نبي كيتا.. ابن كوناكري الطامح إلى منافسة ميسي ورونالدو
صلاح شرارة
٩ فبراير ٢٠١٧
ارتفع سعر نبي كيتا في عامين فقط من 1.5 إلى 15 مليون دولار. جاء من ظروف صعبة في إفريقيا ليصبح نجماً كبيراً في أوروبا رغم صغر سنه. والآن يحلم بقيادة بلده للصعود إلى كأس العالم، وأن يصبح أفضل لاعب في العالم.
إعلان
يواجه النجمان العالميان كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي الكثير من المنافسين الطامحين في الوصول إلى لقب أفضل لاعب في العالم، وآخر من ينضم إلى هذه القائمة الطويلة نبي كيتا، لاعب خط الوسط المهاجم بنادي ريد بول لايبزيغ الألماني، بعد أن أعلن رغبته في أن يصبح أفضل لاعب في العالم.
وقال كيتا في حديث مع مجلة "شبورت بيلد" الألمانية في عدد هذا الأسبوع "أود أن أصير أحسن لاعب في العالم، إنه هدف يحركني، لكني أعرف أن الطريق إليه ما زال بعيداً جداً."
انتقل اللاعب الغيني الشاب (21 عاماً) إلى لايبزيغ الصيف الماضي، قادماً من رد بول سالزبورغ النمساوي مقابل 15 مليون يورو بعقد يمتد حتى 2020. وقد لفت كيتا الأنظار إليه منذ أول مباراة له في الدوري وكانت تلك المباراة في الجولة الثانية من البوندسليغا أمام بوروسيا دورتموند. واستطاع كيتا أن يحرز هدف المباراة الوحيد والفوز لفريقه 1- صفر، قبل دقيقة واحدة من نهاية المباراة.
في العاشر من فبراير/ شباط سيبلغ كيتا، المولود في كوناكري عاصمة غينيا، عامه الثاني والعشرين، ويقول لـ"شبورت بيلد" إنه الآن في "قمة مستواه" ويضيف "لكني ما زلت أيضاً صغيراً ولذلك لم يكتمل تطوري. هذه هي البداية، وهدفي دائماً هو الحفاظ (على أدائي) وتحسين (مستواي)."
تضاعفت قيمته بشكل غير عادي
نشأ نبي كيتا في ظروف معتادة في قارة إفريقيا، ولأن والده كان يعشق النجم البرتغالي ديكو فقد أطلق على ابنه اسم نبي ديكو. ويقول النجم الشاب إنه بدأ لعب كرة القدم باستخدام كرة من البلاستيك مثل غيره من الصبية في شوارع كوناكري، حيث كانوا يجعلون إطارات السيارات الواقفة حدوداً للمرمى.
وعندما كان يذهب مع والدته إلى أحد محلات السوبر ماركت كان نبي يركل بقدمه الأشياء "المدورة" وأحياناً تنكسر ولذلك كانت تقول له أمه "التسوق معك مكلف جداً."
بدأ نبي ديكو كيتا يركز في كرة القدم منذ كان عمره 10 سنوات ولعب للناشئين في نادي سانتوبا، الذي يعد أحد الأندية المشاركة في البطولة الوطنية في غينيا. ثم انتقل إلى نادي إستر، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية بفرنسا، وهناك عرف الفرق بين اللعب في إفريقيا وأوروبا حسب ما ذكر للمجلة الألمانية: "في إفريقيا كان علي كل مرة أن انظر هل معي مال يكفي لكي أذهب راكباً إلى مكان التدريب أم لا؟" وتابع كيتا "وبعد ذلك كانت أول فكرة تخطر على بالي هي: أين يمكنني أن أحصل على طعام؟ وماذا يمكنني أن أكل اليوم وأين أجد شيئاً ما؟."
لعب نبي كيتا في إستر لمدة عام تقريباً في الفترة من 2013 حتى 2014، حيث اشتراه نادي رد بول سالزبورغ مقابل 1.5 مليون دولار قبل أن يبيعه إلى لايبزيغ بعشرة أضعاف. واستطاع كيتا أن يحقق نجاحاً كبيراً مع سالزبورغ حيث فاز بالدوري النمساوي في 2015 و2016، وفاز بالكأس في 2015، كما فاز بلقب أفضل لاعب في النمسا عام 2016. أما في بلده غينيا فحصل على لقب أفضل لاعب في غينينا عام 2015.
