نتيجة الاحتباس الحراري.. الإزهار المبكر يهدد الحيوانات!
٤ فبراير ٢٠٢٢
الأعشاب من بين النباتات الأسرع تكيفاً مع درجات الحرارة المتزايدة، إذ باتت تزهر قبل موعدها بشهر، لكن هذا الإزهار المبكر شتاءً يمكن أن يجعلها عرضة للتلف بالصقيع ما يعطل السلسلة الغذائية للحيوانات والطيور.
إعلان
موت الحشرات - نباتات بلا مساعدات التلقيح
03:39
حذر علماء من المملكة المتحدة من أن ارتفاع درجات الحرارة بات يتسبب في إزهار بعض النباتات قبل شهر تقريباً من موعدها الطبيعي، مما يهدد بخطر حدوث أضرار بسبب الصقيع وبالتالي تعطيل دورات تغذية الحيوانات والطيور.
ورصدت دراسة أجراها باحثون في جامعة كامبريدج البريطانية تسجيل أكثر من 400 ألف حالة إزهار لـ 406 أنواع من الأشجار والشجيرات والأعشاب والنباتات المتسلقة في جميع أنحاء المملكة المتحدة. ووجد الباحثون أن متوسط تاريخ التزهير الأول بين عامي 1987 و2019 هو 30 يوماً قبل متوسطه في الفترة بين 1753 و1986.
وقام الباحثون بالاحتفاظ بالأنواع المزهرة في قاعدة بيانات تسمى "تقويم الطبيعة"، تحتوي على ملاحظات العلماء وعلماء الطبيعة والبستانيين الهواة والمحترفين منذ أكثر من مئتي عام.
في هذا السياق وصف الأستاذ أولف بونتغين الذي قاد الفريق البحثي، النتائج بـ "مثيرة للقلق حقاً" بسبب التهديدات البيئية التي يشكلها الإزهار المبكر.
ويضيف بونتغين أن الطقس الربيعي في المملكة المتحدة يمكن أن يصبح أكثر شيوعاً في فبراير/ شباط، إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع عالمياً بالمعدل الحالي. ويمكن أن يكون لهذا التغيير السريع في الدورة الطبيعية للإزهار تأثير كبير على الغابات والمزارع والحدائق.
مخاطر إزهار النبات المبكر؟
وقالت الدراسة إنه يمكن أن يؤدي الصقيع المتأخر إلى قتل أو إتلاف النبات الذي يزهر مبكراً. لكن على الرغم من ذلك أكد الباحثون أن التهديد الأكبر ينعكس على الحياة البرية كالطيور والحشرات التي طورت مراحل تأقلمها تزامناً مع إزهار النباتات وحملها للثمار التي تعتمد عليها الطيور والحشرات للبقاء على قيد الحياة. وإذا ما تعطلت دورة النبات هذه، فإن النتيجة ستؤدي إلى ما وصفوه بـ "عدم تطابق بيئي".
الوصايا الخمس للتصدي للتغير المناخي
02:08
This browser does not support the video element.
وقال بونتغين في بيان صحفي: "إذا أزهرت نبتة ما، فإنها تجتذب نوعاً معينا من الحشرات، تجذب هي الأخرى نوعاً ما من الطيور وهلم جرا". ويضيف المسؤول عن الدراسة مستطرداً: "ولكن إذا كان أحد المكونات يستجيب بشكل أسرع من المكونات الأخرى من هذه الحلقة، فهناك ثمة خطر من أنها ستخرج عن هذا التناغم، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار الأنواع إذا لم تستطع التكيف بالسرعة الكافية".
وبحسب الدراسة فقد تم العثور على أكبر تحول إلى الإزهار المبكر، بمعدل 32 يوماً، في الأعشاب القادرة على الخضوع للتكيف الجيني السريع. الأمر الذي وصفه بونتغين بـ "التغير الهائل".
ويوضح المسؤول عن الدراسة أن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات من أجل لدراسة آثار الإزهار المبكر على النظام البيئي الأوسع نطاقاً.
يُذكر أن الأمم المتحدة كانت قد كشفت في يناير/ كانون الثاني الماضي أن السنوات السبع الماضية كانت الأكثر سخونة على الإطلاق عالمياً، إذ بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية في 2021 حوالي 1.11 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعة.
ع.غ/ أ.ح (DW)
ظروف مناخية مميتة حول العالم.. هل خرجت أزمة المناخ عن السيطرة؟
على مدار الأسابيع الماضية، انتشرت صورا تظهر حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية جراء الطقس المدمر الذي ضرب العديد من دول العالم من ألمانيا إلى كندا ووصولا إلى الصين.. فهل خرجت "أزمة المناخ" عن السيطرة؟
صورة من: Noah Berger/AP Photo/picture alliance
فيضانات عارمة في أوروبا
خلفت الفيضانات غير المسبوقة في أوروبا دمارا كبيرا في بلدان غرب القارة فضلا عن مقتل ما لا يقل عن 209 أشخاص في ألمانيا وبلجيكا. وجاءت الفيضانات نتيجة هطول أمطار استمر لنحو يومين بما يعادل مقدار هطول أمطار لنحو شهرين. وخلال ساعات امتلأت الممرات المائية الضيقة لتتدفق مياه الفيضانات هادرة وتدمر في طريقها الكثير من المباني قديمة، فيما تقدر تكلفة إعادة بناء البنية التحتية المدمرة بمليارات اليورو.
صورة من: Thomas Lohnes/Getty Images
مواسم أمطار شديدة
تضررت مناطق كثيرة في الصين والهند جراء فيضانات قياسية فاقت قدرة السدود والمصارف وأغرقت شبكة مترو الأنفاق في تشنغتشو بوسط الصين. وأسفرت الفيضانات عن مقتل العشرات فيما كان مقدار تساقط الأمطار أكثر من معدلاتها الحالية. وتوقع علماء أن ظاهرة التغير المناخي ستزيد من خطر الأمطار والفيضانات إذ أنها تتسبب في زيادة معدل دفء الغلاف الجوي ليحتفظ بمزيد من الرطوبة ما يؤدي إلى زيادة عزارة الأمطار.
صورة من: AFP/Getty Images
موجات حرارة غير مسبوقة في كندا وأمريكا
باتت موجات الحر غير المسبوقة أمرا شائعا في عدد من ولايات أمريكا كواشنطن وأوريغون وكذلك مقاطعة "بريتيش كولومبيا" الكندية أواخر يونيو/ حزيران. وتسببت المستويات القياسية من الحرارة الناجمة عن "قبة حرارية" نادرة القوة حيث حُبس الهواء الساخن لأيام، في وفاة المئات. سجلت قرية ليتون الكندية درجة حرارة بلغت 49.6 درجة مئوية هي الأعلى على الإطلاق على مستوى البلاد.
صورة من: Ted S. Warren/AP/picture alliance
عواصف رعدية.. والسبب حرائق الغابات
انتهت موجة الحرارة في جنوبي ولاية أوريغون الأمريكية، لكن الظروف الجافة التي خلفتها زادت من خطر اندلاع موسم هو الأسوأ من مواسم حرائق الغابات في تلك المنطقة. وأدى حريق "أوريغون بوتليج" إلى إحراق مساحة تقترب من مساحة مدينة لوس أنجلوس في غضون أسبوعين ليصل الدخان إلى نيويورك. ووفقا لدراسة حديثة فإن هذا الطقس السيء كان من المستحيل حدوثه بشكل عملي لولا ظاهرة التغير المناخي الناجمة عن الأنشطة البشرية.
صورة من: National Wildfire Coordinating Group/Inciweb/ZUMA Wire/picture alliance
غابات الأمازون .. مصير مجهول
تعاني مناطق وسط البرازيل من أسوأ موسم جفاف منذ 100 عام، ما ضاعف من مخاطر حرائق الغابات وأيضا إزالة أشجار ونباتات غابات الأمازون المطيرة بوتيرة أكبر. وقال باحثون مؤخراً إن مساحات كبيرة من الغابات تحولت من امتصاص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المسببة لظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض المعروفة باسم "الاحتباس الحراري" لتصبح مصدرا لهذه الانبعاثات، ولتقترب غابات الأمازون بدورها من نقطة تحول كبيرة.
صورة من: Andre Penner/AP Photo/picture alliance
"على شفا الموت جوعا"
بعد سنوات من الجفاف الحاد يعاني قرابة 1.14 مليون شخص في مدغشقر من انعدام الأمن الغذائي إذ يضطر كثيرون إلى أكل الصبار وأوراق الأشجار وحتى الجراد في وضع يرقى إلى المجاعة. ويقول العلماء إن الوضع المتردي في مدغشقر يشكل أول مجاعة في التاريخ الحديث يكون سببها الرئيسي ظاهرة "التغير المناخي"، إذ لا يعود سبب هذه المجاعة إلى كوارث طبيعية أو صراع سياسي أو حتى تدمير المحاصيل جراء الجفاف.
صورة من: Laetitia Bezain/AP photo/picture alliance
نازحون بسبب المناخ
وصل عدد النازحين جراء الصراعات والكوارث الطبيعية في 2020 إلى أعلى معدل له في عشر سنوات إذ بلغ رقما قياسيا تجاوز عتبة 55 مليون شخص فروا إلى أماكن أخرى في بلادهم. كذلك اضطر قرابة 26 مليون شخص إلى عبور حدود بلادهم واللجوء إلى دول أخرى. ووفقا لتقرير نشرته منظمات تعنى بشؤون اللاجئين في مايو/ أيار، فإن ثلاثة أرباع من اضطروا إلى النزوح في بلادهم كانوا ضحايا الظروف المناخية القاسية. مارتن كويبلر/ م.ع