1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نجاح باهر للمونديال على الصعيد الاجتماعي

مصلح حسين٢٩ يونيو ٢٠٠٦

تخيم أجواء كأس العالم على كافة مرافق الحياة في ألمانيا حيث تسود موجة من الفرحة والفخر بانتصارات المنتخب الألماني تنبئ بإحياء اعتزاز الألمان بانتمائهم الوطني وبولادة وطنية تجمع ولا تفرق بعد كبت استمر أكثر من ستة عقود

حفلات المونديال تخيم على العاصمة برلينصورة من: picture-alliance/ dpa

لا تنشر الصحافة العالمية وقائع المباريات المختلفة في معرض تغطيتها لأحداث المونديال فحسب، بل تتعدى ذلك بكثير لتنشر أيضا تقارير حول مواضيع متنوعة تتناول كل جوانب وفعاليات المونديال. ففي مقال لها عن مدى التزام الألمان بالقانون واحترامهم له أشارت صحيفة أسبانية على سبيل المثال إلى قيام الشرطة الألمانية بتقديم مكان للنوم لأحد عشاق الكرة المكسيكيين الذي لم يتمكن من العثور على مكان للمبيت في فندق ما. ونوهت صحيفة أسبانية أخرى بإعجاب إلى مدى التزام الشباب بالقوانين الألمانية المتعلقة بتجنب إزعاج الغير وقيامهم بالتوقف عن العزف والرقص والغناء بحلول الساعة الحادية عشر ليلا كما تنص القوانين الألمانية.

كما تنشر الصحافة العالمية تقارير مفصلة حول كل ما يتعلق ببطولة كأس العالم من احتفالات ولقاءات اجتماعية وفنية. فها هى صحافية أرجنتينية تنشر مقالا تحت عنوان "العاصمة برلين تعيش حفلة مميزة والشعب الألماني عاد له إيمانه من جديد." وهي تصف في المقال الأعداد الهائلة من الناس في شوارع العاصمة الألمانية التي تتابع وتحتفل بوقائع المونديال، مدركة مكانتها كبلد مضيف وموفية بذلك كل الإيفاء، بعد أن أعاد لها يورغن كلينسمان ثقتها واعتدادها هبنفسها.

المونديال يعيد للألمان وطنيتهم

الأعلام الألمانية تلوح في كل مكانصورة من: AP

لكن وبغض النظر عن هذه الموضوعات المسلية التي تتطرق لها الصحافة العالمية في تقاريرها، فإن هنالك موضوعات أخرى جدية يتم مناقشتها في الصحافة الألمانية والدولية، فاعتزاز الألمان بقوميتهم "لم تعد ممنوعة" كما تكتب الصحيفة المكسيكية "إلأونيفيرسال". فبعد أن دام تحفظ الألمان من إظهار وطنيتهم بهذا الشكل لمدة 61 سنة، تأتي بطولة كأس العالم لكرة القدم لتنهي هذه الحقبة. كما تورد الصحيفة المكسيكية أن العالم يشعر "لأول مرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بفخر الألمان بانتمائهم القومي، الذي كبته الألمان أنفسهم عقودا عديدة من الزمن بحكم تاريخهم المظلم." فالأعلام الألمانية تلوح في كل مكان، على السيارات والشرفات والمحلات التجارية والمطاعم والمقاهي. وألمانيا "ترتدي زيا جديدا باللون الأسود والأحمر والذهبي بفضل بطولة كأس العالم لكرة القدم." كما تقتصر هذه المظاهر على المدن الألمانية الكبرى فحسب، بل إن الأعلام الألمانية تلوح في كل صوب وجانب في ألمانيا. كما لا يتردد الألمان عن تشجيع فريقهم والهتاف باسم بلدهم، بل على العكس فإن أصواتهم تعلوا أكثر فأكثر بعد كل فوز.

"ألمانيا ـ موطن الإبداع"

المستشارة الألمانية تشجع الفريق الألمانيصورة من: picture-alliance/ dpa

ومن جانبها تأثرت السفارات الألمانية في شتى أنحاء المعمورة والوزارات في العاصمة برلين بالأجواء الرائعة المرافقة لبطولة كأس العالم حيث علقت ملصقات داخل بناياتها تحمل شعار الوزارات نفسها وشعار بطولة كأس العالم وشعار مبادرة الحكومة الألمانية التي تحمل اسم "ألمانيا ـ موطن الإبداع"، علاوة على ملصقات أخرى لصور لاعبي المنتخب الألماني وصور لمشجعي كرة القدم. وغلى جانب ذلك تنظم الحكومة الألمانية معرضا إضافيا خاصا مفتوح أمام الجمهور تحت عنوان "أحد عشر صديقا". ويظهر المعرض، كما يقول الاسم، أحد عشر تمثالا من البرونز تمثل أقدام أحد عشر نجما من نجوم كرة القدم الألمانية وهم فريتس فالتر وأوتمر فالتر وهورست إيكيل وهانس شيفر وأوفي زيلر وفرانتس بيكينباور وفولفغانغ أوفيرات وغونتر نيتسر وبيرتي فوغتس وجيرد مولر ولاسيما أيدى حارس المرمى الشهير زيب ماير.

الإنجليز وأعمال الشغب

الشرطة تعتقل أحد المشاغبين الإنجليز في شتوتغارتصورة من: AP

قدم قرابة 60000 مشجع إنجليزي إلى مدينة شتوتغارت من أجل تشجيع منتخبهم. الشرطة في المدينة تأمل أن تبقى الأجواء هادئة بعد المباراة لأنها تعلم أن للإنجليز سمعة سيئة بالقيام بأعمال شعب ما بعد المباريات. وهذا ما أثبته الإنجليز قبل أمس في مدينة شتوتغارت بعد مباراتهم ضد الإكوادور، رغم أن الفوز كان من نصيبهم. وبعد فوز ألمانيا على السويد أخذت الطاولات والكراسي والزجاجات أمام أحد المقاهي تطير يمينا وشمالا، ما أسفر عن جرح خمسة من المارة. وإثر ذلك قامت الشرطة بتطويق المشاغبين واعتقلت 375 إنجليزيا وثلاثة من الألمان، غير أنها أفرجت بعد ذلك بقليل عن كافة الإنجليز عدا عن ثلاثة. ويقول رئيس شرطة مدينة شتوتغارت زيغريد شتومبف معقبا على ذلك: "لم يسبق لنا وأن رأينا هنا مواجهة بهذا الحجم." ومن الجدير بالذكر أن أكثر من 1900 شرطي ألماني وأربعة زملاء إنجليز لهم يهتمون بالحفاظ على الأمن خلال المونديال في مدينة شتوتغارت.

احتفالات لا تنتهي

مشجعون برازيليون وألمان يحتلفون في برلينصورة من: AP

لا تقام الحفلات الخاصة ببطولة كأس العالم في المدن الألمانية الكبيرة التي تجرى فيها المباريات، بل في شتى المدن الألمانية الأخرى وخاصة بعد تأهل المنتخب الألماني إلى الدور الثاني. ففي كل مدينة أو حتى قرية ألمانية نجد أعدادا هائلة من جماهير الكرة يتابعون مباريات كرة القدم على شاشات عرض كبيرة في مراكز المدن ليجعلوا الليل نهارا بعد انتهاء المباراة محتفلين بفوز الفريق الألماني. كما تغص شوارع المدن الألمانية بالسيارات التي تحمل العلم الألماني وتجوب المدينة يمينا وشمالا لتعلن عن فوز فريقها، وتسيطر هتافات عشاق كرة القدم والأهازيج والأغاني على مراكز المدن المختلفة. وكلما أحرز الفريق الألماني فوزا، علت هذه الأصوات وزاد الأمل والتفاؤل لدى المشجعين الألمان في تأهل الفريق الألماني إلى المباراة النهائية وحصوله على البطولة، حيث يهتفون كل مرة. "برلين، برلين، سنسافر إلى برلين"، تعبيرا عن أمنيتهم في وصول المنتخب الألماني إلى المباراة النهائية التي تقام في برلين. وفي هذا السياق يعرب ماتياس زامر، لاعب المنتخب السابق والمدير الرياضي الحالي لاتحاد كرة القدم الألماني، عن تفاؤله بهذا الخصوص ويقول أنه "لا داعي للقلق بشأن مباراة ألمانيا ضد الأرجنتين، حيث أن لدى كل من الفريقين الألماني والأرجنتيني فرصة متساوية في الفوز. وإذا ما تغلبنا على الأرجنتين فإننا سنحصل ولا شك على البطولة."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW