نتائج باهتة أوربيا، هل مكانة الكرة الألمانية في خطر؟
صلاح شرارة
٢٨ سبتمبر ٢٠١٧
بعد مرور جولتين من دوري أبطال أوروبا وجولة من الدوري الأوروبي، تلقت الكرة الألمانية "درسا قاسيا"، إذ لم تحقق أنديتها سوى فوز واحد، وهناك مخاوف من أن تفقد ألمانيا مكانتها الكروية وسط كبار أوروبا. فهل هذه المخاوف مبررة؟
إعلان
وكأن الأندية الألمانية أصابها هذا الموسم (2017/ 2018) سحر أسود في البطولات الأوروبية، فنتائجها حتى الآن في دور المجموعات، معظمها مخيب للآمال، سواء بدوري أبطال أوروبا أو بالدوري الأوروبي (أوروبا ليغ). ففي دوري الأبطال خسر دورتموند مباراتيه، أمام توتنهام ثم أمام ريال مدريد، وفاز بايرن في الأولى على أندرلخت، وخسر الثانية بجدارة أمام باريس سان جرمان، وتعادل لايبزيغ على أرضه أمام موناكو في الأولى وخسر الثانية أمام بشيكتاش التركي.
وبالنسبة للدوري الأوروبي، الذي تقام اليوم الخميس جولته الثانية جاءت النتائج الألمانية متواضعة في جولته الأولى، حيث تعادل هرتا برلين مع أتليتيك بلباو في برلين، وخسر كولونيا (كولن) أمام أرسنال في لندن، وخسر هوفنهايم على أرضه في سينسهايم أمام سبورتينغ براغا.
المستوى في هبوط منذ سنوات
لكن انحدار مستوى الأندية الألمانية في البطولات الأوروبية بدأ حقيقة منذ مدة. فمنذ فوز بايرن ميونيخ في مباراة أمام مواطنه دورتموند بدوري أبطال أوروبا عام 2013؛ لم يفز أي ناد ألماني ببطولة أوروبية، ولا حتى بلغ أي فريق ألماني المباراة النهائية.
أما الموسم الماضي (2016/2017)، فقد شهد لأول مرة منذ موسم (2004/2005) عدم تأهل فريق ألماني إلى نصف نهائي بطولة أوروبية،. ففي أبريل/ نيسان 2017 خرج بايرن ميونيخ وكذلك دورتموند من ربع نهائي دوري الأبطال، بينما خرج شالكه من ربع نهائي الدوري الأوروبي، وهذا مؤشر مقلق، خصوصا بالنسبة للـ "تقييم الخماسي".
ألمانيا والتقييم الخماسي الأوروبي
ويخشى كثيرون من أن تفقد الكرة الألمانية قيمتها وسط تلك النتائج، التي لا تتناسب مع عراقة أنديتها ولا إمكانيات لاعبيها. ومؤخراً فقدت ألمانيا المرتبة الثانية لصالح إنجلترا في التقييم الأوروبي للأندية، الذي يضع في الاعتبارات خمسة مواسم ماضية، ويحدد على أساسه أعداد الأندية من كل دولة، التي يحق لها المشاركة في البطولات الأوروبية.
والتقييم الحالي يبدأ من موسم 2013/2014 ويستمر حتى نهاية الموسم الحالي 2017/2018. وتحتل قمته إسبانيا برصيد يبلغ نحو 92 نقطة تليها إنجلترا بـ65 نقطة تقريبا، ثم ألمانيا بحوالي 64 نقطة، ثم إيطاليا بـ63 نقطة، تليها فرنسا بـنحو 48 نقطة وفي المركز السادس روسيا برصيد 45 نقطة تقريبا.
وبداية من الموسم القادم (2018/2019) سيكون من حق كل دولة من الدول الأربع الأولى في هذا التقييم، الحصول على 4 مقاعد ثابتة في دوري الأبطال ومقعدين ثابتين في الدوري الأوروبي، ومقعد واحد في التصفيات المؤهلة للدوري الأوروبي.
لكن مجلة كيكر ترى أنه لا خوف على ألمانيا، فهي لن تتأخر عن المرتبة الرابعة في هذا التقييم الخماسي؛ حتى لو خرج دورتموند ولايبزيغ من دور المجموعات بأبطال أوروبا، وخرجت الأندية الألمانية الثلاثة من الدوري الأوروبي بخفي حنين كعادة فرق ألمانيا في تلك البطولة، فالفارق مع فرنسا أكثر من 15 نقطة، ولن تتخطاه فرنسا هذا الموسم بحال.
ورغم ذلك يقول موقع "فيلت" الألماني إنه "يجب الآن على الكرة الألمانية أن تكون خلاقة، خصوصا وأن باريس (سان جرمان) والأندية الإنجليزية ستواصل تسليح نفسها بقوة." ويتابع الموقع "دعم الناشئين وحده لا يكفي بل يجب أيضا البحث عن مصادر جديدة تدر عائدات ويجب مجاراة توجهات سوق الانتقالات."
صلاح شرارة
في صور- أندية ألمانية ومواجهات لاتُنسى مع ريال مدريد
من جديد يواجه بايرن ميونيخ فريق ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. وسبق أن واجهت أندية ألمانية عديدة البطل التاريخي لأوروبا. ودخلت بعض المقابلات سجل التاريخ، وغالبيتها كانت تزخر بالأهداف، وجميعها كانت بنكهة خاصة.
صورة من: AP
سقوط مرمى مدريد
في الأول من أبريل/ نيسان 1998 وقبل انطلاق صافرة مقابلة الذهاب في نصف نهائي البطولة الأوروبية بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند، تسلق مشجعون إسبان السياج وأسقطوه مع المرمى المثبت به. واستمر الوقت طويلا إلى حين استبدال المرمى. وانطلقت المباراة بعد تأخير دام 76 دقيقة، وانهزم دورتموند حينها باثنين لصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليفاندوفسكي يسجل أربعة أهداف
في نصف نهائي نسخة 2012/2013 تحسن المستوى الكروي بالنسبة لبروسيا دورتموند، فتوالت الأهداف على ملعبة. وبأربعة أهداف هزم دورتموند "الملكيين" في مقابلة الذهاب في أبريل/ نيسان 2013. وفي كل مرة كان الهداف هو روبرت ليفاندوفسكي. وفي مقابلة الإياب انتصر ريال بهدفين لصفر، لكن دورتموند تأهل لمقابلة بايرن ميونيخ في النهائي.
صورة من: Reuters
شفاينشتايغر يحتفظ بأعصاب هادئة
مواجهات ساخنة جمعت بين بايرن والريال: في 2012 انتقل الفريقان في نصف النهائي إلى لعب ركلات الترجيح. وبعدما رفضت الكرة دخول الشباك في خمس من بين الركلات الثماني الأولى، أحرز قائد فريق بايرن شفايشتايغر الركلة الحاسمة ليفوز البافاري 3-1 ويصعد إلى النهائي، الذي خسره بعد بضعة أسابيع أمام تشيلسي بضربات الترجيح أيضا.
صورة من: AP
أنيلكا في تألق انفرادي
هزيمة مريرة سُجلت قبل اثني عشر عاما كذلك في النصف النهائي: البافاريون أرادوا بعد الهزيمة في المباراة النهائية أمام مانشستر يونايتد في الموسم السابق، الظفر بلقب البطولة. لكن ريال وضع حدا لهذه الأحلام بشخص الفرنسي نيكولا أنيلكا، الذي كان هدفه حاسما في مقابلة الإياب التي انتهت بهدفين لواحد لصالح الإسبان.
صورة من: Getty Images/AFP/Ch. Simon
انتقام ينس جرميس
إلى جانب أنيلكا في مايو 2000 سُجل اسم ينس جرميس في قائمة الهدافين. لاعب الوسط أخطأ بتسديد هدف في مرمى فريقه. وبعد سنة نجده ينتقم: في نصف النهائي قابل بايرن الريال. وفي مقابلة الإياب سجل جرميس الهدف الحاسم في المقابلة التي انتهت بهدفين مقابل واحد. البافاريون يصلون إلى النهائي ويفوزون بالبطولة الأوروبية على حساب فالنسيا الإسباني.
