قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء (7 يوليو/تموز) إنه مستعد لأن يناقش "على الفور" مستقبل المستوطنات اليهودية إذا دخل الفلسطينيون في محادثات سلام مباشرة مع إسرائيل. وجاء ذلك خلال مقابلة معه في برنامج "لاري كينج لايف" لشبكة تلفزيون (سي.إن.إن). لكن نتانياهو رفض الإجابة بشكل مباشر عندما سُئل هل سيمدد وقفا مدته عشرة أشهر لعمليات البناء الجديدة في المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة إلى ما بعد أيلول/ سبتمبر، حيث أجاب قائلاً إنه حان الوقت لأن يتخلى الفلسطينيون عن الشروط المسبقة للمحادثات المباشرة.

وأُجريت المقابلة التليفزيونية مع نتنياهو بعد يوم من اجتماع لإصلاح العلاقات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض، حيث جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي الدعوة إلى استئناف مفاوضات السلام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكانت الإدارة الأميركية تأمل في أن يمدد نتنياهو مهلة تجميد الأنشطة الاستيطانية البالغة عشرة أشهر والتي تنتهي في أيلول/ سبتمبر، لكن يبدو أن أوباما سلم بواقع أن نتنياهو غير راغب وغير قادر على تمديد هذه المهلة. اللافت أن ائتلاف نتنياهو الحكومي يستند إلى حد كبير على المتشددين الذين يعارضون وضع أي قيود على أنشطة الاستيطان في الضفة الغربية.

انتقادات فلسطينية

وفي لقاء صحفي آخر معه أكد نتنياهو رغبة بلاده في إجراء محادثات مباشرة مع الفلسطينيين، حيث قال في برنامج "صباح الخير يا أمريكا" الذي تذيعه شبكة تلفزيون (إيه.بي.سي) إن إسرائيل مستعدة لاتخاذ خطوات إضافية لتسهيل حركة الفلسطينيين بالضفة الغربية لاستمالة عباس إلي محادثات سلام مباشرة. وأضاف قائلاً "الفكرة هي أننا مستعدون للقيام بذلك. لكن ما نريد أن نراه في النهاية هو شيء واحد: نريد من الرئيس عباس أن يضع يده في يدي.. أن يصافحني.. أن يجلس ويتفاوض على تسوية سلام نهائية بين إسرائيل والفلسطينيين."

لكن الموقف الجديد لنتنياهو لم يلق ترحيباً فلسطينياً، حيث وصف صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، في تصريحات لصحيفة "الأيام" المحلية نشرتها اليوم الخميس دعوة نتنياهو للذهاب الفوري إلى المفاوضات المباشرة بأنها "علاقات عامة". وفي هذا الإطار أضاف عريقات قائلاً: "أن يستمر نتنياهو بالاستيطان وبقضم الأرض المخصصة للدولة الفلسطينية ويتحدث عن استئناف المفاوضات فهذا يدخل في إطار ألاعيب العلاقات العامة". وأعرب عريقات عن الأمل "من الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يلزم نتنياهو بتنفيذ الالتزامات التي على إسرائيل وهي ليست شروط فلسطينية وإنما التزامات من المرحلة الأولى من خارطة الطريق خاصة بوقف الاستيطان واستئناف المحادثات من النقطة التي توقفت عندها". ورداً على ما تردد من اقتراح إسرائيلي بتمديد التجميد المؤقت للاستيطان في الضفة الغربية مقابل موافقة فلسطينية على استئناف المفاوضات المباشرة، قال عريقات: "لا اعرف أن هناك تجميداً مؤقتاً للاستيطان على الأرض حتى يتم الحديث عن تمديد".

(ه ع ا/ د ب ا/ ا ف ب)

مراجعة: عماد مبارك غانم