمائة خلال السنوات الأربع الأخيرة.

وحتى عدد الطلاب الذين يبحثون عن المساعدة لدى الطبيبة النفسية غابي يونغنيكل ارتفع مقارنة بالماضي. لكنها لا تنصح سوى نسبة قليلة منهم بتعاطي علاج نفسي وعوضا عن ذلك، تنصحهم بالبحث عن النصائح لدى زملائهم، فهي ترى أن مواجهة الأزمات شيء طبيعي في الحياة، وأن التغلب على تلك الأزمات يعد من علامات النضج. لكن ارتفاع نسبة الطلاب لديها، يعود لسبب آخر كما توضح: "على العكس من السابق لا يخجل الشباب اليوم من طلب المساعدة"، وهذا ما تعتبره الطبيبة النفسية بالأمر الجيد.

الكاتب: أندريا لويغ / خالد الكوطيط

مراجعة:سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW