نجل خاشقجي "يثق" في قضاء السعودية وخطيبته تبحث عن الحقيقة
١ أكتوبر ٢٠١٩
عشية الذكرى الأولى لمقتل الصحفي جمال خاشقجي، نشر نجله تغريدة على توتير قال فيها إنه "يثق" في القضاء السعودي، في حين شددت خطيبته للوكالة الألمانية على مواصلة "الكفاح من أجل الحقيقة".
إعلان
دافع صلاح خاشقجي، نجل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الثلاثاء عن السلطات في المملكة العربية السعودية، وذلك عشية الذكرى السنوية الأولى لمقتل والده في قنصلية بلاده في إسطنبول، رافضا محاولات "استغلال" القضية "للنيل" من السعودية.
وقتل خاشقجي في الثاني من تشرين الأول / أكتوبر 2018 على أيدي سعوديين قدموا خصيصا من السعودية الى تركيا لتنفيذ الجريمة البشعة التي قاموا بعدها، وفق ما توصل له المحققون اعتمادا لأشرطة مصورة لمسرح الجريمة، بتقطيع أوصاله للتخلص من الجثة.
وتحاكم السعودية 11 شخصا على خلفية الجريمة، يواجه خمسة منهم احتمال إصدار عقوبة الإعدام في حقهم.
وكتب صلاح خاشقجي على حسابه على "تويتر"، "لدي مطلق الثقة في قضاء المملكة، في تحقيق العدالة كاملة بمرتكبي الجريمة النكراء، وسأكون كما كان جمال خاشقجي مخلصا لله ثم للوطن وقيادته".
وتابع "عام مضى على رحيل والدي الغالي سعى خلاله خصوم الوطن وأعداؤه في الشرق والغرب، لاستغلال قضيته يرحمه الله للنيل من وطني وقيادتي"، مضيفا "لم يقبل والدي في حياته أي إساءة أو محاولة للنيل منهما، ولن أقبل أن تستغل ذكراه وقضيته لتحقيق ذلك بعد رحيله".
وكان خاشقجي يكتب مقالات ناقدة لسياسة بلاده في صحيفة "واشنطن بوست". ووفق وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، إلى جانب المحققة المستقلة التابعة للأمم المتحدة، فهناك "صلة" لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالجريمة، وهو ما نفته المملكة. كما أن ولي العهد محمد بن سلمان صرح مؤخرا في حوار مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية نفى أن يكون قد أصدر أوامرا بقتل خاشقجي، لكنه قال في الوقت نفسه "إنه يتحمل المسؤولية الكاملة كقائد في المملكة العربية السعودية".
يذكر أن صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قد ذكرت في نيسان / أبريل الماضي أن أبناء خاشقجي تسلّموا منازل بملايين الدولارات كتعويضات ويتقاضون شهريًا آلاف الدولارات من السلطات السعوديّة. وأشارت إلى أنّ تلك المنازل تقع في جدّة في غرب السعوديّة، في مجمّع سكني واحد، وتبلغ قيمة كلّ منها أربعة ملايين دولار. غير أن عائلة الصحافي تنفي وجود أي "تسوية" مع السلطات السعودية.
في المقابل وخارج السعودية، أدلت خطيبة الصحفي المقتول خديجة جنكيز، بحوار لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، قالت فيه "إن جمال، كفرد، ربما لم يكن حتى يمثل تهديدا كبيرا بالنسبة لهم. ورغم أنه وجه انتقادات لأمور في (السعودية)، فقد كان يعد ممثلا رائعا لبلاده". وتابعت: "جريمة قتله جعلت منه رمزا".
وتقول جنكيز: "لقد اختلف مع ولي العهد (السعودي الأمير محمد بن سلمان) ومع السعوديين كمملكة... وأزاحوه، ربما لأنه كان يمثل تهديدا"، كما أضافت: "ورغم هذا، هم يواجهون الآن مشاكل أكبر بكثير، وسيدفعون ثمن هذا".
وفي معرض رد جنكيز على سؤال بشأن ولي العهد السعودي، قالت: "ما أريد منه أن يقول هو: لماذا قُتِلَ جمال. أريد أن أعرف أين جثته. سأواصل الكفاح من أجل الحصول على إجابات لهذه الأسئلة".
ومن المقرر أن تتجه جنكيز والعديد من أصدقاء خاشقجي للوقوف أمام مبنى القنصلية غدا الأربعاء لإحياء الذكرى الأولى لمقتل الصحفي الراحل.
و.ب/ ح.ز (د ب أ، أ ف ب)
تحسن طفيف في سجل عربي قاتم لحقوق الإنسان في عام 2018
كشف تقرير منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان لعام 2018، عن اتساع نطاق أزمة حقوق الإنسان في مصر والسعودية وسوريا وليبيا والعراق واليمن، بيد أنه حصل تقدم طفيف في تونس ولبنان.
صورة من: Getty Images/AFP/Stringer
مصر
كشف تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2018، عن تراجع حقوق الإنسان في مصر، حيث قبضت السلطات على عدد من المعارضين والمنتقدين والمدونين الساخرين، ونشطاء حقوق الإنسان، بالإضافة إلى عدد من الصحفيين ومرشحي الرئاسة، وضحايا التحرش الجنسي. وتعرضت منظمات المجتمع المدني لقيود ومضايقات. وقبضت السلطات بشكل تعسفي على ما لا يقل عن 113 شخصا دون سبب لتعبيرهم سلميا عن آراء انتقادية.
صورة من: Imago/ZUMA Press
السعودية
لجأت السعودية حسب التقرير إلى استخدام "القوة المميتة، وغير ذلك من أشكال العنف لقمع المعارضة"، وعدت المنظمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مثالا ساطعا على غياب المحاسبة. وأشار التقرير إلى تعرض أقليات دينية لاضطهاد من جانب الدولة، إضافة إلى تعرض عدد من منتقدي الحكومة والأكاديميين ورجال الدين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمرأة للمضايقة والاعتقال والمحاكمة على أيدي السلطات.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
تونس ولبنان
شهد عام 2018، كما عام 2017، تطورات إيجابية محدودة في على المستوى التشريعي والمؤسساتي، فيما يتعلق بحقوق المرأة في تونس ولبنان. ورغم بعض الأحكام القضائية التي حكمت ضد تجريم العلاقات الجنسية بين أفراد من الجنس نفسه، إلا أن السلطات في هاتين الدولتين اعتقلت وحاكمت أشخاصاً بسبب ميولهم الجنسية الفعلية أو المفترضة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Dridi
سوريا
استمرت أطراف النزاع المسلح في "ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني، بما فيها جرائم الحرب، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بمنأى عن العقاب"، حسب التقرير. ونفذت قوات النظام والحليفة "هجمات عشوائية وهجمات مباشرة ضد المدنيين والأعيان المدنية باستخدام عمليات القصف الجوي والمدفعي، بما في ذلك باستخدام الأسلحة المحظورة دوليا، مما أسفر عن قتل وجرح المئات".
صورة من: AFP/F. Senna
العراق
قتلت قوات الأمن في مدينة البصرة ما يزيد عن 10 متظاهرين وأصابت مئات آخرين، عندما أطلقت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لتفريق سلسلة من المظاهرات المطالبة بفرص عمل، وبتحسين الخدمات العامة، حسب التقرير. وقدرت الأمم المتحدة أن 939 شخصا قد قتلوا نتيجة أعمال الإرهاب والعنف المسلح في عام 2018، وقُتلت بالرصاص ما لا يقل عن أربع نساء، بينهن ناشطة في حقوق الإنسان في عمليات قتل مستهدفة.
صورة من: picture-alliance/AA/H. El Esedi
اليمن
ذكرت منظمة العفو أن جميع أطراف النزاع المستمر في اليمن قد ارتكبت جرائم حرب وانتهاكات جسيمة أخرى للقانون الدولي. فقد قصفت قوات الحوثيين أحياء سكنية بلا تمييز وأطلقت صواريخ بطريقة عشوائية على السعودية. واستمر التحالف الذي تقوده السعودية، والذي يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في قصف البنية الأساسية المدنية وشن هجمات بدون تمييز مما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين.
صورة من: picture alliance/AP Photo/H. Mohammed
ليبيا
استمرت المليشيات والجماعات المسلحة وقوات الأمن في ارتكاب جرائم يشملها القانون الدولي، وانتهاكات وخروقات فادحة لحقوق الإنسان، ومن بينها جرائم حرب. وأدت الصدامات بين المليشيات المتناحرة إلى ارتفاع أعداد المصابين من المدنيين. واحتجز الآلاف لأجل غير مسمى دون أي إجراءات قضائية عقب القبض عليهم بصورة تعسفية. وانتشر التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة على نطاق واسع في سجون البلاد، حسب التقرير.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Izgi
الجزائر
فيما أشار تقرير منظمة العفو الدولية إلى أن السلطات في الجزائر قيدت الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكون الجمعيات والانضمام إليها، وشمل ذلك التقييد التوقيف والاعتقال التعسفي للصحفيين والنشطاء باستخدام نصوص قاسية من قانون العقوبات. وفرضت السلطات كذلك حظرا بحكم الأمر الواقع على التظاهرات في العاصمة، واستخدمت في بعض الأحيان القوة المفرطة لتفريق التظاهرات السلمية في البلاد. الكاتب: سامي آغاء