لاعب متواضع ومتحمس لأهله وبلده
يحكي مارفين كومبر زميل كيتا في لايبزيغ أن نبي يتميز بـ"التواضع الشديد والطموح". ويوضح كيتا في حديثه مع "شبورت بيلد" أن من المهم بالنسبة له أن يعمل على نفسه ويحسن أدائه "وهذا هو الطموح. كما أنني سأبقى متواضعاً دائماً لأني هكذا تربيت."
يتخذ نبي كيتا من اللاعبين الأفارقة أمثال إيتو ودروغبا قدوة من أجل أن يطور من أدائها ويقول "إنهما كان دائما يقومان بالخطوة التالية، ومن الطبيعي أن أسعى لكي أنضج." ويطلب كيتا من مدربه في لايبزيغ بشكل دائماً أن يرشده إلى المواطن التي يجب أن يتحسن أداؤه فيها، ويقول إن المدرب يقوم بالشرح له على فيديو آخر مباراة "ودائماً أجد شيئاً لم أكن فيه جيداً."
ورغم عشق والده لديكو البرتغالي وتسمية ابنه نبي ديكو؛ إلا أن اللاعب الشاب يعتبر الأسباني أندرس أنيستا مثله الأعلى، ويقوم كثيراً بمشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بالنجم الأسباني. واستطاع كيتا أن يحرز أربعة أهداف ويصنع خمسة أخرى خلال مشاركته مع لايبزيغ في 16 مباراة حتى الآن.
يحكي نبي ديكو كيتا أن الناس في بلاده أصبحت متحمسة جدا لنادي لايبزيغ الألماني وأصبح التلفزيون في غينيا يبث التقرير تلو الآخر عن لايبزيغ، وعندما يفوز النادي الذي يحتل حالياً المركز الثاني في الدوري الألماني يتلقى كيتا مئات الرسائل من إفريقيا وهذا يثير الحماس داخله "أحب أن يكون أسرتي وأصدقائي وبلدي فخورين بي، وحلمي هو أن أقود غينيا للصعود إلى كأس العالم للمرة الأولى"، بحسب ما ختم كيتا حديثه مع "شبورت بيلد".
جولة مصورة: لاعبون مسلمون يثرون الدوري الألماني
الدوري الألماني يضم العديد من اللاعبين الألمان، أو مهاجرين اندمجوا في المجتمع الألماني، وهذا التنوع أعطى قوة لكرة القدم الألمانية، فأندية بوندسليغا تضم أكثر من 50 لاعبا مسلما ينحدرون معظمهم من تركيا وبعض الدول العربية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أشهر اللاعبين المسلمين في الدوري الألماني هو الفرنسي فرانك ريبيري نجم بايرن ميونيخ، الذي اعتنق الإسلام وأطلق على نفسه اسم “بلال”، وكثيرا ما نراه في الملاعب يرفع يديه للسماء متوجها بالدعاء. وبجانب ريبيري يوجد في بايرن أيضا اردال أوزتورك (20 عاما)، الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والتركية.
صورة من: picture-alliance/dpa
صالح أوزغان (18 عاما)، من أصول تركية، لكنه ولد في ألمانيا ويلعب لمنتخب الناشئين الألماني تحت 19 عاما. وهو المسلم الوحيد في فريق كولونيا، ويعد أحد المواهب الواعدة، لذلك صعد هذا العام إلى الفريق الأول. تحدثت عنه وسائل الإعلام عندما كان في سن الخامسة عشرة بسبب شجاعته بعد أن شارك في إنقاذ صبي وقع تحت عربة المترو في كولونيا.
صورة من: picture-alliance/GES/W. Eifried
يوجد في فريق دورتموند ثلاثة لاعبين مسلمين أبرزهم نوري شاهين (الصورة)، المولود في ألمانيا ويحمل جنسيتها أيضا بجانب الجنسية التركية. وانضم إليه هذا العام مواطنه وزميله في منتخب تركيا إمري مور (19 عاما)، الذي يحمل الجنسية الدنماركية أيضا. ولحق بهما الفرنسي عمثان ديمبلى (18 عاما)، الذي يعود الفضل في تألقه إلى والدته "فاطمة عثمان"، وهي من أصول موريتانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Kirchner
ويضم شالكه كلا من المدافع الغاني عبدالرحمن بابا، العائد للبوندسليغا بعد عام مع تشيلسي الإنجليزي. ومن الدوري الإنجليزي قدم أيضا الجزائري نبيل بن طالب (21 عاما) لاعب توتنهام، على سبيل الإعارة. ويقدم بن طالب، يحمل جنسية فرنسا أيضا، أداء رائعا وقاد فريقه للفوز مسجلا هدفين في مرمى ماينز في الجولة 8. ويوجد أيضا المدافع البوسني الألماني سياد كولاسيناك لاعب منتخب البوسنة والمولود في كارلسروهه بألمانيا.
صورة من: picture alliance / AP Photo
خليل التنتوب نجم هجوم منتخب تركيا، ولد في غيلزكيرشن بألمانيا ولعب لعدة أندية قبل أن يستقر منذ ثلاثة أعوام في أوغسبورغ. له شقيق آخر توأم هو حميد ألتنتوب لاعب غالاطه سراي اسطنبول. وهناك في أوغسبورغ لاعب مسلم تركي آخر هو عارف إكين (21 عاما) وهو مولود في أوغسبورغ ويحمل الجنسية الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
يضم فريق ريد بول لايبزغ، الصاعد حديثا إلى الدوري الألماني راني خضيرة، المولود لأب تونسي وأم ألمانية، وهو الشقيق الأصغر للنجم الشهير سامي خضيرة لاعب يوفنتوس. ويوجد أيضا في لايبزغ اللاعب الغيني نبي كيتا (21 عاما)، والذي يعتز بكونه مسلما ويقول إنه يؤدي يوميا الصلوات الخمس.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas
يلعب لنادي فرايبورغ خمسة مسلمين هم أمير فلاحين (الصورة) وهو ألماني فلسطيني يلعب أيضا للمنتخب الوطني الفلسطيني. وهناك أيضا أمير أبراشي لاعب منتخب ألبانيا وهو من كوسوفو. وبجانبهما التركي شاليار زولنغو لاعب منتخب تركيا، وكريم عبد الجبار غويديه وهو لاعب سلوفاكي من أصول توغولية، ومعهم اللاعب التركي الألماني (22 عاما).
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Seeger
كثيرا ما احتضن فريق ماينز لاعبين مسلمين. ويوجد به حاليا يونس مَلَّي (24 عاما) (الصورة) وهو تركي ألماني، مولود في كاسل. وكذلك بيصار حليمي، وأصوله من كوسفو لكنه ولد في فرانكفورت، ويلعب لمنتخب كوسوفو. وفي ماينز أيضا يلعب ليفين ميتي أوزتونالي (22 عاما) وهو ألماني تركي مولود في هامبورغ ولعب لكافة منتخبات ألمانيا للناشئين. ومعهم أيضا النمساوي كريم أونيسيوو وهو نمساوي من أصل نيجيري.
صورة من: picture-alliance/dpa
على رأس لاعبي مونشنغلادباخ المسلمين يوجد اللاعب الألماني السوري محمود داوود (20 عاما)، فقد ولد في عامودا السورية، ويتمتع بمهارات كبيرة. ويرافقه أيضا السنغالي مامادو دوكوري (18 عاما) الذي يحمل الجنسية الفرنسية. ومعهما الغيني إبراهيم تراوري، الذي يحمل الجنسية الفرنسية والسنغالي جبريل سو، الذي يحمل الجنسية السويسرية أيضا.
