نتنياهو: عملياتنا "العلنية والسرية" أخرت برنامج إيران النووي
محي الدين حسين د ب أ، أ ف ب، رويترز
١٧ أبريل ٢٠٢٥
نتنياهو يؤكد مجددًا أن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي ويكشف أنه قاد "عمليات علنية وسرية" أدت إلى تأخير برنامج إيران النووي. والوكالة الدولية للطاقة الذرية تريد أن تلعب دورًا في المحادثات بين واشنطن وطهران.
نتنياهو قال إنه لولا العمليات الإسرائيلية لكانت إيران تمتلك اليوم ترسانة نوويةصورة من: Avi Ohayon (GPO)/Handout/Anadolu/picture alliance
إعلان
شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس (17 نيسان/أبريل 2025) على أن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، مشيرًا إلى أنّه قاد "عمليات علنية وسرية" أدّت إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني "لما يقرب من عقد".
وتعدّ هذه أول تصريحات تصدر عن نتنياهو بشأن البرنامج النووي الإيراني، منذ بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاوضات مع طهران في محاولة لإبرام اتفاق نووي جديد.
وأعلن مكتب نتنياهو في بيان "كما صرّح رئيس الوزراء مرارًا، لن تسمح إسرائيل لإيران بامتلاك أسلحة نووية". وأضاف "قاد رئيس الوزراء عمليات علنية وسرية عديدة في المعركة ضد البرنامج النووي الإيراني، لولاها لكانت إيران اليوم تمتلك ترسانة نووية. وقد أخرت هذه العمليات البرنامج النووي الإيراني لما يقرب من عقد".
وتشتبه الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، فضلًا عن إسرائيل منذ فترة طويلة بسعي إيران إلى امتلاك السلاح النووي. في المقابل تنفي طهران أن تكون تسعى لذلك مؤكدة أن أغراض برنامجها مدنية بحتة.
وباشرت الولايات المتحدة وإيران اللتان لا تقيمان علاقات دبلوماسية منذ 1980 بعد الثورة الإسلامية في 1979، مباحثات السبت الماضي بوساطة عمانية. واتفق البلدان على جولة جديدة السبت في روما.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب أقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم ضرب مواقع نووية إيرانية لإتاحة المجال للجهود الدبلوماسية. ووسط استمرار المخاوف من ضربة إسرائيلية على إيران، أعربت البلدان الأوروبية الثلاثة المنخرطة منذ فترة طويلة في الملّف الإيراني والمعروفة باسم "إي3"، وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، عن تأييدها لأي مبادرة دبلوماسية حتّى لو لم تكن تشارك فيها مباشرة.
رأي المواطنين الإيرانيين في المباحثات مع واشنطن
00:41
This browser does not support the video element.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية "يجب أن تلعب دورًا"
من جهته قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي اليوم الخميس إن الوكالة التابعة للأمم المتحدة يجب أن تلعب دورًا في المحادثات النووية بين طهران وواشنطن. وقال غروسي "أنا على اتصال أيضًا بالمفاوض الأمريكي لمعرفة كيف يمكن للوكالة أن تكون جسرًا بين إيران والولايات المتحدة، وتساعد في تحقيق نتيجة إيجابية في المفاوضات"، مضيفًا أن التحقق من قبل الوكالة سيكون ضروريًا لإثبات صلاحية أي اتفاق نووي.
إعلان
وذكر غروسي الخميس خلال زيارة لطهران أن المهلة قصيرة أمام الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. وأوضح غروسي لوسائل إعلام إيرانية "نحن في مرحلة حاسمة في هذه المفاوضات المهمة (...) ندرك أننا لا نملك إلا مهلة قصيرة لذا أنا هنا (...) لتسهيل هذه العملية". وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بأن غروسي اجتمع مع المدير العام للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي ثم قام لاحقًا بجولة في قاعة تضم بعض المشاريع النووية المدنية الإيرانية.
غروسي: إيران "ليست بعيدة" عن القنبلة النووية
وقال غروسي في مقابلة مع صحيفة لوموند أن إيران "ليست بعيدة" عن تطوير قنبلة نووية. ووصل غروسي الأربعاء إلى طهران حيث التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي قال إنه "في الأشهر المقبلة يمكن للوكالة أن تضطلع بدور أساسي في التسوية السلمية للملف النووي الإيراني".
وتفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة سلاحًا نوويًا التي تخصب اليورانيوم عند نسبة 60% وهو مستوى عال أي انها باتت قريبة من نسبة 90% الضرورية لصنع سلاح نووي مشيرة إلى انها تواصل تخزين المواد الانشطارية بكميات كبيرة.
