"تُمزق القارة تدريجيًا وتُشكّل محيطًا جديدًا".. علماء يرصدون "نبضات جيولوجية" أسفل منطقة عفار في إثيوبيا تنذر بانقسام قارة أفريقيا. فما هي تلك "النبضات"؟ وهل يشكل الأمر خطرًا حقيقيًا؟
منطقة مثلث عفار في إثيوبياصورة من: Roberto Moiola/robertharding/picture alliance
إعلان
في مشروع علمي بمشاركة عدة مؤسسات بحثية، رصد علماء نبضات جيولوجية تتصاعد من أعماق الأرض أسفل قارة أفريقيا "تمدد قشرة القارة وتمهد تدريجيًا لتكوين محيط جديد على سطح الأرض"، وفقًا لموقع ساينس ديلي العلمي.
وتحدث تلك النبضات الجيولوجية بسبب تدفق موجات من الصخور المنصهرة بانتظام نحو السطح من باطن الأرض، بحسب الدراسة المنشورة بمجلة ناتشر جيوساينس Nature Geoscience العلمية. وبمرور ملايين السنين، تتباعد الصفائح التكتونية وتتمدد، كالطين الطري، حتى تتمزق تمامًا بما يعني ولادة حوض أو محيط جديد.
ويعتبر مثلث عفار مكان نادر على الأرض حيث تلتقي فيه ثلاثة صدوع أو صفائح تكتونية: الصدع الإثيوبي الرئيسي، وصدع البحر الأحمر، وصدع خليج عدن. ولطالما اشتبه الجيولوجيون في وجود تصاعد ساخن، يُشار إليه أحيانًا باسم عمود، تحت الأرض بالمنطقة مما يساعد على تمدد القشرة الأرضية وولادة حوض محيطي مستقبلي. ولكن لم يكن معروفًا الكثير عن بنية هذا التصاعد أو كيفية سلوكه تحت الصفائح المتصدعة.
وتشرح الباحثة بجامعة ساوثهامبتون والمشاركة في الدراسة، الدكتورة إيما واتس: "وجدنا أن الوشاح (واحد من الطبقات الرئيسية للأرض) ليس متجانسًا أو ثابتًا فهو ينبض، وتحمل هذه النبضات بصمات كيميائية مميزة. تُوجَّه هذه النبضات الصاعدة من الوشاح المنصهر جزئيًا بواسطة الصفائح التكتونية أعلاها. وهذا مهم لكيفية تفكيرنا في التفاعل بين باطن الأرض وسطحها".
وشارك في المشروع البحثي خبراء من عشر مؤسسات علمية وهي: جامعات ساوثهامبتون وسوانسيه لانكستر في وجامعتي فلورنسا وبيزا في إيطاليا ومعهد جيومار ومركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض في ألمانيا ومعهد دبلن للدراسات المتقدمة في أيرلندا وجامعة أديس أبابا في إثيوبيا.
ومن المخطط العمل على المزيد من الأبحاث لتفسير كيفية حدوث تدفق الوشاح وبأي معدل وربط ما يحدث في باطن الأرض بنشاط البراكين والزلازل في المنطقة.
تحرير: س.ك
من إيران إلى المغرب.. تاريخ أسوأ الزلازل في المنطقة
زلازل كثيرة شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العقود الماضية. لكن أكثر دولتين تعرّضتا للهزات المدمرة هما تركيا وإيران حيث عاش السكان رعبا حقيقيا خلالها.
صورة من: BULENT KILIC/AFP
زلزال أرزينجان- تركيا
عام 1939 شهدت تركيا زلزالا مدمرا ضرب محافظة أرزينجان شرق البلاد يوم 27 ديسمبر/كانون الأول. يعد هذا الزلزال هو أعنف زلزال يضرب تركيا على مدار حوالي أربعة قرون. بلغت قوته 7.8 على مقياس ريختر وتسبب بمقتل حوالي 33 ألف شخص وقع هذا الزلزال المدمر في الواحدة صباحا وأدى إلى هدم المدينة القديمة بالكامل.
صورة من: AP Photo/picture alliance
زلزال الأصنام- الجزائر
وقع في شهر أكتوبر 1980 في مدينة الأصنام (الشلف حاليا) في شمال الجزائر. يعد الزلزال الأسوأ في الجزائر خلال القرن الماضي. بلغت قوته 7.3 درجة. خلف ما يزيد عن 10 آلاف قتيل ومئات الآلاف الجرحى. وقع في الواحدة ظهرا ويعد الأقوى في زلازل المنطقة الجنوبية من البحر المتوسط على مدار قرنين.
صورة من: Tim Graham/robertharding/picture alliance
زلزال رودبار/منجيل- إيران
ضرب محافظة رودبار شمالي البلاد صيف 1990، وتحديدا مدينتي رودبار ومنجيل. بلغت قوته 7.4 درجة. رقم القتلى كان هائلا ويقدر ما بين 35 و 50 ألفا، فضلا عن عشرات الآلاف الجرحى والمشردين. وقع بعد منتصف الليل بقليل وخلف دمارا كبيرا للغاية ويعد أكثر الزلزال دموية في تاريخ إيران خلال القرن الماضي.
صورة من: AFP/picture-alliance/dpa
زلزال إزميد- تركيا
وقع عام 1999 في مدينة أزميد عاصمة محافظة قوجه ايلي شمال غرب البلاد. يعرف كذلك بزلزال مرمرة. تسبب بمقتل حوالي 18 ألف شخص بينما تقول مصادر أخرى إن الرقم أعلى. حدث الزلزال في الثالثة صباحاً وبلغت درجته 7.6 درجة. أدى إلى نشوب حريق واسع في المصفاة النفطية ما أدى إلى طلب المساعدة الدولية وإلى تأثير كبير على الاقتصاد التركي.
صورة من: picture-alliance / dpa
زلزال بومرداس - الجزائر
وقع في أقصى شمال الجزائر شهر مايو 2003، في ولاية بومرداس وولاية الجزائر. بلغت قوته 6.8 درجة وخلف ما بين 2000 إلى 3000 آلاف قتيل فضلاً عن مئات الجرحى. وقع في السابعة مساءً. وصلت تداعيات الزلزال إلى العاصمة الجزائر وأدى إلى تهدم آلاف المباني بالكامل، ما دفع السلطات الجزائرية إلى تغيير قوانين البناء في عدة مناطق.
صورة من: Mohamed Messara/picture-alliance/dpa
زلزال بم - إيران
عانت إيران من زلازل كثيرة في العقود الماضية، وصل عدد الخطيرة منها إلى سبعة. من أخطرها زلزال مدينة بم في جنوب إيران شهر ديسمبر عام 2003. بلغت قوته 6.6 درجة، عدد القتلى وصل إلى 34 ألفا، كثير منهم من الأطفال. وقع في الخامسة صباحا وتسبب بدمار هائل في البنى التحتية وعلى رأسها المدارس والمستشفيات.
صورة من: Nasrallah/EPA/picture alliance/dpa
زلزال الحسيمة - المغرب
وقع في فبراير 2004 عند الساعة الثانية صباحا. تسبب بمقتل حوالي 630 شخص ومئات الجرحى فضلا عن تدمير عدة ممتلكات. توجد مدينة الحسيمة في شمال المغرب، ووصل الضرر إلى قرى وبلدات صغيرة. بلغت قوته 6.3 درجة.
صورة من: Karim Selmaoui/picture-alliance/dpa
زلزال كهرمان مرعش- تركيا وسوريا
ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا ليلة السادس من فبراير 2023 في الرابعة صباحا. خلّف لحد الآن أكثر من 17 ألف قتيل. وقد حدث تحديدا في غرب غازي عنتاب التركية. زاد من حجم المأساة تداعيات الحرب الأهلية السورية ما صعّب إيصال المساعدات وفرق الإنقاذ خصوصا إلى مناطق المعارضة. بلغت درجته 7.8 درجة ما جعل سكان دول مجاورة يحسون به.