صورة من: Getty Images/Bongarts/S.Steinbach
اللاعب المغربي الأصل نبيل بهوي (الصورة) المولود بستوكهولم ويحمل الجنسية السويدية، هو واحد من ثلاثة لاعبين مسلمين في فريق هامبورغ. جاء بهوي هذا العام قادما من أهلي جدة السعودي. وهناك أيضا المخضرم البوسني أمير سباهيتش (36 عاما) الذي انتقل إلى هامبورغ بعد شجار شهير في ملعب ناديه السابق بايرليفركوزن. أما الثالث فهو اللاجئ الغامبي باكيري جاتا، أول ممثل للاجئين في الدوري الألماني.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto
أما فريق دارمشتات فيوجد به أيتاك سولو، لاعب ألماني من أصول تركية ولد في هايدلبرغ، القريبة من دارمشتات. وفي آب/ أغسطس هذا العام انتقل إلى دارمشتات اللاعب أنيس بن حتيرة، التونسي الألماني، الذي ولد في العاصمة برلين، ويلعب مع منتخب تونس الوطني. ورغم أن بن حتيرة (الصورة) له إسهامات جيدة في مساعدة اللاجئين وأبناء المهاجرين خصوصا في برلين إلا أن له تصرفات غير احترافية، جعلته ينتقل مؤخرا من فريق إلى آخر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Probst
فريق هوفنهايم به خمسة مسلمين هم: البوسني الألماني إرمين بكشاكشيتش (26 عاما)، والتركي كريم ديميربيه المولود في ألمانيا ويحمل جنسيتها أيضا، وكذلك مواطنه بارس عتيق، الذي يحمل الجنسية الألمانية أيضا. وكذلك الأفغاني نديم أميري المولود في ألمانيا ويحمل جنسيتها. وهناك لاعب عراقي من أقليم كردستان هو زيلوان حمد (الصورة) الذي ولد في الاتحاد السوفيتي السابق ويحمل الجنسية السويدية بجانب العراقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
وكذلك يوجد في بايرليفركوزن خمسة لاعبين مسلمين، أشهرهم المغربي الألماني كريم بلعربي (الصورة) لاعب منتخب ألمانيا. وهاكان تشالهان أوغلو، نجم منتخب تركيا والذي يحمل جنسية ألمانيا أيضا، ثم هناك مدافع منتخب تركيا أومير (عمر) توبراك، والتركي رمضان أوزكان، الملقب بـ"رامبو"، الذي يلعب لمنتخب النمسا حيث مسقط رأسه. ويوجد أيضا النجم الألباني أدمير محمدي، الذي يلعب لمنتخب سويسرا منذ عام 2011.
صورة من: Getty Images/Bongarts/A. Hassenstein
في فريق فرانكفورت يوجد طالب طواطحة، وأصله من السودان لكنه ولد في إسرائيل ويحمل الجنسية الإسرائيلية. كما يضم الفريق أيضا لاعبا ألمانيا اعتنق الإسلام هو داني بلوم (الصورة). وبجانبهما أنيس بونياكي وأصله من كوسفو وولد في ألمانيا ويحمل جنسيتها. وهناك أيضا السويسري هاريس سيفيروفيتش لاعب منتخب سويسرا، المنحدر من البوسنة والهرسك.
صورة من: imago/Schreyer
التونسي الألماني سامي العلاقي واحد من أربعة مسلمين يلعبون في نادي العاصمة الألمانية هيرتا برلين. ويجاوره النجم الإيفواري الشهير سالومون كالو (الصورة). وهناك أيضا وداد إيبيشيفيتش، وهو لاعب بوسني يحمل أيضا الجنسية الأمريكية. أما رابعهم فهو سينان كورت، المولود لأم ألمانية وأب تركي في مونشنغلادباخ، لذلك فهو مثل كثيرين غيره يحمل الجنسية الألمانية والتركية.
صورة من: Stuart Franklin/Bongarts/Getty Images
وفي فيردر بريمن يوجد لاعب منتخب البوسنة عزت هايروفيتش، الذي ولد في سويسرا ويحمل جنسيتها. وعثمان مانيه (الصورة) صاحب الـ19 عاما، الذي جاء فارا من بلده غامبيا في 2015 وسكن في مأوى للاجئين في بريمن. وإلى جانبهما هناك سامبو ياتاباري لاعب منتخب مالي، والذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية. في بريمن أيضا يلعب لامين سانيه، وهو لاعب فرنسي من أصل سنغالي، ويلعب شقيقه الأصغر ساليف سانيه مع هانوفر بالدرجة الثانية.
صورة من: Getty Images/Bongarts/M. Stoever
أما في فولفسبورغ فيوجد المهاجم البلجيكي إسماعيل عزاوي (الصورة) صاحب الـ18 عاما، لاعب منتخب بلجيكا للناشئين والمنحدر من أصول مغربية. بينما اللاعب المسلم الثاني في فولفسبورغ هو عمارا كوندي (19 عاما)، المولود في ولاية سكسونيا الألمانية لأب قدم من غينيا لدارسة الهندسة في ألمانيا، ثم بقي بها بعد الحصول على فرصة للعمل. ويحمل عمارا الجنسية الألمانية.