لمح رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن يد بلاده طليقة في سوريا بغض النظر عن اتفاق خفض التوتر الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو. وقال إنه أبلغ الدولتين بأن إسرائيل ستواصل التحرك عبر الحدود السورية وفق احتياجاتها الأمنية.
إعلان
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين (13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) إنه أبلغ الولايات المتحدة وروسيا بأن إسرائيل ستواصل التحرك عبر الحدود السورية وفق احتياجاتها الأمنية. يأتي ذلك في وقت تسعى فيه الدولتان لتعزيز وقف لإطلاق النار هناك.
وقال نتنياهو في تصريحات علنية لأعضاء من حزبه ليكود في البرلمان "نسيطر على حدودنا ونحمي بلادنا وسنواصل القيام بذلك". وأضاف "أبلغت أيضا أصدقاءنا، أولا في واشنطن وكذلك أصدقاءنا في موسكو، بأن إسرائيل ستتصرف في سوريا بما في ذلك جنوب سوريا وفقا لفهمنا ووفقا لاحتياجاتنا الأمنية".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكدا يوم السبت أنهما يعززان جهودهما المشتركة لإرساء الاستقرار في سوريا بعد أن خفت حدة الحرب. وتتضمن هذه التحركات توسيع نطاق اتفاق خفض التوتر، الذي تم التوصل إليه في وقت سابق في المثلث الجنوبي الغربي المتاخم لإسرائيل والأردن.
"خطوط حمراء"
وتضغط إسرائيل على الزعيمين لحرمان إيران وجماعة حزب الله اللبنانية وغيرها من الجماعات الشيعية المسلحة من أن يكون لها قواعد دائمة في سوريا وإبقائها بعيدة عن حدود هضبة الجولان. واتفقت تصريحات نتنياهو مع تلك التي أدلى بها أمس الأحد وزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي الذي عبر عن شكوكه في اتفاق خفض التوتر وقال إن إسرائيل حددت "خطوطا حمراء وستتمسك بها بشدة"، دون أن يفصل ماهية هذه الخطوط.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن روسيا وافقت على "العمل مع النظام السوري لسحب القوات المدعومة من إيران إلى مسافة محددة" من حدود هضبة الجولان مع إسرائيل التي احتلت الهضبة في حرب عام 1967. وهو ما أكده مسؤول إسرائيلي قائلا إن الإجراء يهدف لإبقاء الفصائل المتناحرة داخل سوريا بعيدة عن بعضها وسيبقي أيضا قوات مرتبطة بإيران على مسافات متفاوتة من الجولان.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه إنه نظرا لحساسية القضية، فإن المسافات ستتراوح من خمسة إلى سبعة كيلومترات على أقل تقدير إلى ما يصل إلى نحو 30 كيلومترا اعتمادا على المواقع الحالية للمعارضة على الجولان السورية.
ويشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه نفذ نحو 100 ضربة في سوريا استهدفت مستودعات أسلحة يشتبه أنها تتبع حزب الله أو إيران. كما جاء بعضها ردا على قصف من الشطر الذي تسيطر عليه سوريا من هضبة الجولان.
أ.ح/ح.ع.ح (رويترز)
في صور- المواقع السورية التي استهدفتها الضربة الأمريكية بالصواريخ
نفذ الجيش الأمريكي بأوامر من الرئيس ترامب ضربة جوية بصواريخ توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري السوري "المرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري ردا على الهجوم الأخير الذي يرجح أنه كيماوي في خان شيخون.
صورة من: picture-alliance/dpa/ria novosti/M. Voskresenskiy
قال مسؤول في البيت الأبيض إن 59 صاروخا موجها من طراز توماهوك أطلقت ليلة اليوم الجمعة (السابع من نيسان/أبريل 2017) واستهدفت مطار الشعيرات العسكري قرب حمص. المطار"مرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري.
صورة من: Reuters/Robert S. Price/Courtesy U.S. Navy
أطلقت الصواريخ الموجهة من سفينتي "يو أي أس بورتر" و "يو أس أس روس" المتمركزتان في شرق البحر الأبيض المتوسط. وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها الولايات المتحدة قوات النظام السوري منذ اندلاع الحرب في البلد. وكانت الضربات السابقة للولايات المتحدة في سوريا تستهدف فقط تنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/US Navy/F. Williams
قتل أربعة عسكريين بينهم ضابط برتبة عميد ولحق دمار "شبه كامل" بقاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سوريا بعد الضربة الأميركية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مطار الشعيرات الذي يعد ثاني أكبر مطار عسكري في سوريا، يضم "طائرات سوخوي 22 وسوخوي 24 وميغ 23"، لافتا إلى ان "المطار أقلعت منه طائرة السوخوي التي قصفت خان شيخون".
صورة من: 2017 Google Maps
في خطابه الموجه للأمة قال الرئيس ترامب :" شن الديكتاتور السوري بشار الأسد هجوما مروعا بأسلحة كيميائية على مدنيين أبرياء... الليلة أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سوريا على المطار الذي شن منه الهجوم الكيميائي. إن من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية القاتلة".
صورة من: Reuters/C. Barria
وأتت الضربة العسكرية الأميركية بعيد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مشروع قرار ردا على "الهجوم الكيميائي" في خان شيخون. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي في اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا "عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي... فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا".
صورة من: Reuters/S. Stapelton
وكان هجوم يرجح أنه كيماوي قد استهدف يوم الثلاثاء الماضي (الرابع من نيسان/أبريل 2017) مدينة خان شيخون في محافظة إدلب شمال غرب سوريا الواقعة بالكامل تحت سيطرة فصائل معارضة. وأودى الهجوم بحياة 86 شخصا بينهم 30 طفلا. ونفت الحكومة السورية قصفها بمواد "كيميائية". وأكدت دمشق وحليفتها موسكو أن الطيران الحربي السوري استهدف صباح الثلاثاء مستودعا للفصائل المعارضة يحتوي "مواد سامة".
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
بقايا طائرة حربية سورية في قاعة الشعيرات بعد أن احترقت جراء الضربة الأمريكية بصاروخ أطلق من البحر المتوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Voskresenskiy
تحديد الهدف من الجو لمخابئ الطائرات في قاعدة الشعيرات في سوريا
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
اجزاء من طائرة سورية دمرت تماما بعد سقوط الصواريخ الأمريكية على قاعدة الشعيرات الليلة الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Voskresenskiy