صورة من: Getty Images/Bongarts/S. Behne
مواجهة بارزة في ملعب بيرنابيو
مقابلة لا تُنسى جمعت بين بايرن وريال مدريد في عام 1987. كلاوس أوغنتالر يسجل هدفا في شباكه خطأ، ويغادر الملعب مبكرا بعد تلقيه البطاقة الحمراء. كما تطايرت أشياء أخرى، بينها قضيب حديدي ومطواة كادت أن تصيب حارس مرمى بايرن جان ماري بفاف. بايرن خسر المقابلة بصفر لواحد، لكنه تأهل بعد ذلك بفضل الفوز، الذي حققه في الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
صورة من: picture-alliance/dpa
الهداف مولر يتلقى لكمات
اللاعب غيرد مولر يحسم ميزان القوة في الكأس الأوروبية لصالح البافاريين. في 1976 سجل في مقابلة الإياب في نصف النهائي هدفي النصر. وكأنه يرد بذلك على ما وقع ضده في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل 1-1، حيث اقتحم مشجع للريال الملعب ووجه لكمات له وللحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
تسديدة زيدان
الجميع كان يترقب صافرة الاستراحة في نهائي البطولة الأوروبية عام 2002 بين مدريد وليفركوزن. إلا أن زين الدين زيدان تلقى كرة في منطقة العمليات ليسددها في الشباك ويحرز هدف الانتصار. وحاول لاعبو ليفركوزن بعد الاستراحة تدارك الموقف لكن النتيجة انتهت 2-1 للريال. ليحل ليفركوزن ثانيا أوروبيا مثلما فعل في الدوري والكأس الألمانيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
نظرة من زاوية خاصة
فريق مونشنغلادباخ مر تقريبا فقط بتجارب مريرة مع ريال. في مارس 1976 واجه غلادباخ الفريق الملكي في ربع نهائي الأندية أبطال الدوري. وبعد تعادل بهدفين لمثلهما في الذهاب بألمانيا، لعب حكم مقابلة الإياب، الهولندي ليو فان دير كروفت، دورا حاسما. حيث إنه لم يحتسب هدفين صحيحين لمونشنغلادباخ وانتهت المقابلة بالتعادل بهدف لمثله، ليخرج غلادباخ من السباق.
صورة من: Imago/S. Simon
الفوز بخمسة أهداف ليس كافيا
بوروسيا مونشنغلادباخ نجح في إحراز خمسة أهداف مقابل واحد في ذهاب ثمن النهائي بكأس الاتحاد الأوروبي 1985. لكن الأمل بتحقيق مفاجأة اندثر بالنسبة إلى المدرب يوب هاينكس وفريقه في ملعب بيرنابيو، حيث سجل "الملكيون" أربعة أهداف لصفر وتأهلوا في آخر المطاف إلى النهائي.
صورة من: picture-alliance/EFE/EFE
حمل ثقيل
وفي النهائي قابل ريال فريقا من الدوري الألماني، إنه فريق كولونيا، الذي سيطر على مجريات لقاء الإياب أمام جمهوره وانتصر بهدفين لصفر. لكن الوقت كان متأخرا للحلم جديا بأول لقب أوروبي. حيث إن كولونيا خسر مباراة الذهاب بـ1-5 بعدما كان متقدما بهدف لصفر. وبهذا يبقى الفوز في مقابلة الإياب مجرد عملية تجميل.
صورة من: picture-alliance/dpa
مهرجان أهداف في كايزرسلاوترن
بعد هزيمة في الذهاب بثلاثة لواحد في مدريد، الوضع لم يكن إيجابيا بالنسبة إلى كايزرسلاوترن في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1982. لكن في مقابلة الإياب تمكن اللاعب فريدهيلم فونكل من تسجيل هدفين في الشوط الأول. وبعد فترة الاستراحة استمر مهرجان الأهداف ليفوز كايزرسلاوترن في النهاية بخمسة أهداف لصفر، ويعود كاماتشو وشتيليكه وزملاؤهم إلى مدريد يملأهم الخجل.
صورة من: picture-alliance/Jörg Schmitt
فارق كبير في الأداء
أينتراخت فرانكفورت لم تكن أمامه أية فرصة في 1960 في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة. فريق فرانكفورت سجل فعلا أمام 128 ألف متفرج ثلاثة أهداف، لكن ريال سجل سبعة. لم يكن هناك فريق ألماني في نفس مستوى الفريق الإسباني. والمقابلة تُعد إلى يومنا هذا إحدى أجمل المقابلات في تاريخ الكرة. الكاتب: أندرياس شتن-زيمونس/ م.أ.م