نتنياهو: إسرائيل وجهت "أقسى ضربة" لحماس منذ حرب 2014
١٤ يوليو ٢٠١٨
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إسرائيل وجهت "أقسى ضربة" الى حماس منذ حرب 2014 عبر سلسلة غارات جوية على قطاع غزة، مهددا بتكثيفها إذا لزم الأمر. وقال الفلسطينيون إن الغارات اسفرت عن مقتل عدة أشخاص.
إعلان
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عبر شريط فيديو إن "الجيش الإسرائيلي وجه إلى حماس أقسى ضربة منذ عملية الجرف الصامد" في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي في صيف 2014 ضد حركة حماس في قطاع غزة. وأوضح نتنياهو أنه كان قد اتفق مع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ومسؤولي الجيش "على اتخاذ إجراء حاسم ضد إرهاب حماس". وقد شن الجيش الإسرائيلي اليوم أكبر هجوم من نوعه يتم تنفيذه خلال النهار على قطاع غزة، وذلك ردا على وابل من الصواريخ التي أطلقتها حماس باتجاه بلدات ومستوطنات إسرائيلية محاذية للقطاع. وأضاف نتنياهو "سنكثف قوة الهجمات إذا لزم الأمر، وإذا ما استمر مسلحو حماس فى إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل".
وكان مسؤول في سلاح الجو الاسرائيلي قد أفاد في وقت سابق أن سلسلة الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة طوال يوم السبت (14 تموز/يوليو 2018)، وأسفرت عن مقتل فلسطينيين اثنين هي الأكبر منذ حرب 2014 التي شنتها على القطاع. وأوضح الجنرال تسفيكا هايموفيتش أن نحو مئة صاروخ وقذيفة هاون أطلقتها حماس وفصائل أخرى من قطاع غزة، لافتا إلى أن إسرائيل تمكنت من اعتراض عدد منها عبر منظومتها المضادة للصواريخ، علما بأن غالبيتها قذائف هاون. وأصيب ثلاثة إسرائيليين بسقوط صاروخ على سقف منزل في سديروت المحاذية لقطاع غزة، وفق ما أفادت السلطات. وأضاف الجنرال "نحن مستعدون لجميع السيناريوهات الممكنة".
في المقابل، قالت حركة "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، إن ارتفاع وتيرة التصعيد الإسرائيلي على القطاع "لن يغير المعادلة". وذكر الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، في بيان، أن "ارتفاع وتيرة التصعيد لدى الاحتلال لن يغير المعادلة أو يفرض واقعًا جديدًا أو يوقف زحف مسيرات العودة والمقاومة"
وقُتل فلسطينيان في غارات جوية إسرائيلية بعد ظهر السبت على قطاع غزة استهدفت على غرار تلك التي سبقتها فجرا مواقع لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وذلك غداة احتجاجات الجمعة على الحدود بين القطاع وإسرائيل أوقعت قتيلين وأكثر من 200 جريح في صفوف الفلسطينيين. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة اشرف القدرة بعد ظهر السبت مقتل شابيين فلسطينيين هما أمير وليد النمرة (15 عاما) من غزة ولؤي كحيل (16 عاما) في غارة إسرائيلية على مبنى في غرب مدينة غزة.
وأسفرت غارات بعد الظهر عن إصابة 15 فلسطينيا، اثنان في رفح جنوب القطاع و13 في مدينة غزة وفق مصادر طبية فلسطينية ووزارة الصحة في غزة. وتواصلت الغارات عصر السبت بحسب مراسل وكالة "فرانس برس".
وتصاعد التوتر منذ بعد ظهر الجمعة مع احتشاد آلاف الفلسطينيين على طول الحدود الشرقية للقطاع في تحرك احتجاجي أطلقوا عليه اسم "جمعة خان الأحمر" تيمنا بقرية بدوية في الضفة الغربية المحتلة تعتزم إسرائيل هدمها. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن المتظاهرين قذفوا جنوده بقنابل يدوية وعبوات ناسفة وزجاجات حارقة وإطارات مطاطية مشتعلة وحجارة، ما أسفر عن إصابة جندي بانفجار قنبلة يدوية.
ح.ع.ح/ع.ش (أ.ف.ب/ رويترز)
السفارة الأمريكية في القدس: يوم فرحت إسرائيل واحتج الفلسطينيون
فيما افتتحت الولايات المتحدة رسمياً سفارتها في القدس تزامناً مع احتفال دولة إسرائيل بالذكرى السبعين لقيامها، قُتل عشرات الفلسطينيين في تصاعد غير مسبوق لحدة المواجهات مع الجيش الإسرائيلي على حدود غزة.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
تدشين بمباركة إيفانكا
نقلت الولايات المتحدة الاثنين (5 مايو/ آيار2018) سفارتها من تل أبيب إلى القدس، بعد وعد الرئيس ترامب في نهاية العام الماضي، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. الاستنكار الدولي والغضب الفلسطيني من الوعد لم يمنعا تحقيقه ومشاركة ابنته إيفانكا إلى جانب زوجها جاريد كوشنر في مراسم الافتتاح. إيفانكا شاركت متتبعيها على تويتر لحظات استقبالها من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أيضاً.
صورة من: Reuters/A. Cohen
حضور دبلوماسي من أمريكا
أعلن ترامب قبل أيام عدم حضوره لافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، لكنه بعث وفداً دبلوماسياً يتكون من شخصيات مهمة داخل البيت الأبيض، على رأسهم وزير الخزانة ستيفن منوتشين ومساعد وزير الخارجية جون سوليفان، فضلاً عن إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر. وستفتح مكاتب سفارة مؤقتة داخل مبنى القنصلية الأمريكية في القدس، في انتظار اختيار مبنى أكبر لها مستقبلاً.
صورة من: Reuters
"ترامب صديق الصهاينة"
زُينت شوارع القدس قرب السفارة الأمريكية الجديدة بالعلمين الاسرائيلي والأمريكي استعداداً للاحتفال بعهد جديد واستبدلت لافتات مرورية بأخرى تشير لموقع السفارة الكائن بحي أرنونا بالقدس. كما عُلقت لافتات تشيد بترامب كـ"صديق للصهاينة". شعار الصداقة حمل معه عقوداً من الحياد الأمريكي تجاه القضية، لكن اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة لاسرائيل غير معالمها وجعل نتانياهو يقول: "إن نقل السفارة مدعاة للاحتفال".
صورة من: DW/D. Regev
ذكرى "قيام إسرائيل"
افتتاح السفارة الأمريكية وإقامة احتفال دبلوماسي بين أمريكا وإسرائيل، تعدى إلى المواطنين الاسرائليين الذين عبروا عن فرحتهم بانتقال السفارة إلى القدس. خاصة وأن هذا الحدث يصادف الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل" الاثنين (14 أيار/ مايو 2018) وفق التقويم الغريغوري. كما أن إسرائيل بدأت احتفالاتها التقليدية، قبل أيام، بمناسبة الذكرى 51 لـ "ضم القدس" أو "توحيد القدس"، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
صورة من: Getty Images/L. Mizrahi
احتفال مستمر
منذ أيام والأفراح والاحتفالات تسود المنطقة الغربية من القدس. ويشارك في هذا كل الإسرائليين باختلاف أعمارهم وأجناسهم استعدادا للاحتفال بـ "مرور 70 عاماً على قيام دولتهم". ووسط أغاني ممجدة للشعب اليهودي والدولة العبرية وللقدس، وفي جو من الرقص والسعادة الغامرة البادية على كل المشاركين في الإحتفالات، رفعوا علم إسرائيل معبرين عن "انتصار" انتظروه منذ عقود.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Gharabli
"نكبة جديدة"؟
يتزامن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس قبل يوم من الذكرى السبعين لـ"النكبة"، عندما نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948. وعلى ما يبدو، فالفلسطينيون يحيون الذكرى السبعين للحدث بـ"نكبة جديدة" كما وصفتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Reuters/M. Salem
سخط فلسطيني
في مقابل الأفراح الإسرائيلية، يعيش الفلسطينيون وسط أجواء من الحزن والسخط على قرار ترامب الذي يعترف فيه بأن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعن نقل سفارة دولته إلى القدس. هذا القرار الذي "استفز" الفلسطينيين باعتبارهم رافضين منذ البداية لـ"احتلال" إسرائيل للقدس كـ"عاصمة أبدية" منذ 1980، بغض النظر عن عدم اعتراف المجتمع الدولي بذلك، وفي ظل رغبة فلسطين في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
رغم الوعيد.. اقتحموا السياج!
شارك الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة في مسيرة إلى الحدود مع إسرائيل، وخاطر بعضهم مقتحماً السياج الأمني، رغم وعيد الجيش الإسرائيلي، ورغم أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قد ألقت منشورات على قطاع غزة للتحذير من الاقتراب من السياج. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، عن وضع قواته في حالة تأهب قصوى، فضلاً عن مضاعفة عدد وحدات جيشه المقاتلة وتعبئة الآلاف من شرطييه لضمان الأمن في السفارة ومحيطها.
صورة من: Reuters/B. Ratner
نار وغضب
العشرات من الشباب الفلسطينيين اجتازوا السياج الحدودي الفاصل شرق غزة وأضرموا النار في إطارات سيارات في الجانب الإسرائيلي من الحدود، كما ألقوا الحجارة على الجيش الاسرائيلي تعبيراً عن غضبهم من تدشين السفارة الأمريكية في القدس، وبينما يتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بتحريض الفلسطينيين على اختراق السياج الحدودي، يشهد قطاع غزة "مسيرات العودة"، منذ نهاية آذار/ مارس2018.
صورة من: Reuters/M. Salem
"مذبحة رهيبة"
أسفرت المواجهات بين الجنود الإسرائيليين وفلسطينيين في الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، قبل ساعات من تدشين مقر السفارة الأمريكية، عن سقوط عشرات القتلى، وإصابة أكثر من ألف فلسطيني بالرصاص الحي. المواجهة جاءت بعد أن ألقى فلسطينيون الحجارة على الجنود الإسرائيليين الذين ردوا بإطلاق النار. وعلى وقع ارتفاع القتلى والجرحى، اتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب "مذبحة رهيبة" في قطاع غزة. إعداد: مريم مرغيش.