نتنياهو: لن نسمح لإيران "بترسيخ وجودها" العسكري في سوريا
١٠ فبراير ٢٠١٨
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ألا تسمح بلاده لإيران بـ"ترسيخ" وجودها العسكري في سوريا، بعدما شنت إسرائيل غارات جوية قالت إنها طاولت أهدافا إيرانية في سوريا.
إعلان
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت (العاشر من شباط/فبراير 2018) إنه تحدث مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون. وأضاف أن "إسرائيل تسعى للسلام ولكننا سنواصل الدفاع عن أنفسنا بشكل ثابت في مواجهة أي هجوم علينا أو أي محاولة من إيران لترسيخ نفسها ضدنا في سوريا". وأضاف نتنياهو إنه تحدث أيضا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتابع في بيان عبر التلفزيون "أكدت له التزامنا وحقنا في الدفاع عن أنفسنا في مواجهة الهجمات التي تُشن من الأراضي السورية. اتفقنا على استمرار التنسيق بين جيشي بلدينا".
على صعيد متصل، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة تؤيد تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات. وأضاف المتحدث أدريان رانكين غالواي "وزارة الدفاع (الأمريكية) لم تشارك في هذه العملية العسكرية... إسرائيل أقرب حليف أمني لنا في المنطقة ونحن ندعم تماما حق إسرائيل الأصيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات لأراضيها وشعبها". وتابع رانكين غالواي قائلا "نشارك كثيرين في المنطقة القلق من أنشطة إيران التي تزعزع الاستقرار وتهدد السلم والأمن الدوليين ونحن نسعى لجهد دولي أكبر للتصدي لأنشطة إيران الخبيثة".
من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية اليوم السبت إن الولايات المتحدة "تدعم بقوة" حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد أن قالت إسرائيل إنها قصفت 12 هدفا إيرانيا وسوريا في سوريا بينها أنظمة دفاع جوي سورية.
وقالت المتحدثة هيذر ناورت "الولايات المتحدة قلقة للغاية من تصاعد العنف اليوم على حدود إسرائيل وتدعم بقوة حق إسرائيل السيادي في الدفاع عن نفسها". وأضافت "تصاعد التهديد المتعمد الذي تمثله إيران وطموحها لاستعراض قوتها وهيمنتها يعرض للخطر كل الشعوب في المنطقة من اليمن إلى لبنان".
على صعيد متصل، نقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن الكرملين قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا الوضع في سوريا خلال اتصال هاتفي اليوم السبت بعد غارات إسرائيلية مكثفة على البلاد. ونقلت الوكالة عن الكرملين قوله إنهما "ناقشا الموقف حول تحركات القوات الجوية الإسرائيلية التي نفذت ضربات صاروخية ضد أهداف في سوريا".
وذكرت أن بوتين أبلغ نتنياهو بضرورة تجنب أي خطوات تؤدي إلى مواجهة جديدة في المنطقة.
تحطمت طائرة إف16 في إسرائيل أصيب أحد طياريها بجراح خطيرة
01:31
وكان صاروخ مضاد للطائرات قد أسقط طائرة حربية إسرائيلية أثناء عودتها من غارة على مواقع قوات تدعمها إيران في سوريا اليوم السبت في أخطر المواجهات التي وقعت حتى الآن بين إسرائيل والقوات المدعومة من إيران عبر الحدود.
وقال مسؤول إسرائيلي لرويترز إن المقاتلة وهي من طراز إف-16 أصيبت بصاروخ سوري مضاد للطائرات وسقطت في شمال إسرائيل. وأضاف أن الطائرة كانت ضمن ثماني طائرات إسرائيلية على الأقل أرسلت ردا على ما وصفته إسرائيل بتوغل طائرة إيرانية بدون طيار في مجالها الجوي في وقت سابق اليوم.
وتمكن الطياران من القفز من الطائرة وأصيبا بجراح أحدهما في حالة خطيرة. وردا على ذلك شنت إسرائيل غارة جوية ثانية أكثر عنفا أصابت ما وصفته بأنه 12 هدفا إيرانيا وسوريا داخل سوريا منها أنظمة دفاع جوي سورية.
وقالت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران إن إسقاط الطائرة يمثل "بداية مرحلة استراتيجية جديدة" ستحد من قدرة إسرائيل على دخول المجال الجوي السوري. وأثار التدخل الإيراني في سوريا دعما للرئيس بشار الأسد في الحرب المستمرة منذ نحو سبع سنوات، بما في ذلك نشر قوات تدعمها إيران قرب مرتفعات الجولان، قلق إسرائيل التي قالت إنها سترد على أي تهديد.
لكن إسرائيل وسوريا أشارتا إلى إنهما لا تسعيان للتصعيد رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سارع بالتوجه إلى مقر قيادة الجيش في تل أبيب للتشاور. وعبرت روسيا التي بدأت قواتها تدخلا لصالح الأسد في عام 2015 عن قلقها وحثت الجانبين على التحلي بضبط النفس وتجنب التصعيد. وقال دبلوماسي غربي في المنطقة "انطباعي هو أنه سيتم احتواء الأمر في هذه النقطة.. لا أعتقد أن أحدا يرغب في التصعيد".
ز.أ.ب/ح.ع.ح (رويترز، أ ف ب)
أطراف عسكرية متعددة في سوريا.. من هي وما أهدافها؟
تميزت الحرب في سوريا بديناميكية سريعة جداً وكثرة اللاعبين فيها، إن بشكل مباشر أو من وراء الكواليس. ماذا ربح أو خسر أهم الفاعلين العسكرييين بعد قرابة سبع سنوات من الصراع الدامي الذي دخلت فيه جماعات إرهابية على الخط؟
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/A. Al-Bushy
جيش الأسد
خسر الجيش السوري الكثير من مواقعه وقُتل أو انشق الآلاف من جنوده. اليوم تتواجد جيوش وميليشيات تابعة لأكثر من ثمان دول على التراب السوري. بيّد أن جيش الأسد استفاد من الدعمين الروسي والإيراني في استعادة مناطق استراتيجية كان قد خسرها سابقاً كحلب وحمص ودير الزور، مما حدا بعدة أطراف كانت تشترط رحيل الأسد قبل الشروع بأي مفاوضات إلى البدء في تغيير مواقفها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Syrian Presidency
المقاتلون الأكراد
كسب الأكراد الكثير في السنتين المنصرمتين، وبدأ صوتهم بالارتفاع ونفوذهم بالتزايد، إذ سيطروا على مناطق غنية بالنفط في شمال شرق البلاد. كما يشكّلون ركيزة "قوات سوريا الديمقراطية" التي حرّرت الرقة بدعم التحالف الدولي، فضلاً عن إقامتهم "إدارة ذاتية" في مناطق سيطرتهم. بيدَ أن عملية غصن الزيتون التي أطلقها الجيش التركي في عفرين ضد المقاتلين الأكراد، أدت إلى خسارتهم عدة مساحات، فضلاً عن مقتل المئات بينهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Ronahi TV
المعارضة المسلّحة
ظهرت المعارضة المسلّحة السورية في البداية بديلاً محتملاً لنظام الأسد، إذ سيطرت على مساحة شاسعة من سوريا. غير أنها خسرت لاحقا الكثير منها. تعاني المعارضة من التشتت في المواقف الإيديولوجية، فضلاً عن تعدّد الداعمين وتنوّع أهدافهم. مما حدا بالبعض لإطلاق كلمة "معارضات" سورية عليها، كما تعرضت لضربة كبيرة بعد دخول التنظيمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" على الخط واستيلائها أراضٍ كانت تحت سيطرتها.
صورة من: picture alliance/AA/A. Huseyin
الجيش الروسي
قبل أكثر من سنتين بدأ التدخل الجوي الروسي في سوريا. اليوم يتواجد آلاف الجنود الروس في أكثر من قاعدة عسكرية في سوريا، أهمها "قاعدة حميميم". سياسياً استطاعت موسكو فرض نفسها كلاعب سياسي أساسي في المشهد السوري لصالح نظام الأسد؛ فهي عرابة "محادثات أستانا" و"مؤتمر سوتشي" و"مناطق خفض التصعيد" مع كل من تركيا وإيران. كما تدعم تياراً في المعارضة يُدعى "منصة موسكو".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Golovkin
الجيش الأمريكي
تعوّدت واشنطن على تحقيق سريع لرهاناتها العسكرية في الشرق الأوسط كما حدث في العراق وأفغانستان، لكن لم يتكرر الأمر في سوريا؛ فالتحالف الذي قادته ضد "داعش" تأخر كثيراً في تحقيق أهدافه، كما أن تسليحها للمقاتلين الأكراد كان من أسباب توتر علاقتها بأنقرة. الرؤية الأمريكية لمستقبل دورها في سوريا غير واضحة، بيّد أن واشنطن ربحت على الأقل قواعد عسكرية لها داخل البلد..
صورة من: picture alliance/AP Images/M. Rourke
القوات الإيرانية
لم تتخلّ إيران عن حليفها الأسد في سوريا طوال سنوات الحرب، وأبدت تصميماً كبيراً على بقاء النظام، موفرة دعماً عسكرياً ومالياً وغيرها من أشكال الدعم، كما تتوّفر على ميليشيات مسلحة داخل البلد، يقودها قاسم سليماني ممّا أثر بشكل كبير في تطورات الحرب. ويبدو أن طهران حصدت ثمار جهودها، فنفوذها تعاظم داخل سوريا بشكل أثار حفيظة خصومها في المنطقة، خاصة تل أبيب والسعودية.
صورة من: picture alliance / AA
الجيش التركي
دعّم أردوغان المعارضة السورية كثيراً، لكن تداعيات الحرب أرهقت نظامه، إذ لم تتحقق رهاناته في سقوط بشار الأسد، كما عانت تركيا من هجمات نفذها "داعش" بترابها. غير أن القوات التركية تدخلت مؤخراً بقوة في شمال سوريا في إطار عملية "غصن الزيتون" الهادفة لقصم ظهر المقاتلين الأكراد، واستفاد أردوغان في العملية من قلق دولي لم يكن كافياً لثنيه عن الاستمرار، ضامناً بذلك توسيع مناطق تسيطر عليها أنقرة داخل سوريا.
صورة من: Getty Images
حزب الله
أحد أقوى الأطراف الشيعية في سوريا، قدم دعماً غير محدود للنظام السوري وشارك مبكراً في الحرب الدائرة منذ سنوات. أثر تدخل حزب الله العسكري لصالح الأسد سلباً على صورته في العالمين العربي والإسلامي. في المقابل، ساهم في الحفاظ على تحالفٍ استراتيجي مع طهران ودمشق وبشكل أقل موسكو، ممّا أكسبه نفوذاً جغرافياً في سوريا، خاصة مع سيطرته على المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
القوات الفرنسية
دخلت فرنسا في الأزمة السورية بقوة عبر تحرك ديبلوماسي ضد النظام السوري وعسكري ضد "داعش"، لكنها لم تحصد ثماراً كثيرة، فمواقفها ضد الأسد تبدو جد متذبذة، كما أن ضرباتها العسكرية لم تنجح، ليس فقط في إنهاء "داعش"، بل حتى في تجنب هجماته الإرهابية التي تعدّ فرنسا أكثر المتضررين منها خارج الشرق الأوسط، فضلا عن أنها لم تؤثر كثيرا في إنقاذ الوضع الإنساني داخل سوريا رغم ما تعلنه من جهود في ذلك.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
جماعات إرهابية تدخل على الخط
وضع التحالف الدولي الجماعاتَ الإرهابية كهدف رئيسي في استراتيجيته العسكرية بسوريا، وتكبد "داعش" هزائم كبيرة في سوريا كما في العراق، ولاسيما في الرقة (عاصمة "خلافته" المزعومة) لكن خطره لم ينتهِ بعد. كما تراجعت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي فكت ارتباطها مؤخرا بتنظيم القاعدة، لكنها لا تزال في إدلب وقامت مؤخرا بإسقاط مقاتلة روسية، ممّا جعل موسكو أن هدفها حاليا هو القضاء على هذه الجبهة.