وكان قد تمّ التوصّل إلى اتفاق نووي في العام 2015 لكنه بات بحكم الميت إثر قرار الولايات المتحدة الانسحاب منه من جانب واحد في 2018 خلال ولاية ترامب الأولى. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، دعا ترامب إيران إلى التفاوض على اتفاق جديد، لكنّه يهدّد باستخدام القوة العسكرية في حال فشلت الدبلوماسية.
تحرير: خالد سلامة
البرنامج النووي- محطات من الشد الإيراني والجذب الغربي
لعبة القط والفأر مع الغرب. بداية البرنامج النووي الإيراني في نهاية خمسينات القرن الماضي كانت واعدة. ثم جاءت القطيعة مع وصول الخميني للحكم لتتوالى فصول الترغيب والترهيب: اتفاق عام 2015، ثم انسحاب أمريكي وعقوبات قاسية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Iranian Presidency Office/M. Berno
البداية النووية
كان العام 1957، بداية البرنامج النووي الأيراني حين وقع شاه إيران اتفاق برنامج نووي مع أمريكا، ليتم الإعلان عن "الاتفاق المقترح للتعاون في مجال البحوث ومجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية" تحت رعاية برنامج أيزنهاور "الذرة من أجل السلام". وفي1967، أسس مركز طهران للبحوث النووية. لكن توقيع إيران معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في 1968، جعلها تخضع للتفتيش والتحقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة.
صورة من: gemeinfrei
إنهاء التدخل الغربي في البرنامج النووي
الإطاحة بحكم الشاه وقيام جمهورية إسلامية في إيران سنة 1979، جعلت أواصر العلاقات بين إيران والدول الغربية موسومة بقطيعة، فدخل البرنامج النووي في مرحلة سبات بعد انسحاب الشركات الغربية من العمل في المشاريع النووية وإمدادات اليورانيوم عالي التخصيب؛ فتوقف لفترة برنامج إيران النووي .
صورة من: Getty Images/Afp/Gabriel Duval
البحث عن حلول
سمح خميني عام 1981 بإجراء بحوث في الطاقة النووية. وفي 1983، تعاونت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لمساعدة طهران على الصعيد الكيميائي وتصميم المحطات التجريبية لتحويل اليورانيوم، خاصة في موقع أصفهان للتكنولوجيا النووية، لكن الموقف الغربي عموما كان رافضا لمثل هذا التعاون. ومع اندلاع الحرب بين إيران والعراق تضرر مفاعل محطة بوشهر النووية فتوقفت عن العمل.
صورة من: akairan.com
روسيا تدخل على الخط، والصين تنسحب!
في التسعينات تم تزويد إيران بخبراء في الطاقة النووية من طرف روسيا. وفي 1992، انتشرت مزاعم في الإعلام الدولي بوجود أنشطة نووية إيرانية غير معلنة، مما جعل إيران تستدعي مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة المنشآت النووية، وخلصت التفتيشات حينها إلى أن الأنشطة سلمية. في 1995، وقعت إيران مع روسيا عقدا لتشغيل محطة بوشهر بالكامل، في حين انسحبت الصين من مشروع بناء محطة لتحويل اليورانيوم.
صورة من: AP
إعلان طهران وزيارة البرادعي لإيران
طلبت الوكالة الدولية، في 2002، زيارة موقعين نوويين قيل أنهما غير معلنين، لكن إيران لم تسمح بذلك حتى مرور ستة أشهر على شيوع الخبر. وفي 2003، زار محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران للحصول على إيضاحات في ما يخص استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم، واصدرت الوكالة تقريرا سلبيا تجاه تعاون إيران.
صورة من: AP
شد وجذب
أصدرت الوكالة الدولية، في 2004، قرارا يطالب إيران بالإجابة عن جميع الأسئلة العالقة، وبتسهيل إمكانية الوصول الفوري إلى كل المواقع التي تريد الوكالة زيارتها، وبتجميد جميع الأنشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بمستوى يتيح إنتاج الوقود النووي والشحنة الانشطارية. لكن الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وبعد انتخابه، عمل على تفعيل البرنامج النووي ولم يكترث للتهديدات الغربية، كما أسس مفاعل "أراك" للماء الثقيل.
صورة من: AP
فصل جديد
في 2006، صوت أعضاء الوكالة الدولية على إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن، الذي فرض حظرا على تزويد إيران بالمعدات اللازمة لتخصيب اليورانيوم وإنتاج صواريخ بالستية. وردت إيران على هذا الإجراء بتعليق العمل بالبروتوكول الإضافي وجميع أشكال التعاون الطوعي. وفي نفس السنة، أعلن الرئيس الإيراني؛ أحمدي نجاد، عن نجاح بلده في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3,5 بالمائة. الصورة لوفد قطر أثناء التصويت على القرار.
صورة من: AP
مفاعلات نووية سرية
في عام2009 ، تحدث بعض المسؤولين الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين، عبر وسائل الاعلام، عن قيام إيران ببناء مفاعل نووي في ضواحي مدينة قم، كما قال هؤلاء بأنه تحت الأرض ويبنى بكل سرية، دون أن تخبر به إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين نفت طهران ذلك واعتبرته مجرد ادعاءات.
صورة من: AP
على مشارف حل
في عام 2014، تم الاتفاق على وقف تجميد الولايات المتحدة لأموال إيرانية قدرت بمليارات الدولارات، مقابل توقف إيران عن تحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة إلى وقود. وفي نفس السنة، قامت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية باجراء تعديلات على منشأة "أراك" لضمان إنتاج حجم أقل من البلوتونيوم.
صورة من: ISNA
الاتفاق التاريخي
في عام 2015، وبعد سلسلة من الاجتماعات، في فيينا، أعلن عن التوصل لاتفاق نهائي؛ سمي اتفاق إطار، بخصوص برنامج إيران النووي. الاتفاق جمع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا بإيران. وكان من المرجح أن ينهي هذا الاتفاق التهديدات والمواجهة بين إيران والغرب.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Wilking
طموحات حدها الاتفاق!
كان باراك أوباما، الرئيس الأمريكي السابق، واحدا من رؤساء الدول المتفقة مع إيران، فيما يخص البرنامج النووي، من الذين رأوا في الخطوة ضمانا لأمن العالم، بالمقابل قال نظيره الإيراني؛ حسن روحاني، إن بلاده حققت كل أهدافها من خلال الاتفاق. لكن الأمور لم تعرف استقرارا، خاصة مع رغبة إيران في تطوير برنامجها نووي، دون أن تلفت اليها الأنظار.
صورة من: Getty Images/A. Burton/M. Wilson
أمريكا تنسحب
آخر التطورات في الاتفاق النووي، كانت يوم الثلاثاء 8 أيار/مايو 2018، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، متعهداً بأن تفرض بلاده "أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني". وفي هذا الصدد، عبرت طهران عن عدم رغبتها في الدخول في جولات جديدة من المفاوضات الشاقة مع أمريكا.
صورة من: Imago/Zumapress/C. May
شروط أي "اتفاق جديد"
بعد الانسحاب الأميركي، أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو 12 شرطاً أميركياً للتوصل إلى "اتفاق جديد". وتضمنت هذه الشروط مطالب شديدة الصرامة بخصوص البرنامج النووي وبرامج طهران البالستية ودور إيران في الشرق الأوسط. وهدّد بومبيو إيران بالعقوبات "الأقوى في التاريخ" إذا لم تلتزم بالشروط الأميركية.
صورة من: Getty Images/L. Balogh
واشنطن تشدد الخناق
فرضت إدارة ترامب أول حزمة عقوبات في آب/أغسطس ثم أعقبتها بأخرى في تشرين الثاني/نوفمبر. وشملت هذه العقوبات تعطيل معاملات مالية وواردات المواد الأولية إضافة إلى إجراءات عقابية في مجالي صناعة السيارات والطيران المدني. وفي نيسان/أبريل من عام 2019، أدرجت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني على لائحتها السوداء لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية"، وكذلك فيلق القدس المكلف بالعمليات الخارجية للحرس الثوري.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
أوروبا تغرد خارج السرب
في 31 كانون الثاني/يناير 2019، أعلنت باريس وبرلين ولندن إنشاء آلية مقايضة عرفت باسم "إنستكس" من أجل السماح لشركات الاتحاد الأوروبي بمواصلة المبادلات التجارية مع إيران رغم العقوبات الأميركية. ولم تفعل الآلية بعد، كما رفضتها القيادة العليا في إيران. وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أكدت على "مواصلة دعمنا الكامل للاتفاق النووي مع إيران، وتطبيقه كاملاً"، داعية إيران إلى التمسك به.
صورة من: Reuters/S. Nenov
طهران ترد
في أيار/مايو الماضي، قررت طهران تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى بعد عام على القرار الأميركي الانسحاب من الاتفاق. وحذرت الجمهورية الإسلامية من أنها ستستأنف تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من المسموح بها في الاتفاق خلال 60 يوماً، إذا لم يوفر لها الأوروبيون الحماية من العقوبات الأمريكية. مريم مرغيش/خالد سلامة