نتنياهو يتعهد بالرد على هجوم الحوثيين على مطار بن غوريون
علاء جمعة آف ب رويترز د ب ا
٤ مايو ٢٠٢٥
بعد استهداف مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب بصاروخ يمني، مما أدى إلى تعطيل حركة الطيران تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد الحاسم على الهجوم، فيما يتصاعد التوتر في المنطقة.
وأدى الهجوم الصاروخي إلى توقف مؤقت لحركة الطيران والطرق والقطارات في مطار بن غوريون، الذي يُعد البوابة الجوية الرئيسية لإسرائيلصورة من: Abir Sultan/EPA/AP/POOL/dpa/picture alliance
إعلان
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد (الرابع من مايو/ آيار 2025) بالرد على جماعة الحوثيين المدعومة من إيران بعد إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي استهدف محيط مطار بن غوريون قرب تل أبيب. وأكد نتنياهو في مقطع فيديو عبر تلغرام أن إسرائيل ستواصل استهداف الحوثيين، مشددًا على أن الرد لن يكون محدودا، بل سيشمل "ضربات مستمرة".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد تعهد هو الآخر بالرد، قائلا في بيان مقتضب: "من يضربنا سيتم ضربه بسبعة أضعاف".
وأدى الهجوم الصاروخي إلى توقف مؤقت لحركة الطيران والطرق والقطارات في مطار بن غوريون الذي يُعد البوابة الجوية الرئيسية لإسرائيل. وسُجلت إصابات طفيفة لأربعة أشخاص، بحسب خدمة "نجمة داوود الحمراء" الإسعافية.
كما تسبب الصاروخ، الذي فشلت محاولات اعتراضه، في إحداث حفرة عميقة وتناثر الحطام قرب المطار، مع ظهور سحابة دخان كثيفة أثارت هلع الركاب.
من جهته، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، في بيان مصور، إن الجماعة أطلقت صاروخا باليستيا فرط صوتيا باتجاه المطار، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ الذي سقط في محيط مطار بن غوريون الأحد وتسبب بتوقف حركة الملاحة لفترة قصيرة، أطلق من اليمن.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "في حوالي الساعة 9,18 صباحا، رصدت قوات الدفاع الإسرائيلي إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية"، مضيفا "تمت عدة محاولات لاعتراض الصاروخ وتم تحديد ضربة في منطقة مطار بن غوريون" قرب تل أبيب الساحلية.
تعليق رحلات للمطار
وفي ضوء ذلك أعلنت عدة شركات طيران دولية، بما في ذلك لوفتهانزا الألمانية وإير إنديا وبريتش إيرويز ورايان إير، تعليق رحلاتها إلى المطار حتى أيام متفاوتة من الأسبوع الجاري، فيما وصف مسؤول طيران الهجوم بأنه "الأقرب" إلى المطار منذ بدء التصعيد.
إعلان
وأشار إلى أن الحادث أثار خوفًا غير مسبوق حتى بين العاملين المخضرمين، كما ألغت شركة يونايتد رحلتيها اليوميتين بين نيوارك وتل أبيب، وذلك بعد أن غادرت رحلتان من تل أبيب على متن دلتا ويونايتد بعد نحو 90 دقيقة من الموعد المقرر.
كما أعلنت شركة الخطوط الجوية الإيطالية (إيتا) إنها ألغت رحلاتها من إيطاليا إلى إسرائيل حتى يوم الأربعاء بينما ألغت إير فرانس رحلاتها اليوم الأحد قائلة إنه تم نقل ركابها إلى رحلات غد الاثنين. كما ألغيت رحلات شركة تي.يو.إس من قبرص وإليها حتى غد الاثنين.
في سياق متصل، يواصل الجيش الإسرائيلي تعبئة قوات الاحتياط، حيث أرسل أوامر استدعاء "تساف 8" لعشرات الآلاف من الجنود لدعم العمليات في غزة والضفة الغربية. ومن المقرر أن يعقد المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر اجتماعًا مساء اليوم لمناقشة الرد على الهجوم وتوسيع العمليات العسكرية.
ويواصل الحوثيون استهداف إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة، تعبيرا عن تضامنهم مع الفلسطينيين. وجاء الهجوم على مطار بن غوريون الدولي قبل ساعات من تصويت مرتقب في الحكومة الإسرائيلية على قرار بشأن توسيع القتال في غزة.
تحرير: عماد غانم
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش