نتنياهو يعلق المحادثات بشأن الهدنة بغزة "بسبب مطالب حماس"
١٧ فبراير ٢٠٢٤
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليق المحادثات مع حماس بشأن الهدنة على خلفية مطالب الأخيرة، واصفا إياها بمطالب "خيالية". فيما قال رئيس الوزراء القطري إن نسق المفاوضات مؤخرا "لم يكن واعدا جدا".
إعلان
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت (17 شباط/فبراير 2024)، إنه أرسل مفاوضين إلى محادثات الهدنة في القاهرة بناء على طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلا أنهم لم يعودوا لاستكمال محادثات أخرى لأن طلبات حركة حماس "خيالية". وأضاف نتنياهو أن إسرائيل لن تستسلم لما أسماه "الإملاءات الدولية" فيما يتعلق باتفاق مع الفلسطينيين لإقامة دولة، مضيفاً أن الاتفاق لن يتحقق إلا من خلال مفاوضات مباشرة دون وضع شروط مسبقة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن على الجيش الإسرائيلي أن ينفذ عمليته في مدينة رفح التي تضيق بنحو 1,4 مليون فلسطيني في جنوب قطاع غزة، لأن عدم قيامه بذلك يعني "خسارة الحرب" ضد حماس.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وتعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي "القضاء" على حماس، على خلفية هجوم الحركة على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وأكد في مؤتمر صحافي في القدس أن عملية رفح سيتم تنفيذها حتى لو تم التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن الذين لا يزالون في قطاع غزة. وقال نتنياهو: "حتى إذا أنجزنا ذلك، سندخل رفح". وقال نتانياهو "كل من يريد أن يمنعنا من تنفيذ عملية في رفح يقول لنا بالأساس اخسروا الحرب. لن أستسلم لذلك".
وأضاف رئيس الوزراء "إن إسرائيل تحت قيادتي ستواصل معارضتها القوية لأي اعتراف أحادي بدولة فلسطينية". وتابع "بعد المجزرة الرهيبة التي وقعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، لن تكون هناك جائزة للإرهاب أكبر من هذه، وهي ستحول دون أي تسوية سلمية في المستقبل".
وتزامنت تصريحات نتنياهو مع تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب، متّهمين حكومتهم بالتخلي عن رهائن خطفوا في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر وما زالوا محتجزين في غزة.
قلق بين سكان رفح جنوب القطاع
02:10
قطر: محادثات الهدنة "لم تكن واعدة" في الأيام الأخيرة
ومن طرفه، أعلن رئيس الوزراء القطري في ميونيخ أن المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة "لم تكن واعدة جدا" في الأيام الأخيرة. وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر ميونيخ للأمن: "أعتقد أنه يمكننا التوصل إلى اتفاق قريباً جداً. لكن النسق الذي ساد في الأيام القليلة الماضية لم يكن واعدا ًجداً حقاً".
وأضاف متحدثا بالإنكليزية "سنظل دائما متفائلين وسنواصل الضغط". وشدد على أن "الوقت ليس في صالحنا" مع اقتراب شهر رمضان في العاشر من آذار/مارس.
ولم يكشف رئيس الوزراء القطري الكثير من التفاصيل عن المحادثات الشديدة الحساسية، لكنه قال إنه إذا تم التوصل إلى تفاهم يتصل ب"الجانب الإنساني من الاتفاق"، فسيتم الاتفاق على "أرقام" بشأن تبادل الرهائن والأسرى.
كما دعا المسؤول القطري إلى عدم الربط بين هدنة في الحرب وإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس. وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني "هذه هي المعضلة التي وقعنا فيها وللأسف أساءت دول كثيرة استخدامها، ومفادها أنه من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإنه من الضروري التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن. ينبغي ألا يكون ذلك مشروطاً".
وبدوره، قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إنه اجتمع مع رئيس الوزراء القطري. وذكر بيان أصدره مكتب هرتسوغ أنه قال خلال مؤتمر ميونيخ الأمني "اجتمعت مع رئيس الوزراء القطري أمس... كان نقاشاً جيداً. وأعتقد أنه يبذل جهودا كبيرة. بذل جهودا كبيرة ويولي تركيزاً ضخماً لهذه القضية".
وفي سياق ذي صلة، دعا الرئيس الإسرائيلي السبت السعودية إلى تطبيع العلاقات مع بلاده، قائلاً إن ذلك سيمثل "انتصاراً على حماس". وقال هرتسوغ في مؤتمر ميونيخ للأمن إن من بين أهداف هجوم حماس على إسرائيل هو تعطيل المحادثات لإرساء علاقات مع الرياض، مضيفاً "لهذا السبب فإن المضي قدماً مع السعودية سيكون بوضوح انتصاراً على ما فعلته حماس. ولهذا السبب أعتقد حقا أن المضي قدماً نحو التطبيع وبذل كل الجهود التي يمكن بذلها يمثل فرصة تاريخية مهمة للغاية".
ومنصب الرئاسة في إسرائيل شرفي إلى حد كبير وليس له تأثير مباشر في وضع السياسات.
خ.س/ف.ي (أ ف ب، رويترز)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance