منذ بداية الموسم وأحوال برشلونة لا تبشر باستعادة النادي الإسباني قريباً لهيبته. خسارته الثانية وعلى أرضه في الـ"كلاسيكو" تظهر جلّيا أن الأمر لا يتعلق فقط برحيل ميسي، حتى وإن كان الأخير الأفضل في العالم ست مرات.
إعلان
كان فوز الأحد (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2021) الرابع توالياً للغريم ريال مدريد بهدفين مقابل هدف في موقعة الكلاسيكو، وذلك في سيناريو لم يحصل منذ 56 عاماً. هزيمة تقلب المواجع على برشلونة، لأنها أثبتت أن المسألة لا تتعلق بلاعب حتى وإن كان بحجم ليونيل ميسي، وذلك لأن النجم الأرجنتيني كان متواجداً مع الفريق في خساراته الثلاث الماضية قبل أن يغادر باتجاه النادي الباريسي.
هناك أشياء تستحق الإشادة في الأداء الذي قدمه برشلونة في موقعته الأخيرة أمام الريال، وهي تمسكه بفلسفة الاستحواذ على الكرة، وإصراره على أن يكون الأكثر تسديداً على المرمى.
نقطة إضافية تحسب للبارسا تكمن في كفاحه الصلب وأداءه الجيد ضمن إمكانياته المتوفرة، وهذا ما أشار إليه لاعبه سيرجيو بوسكيتس عن حقٍّ حين قائل لقد "واصلنا السيطرة على الكرة لكن كان من الصعب علينا خلق فرص واضحة". وتابع "لقد سجلوا هذا الهدف في الشوط الأول واستندوا إليه. كان أمراً مؤسفاً لأننا حاولنا لكن الأمور لم تسير كما أردنا".
معاناة أمام الفرق الكبيرة
في المقابل، كان ريال مدريد الأكثر خطورة على مرمى منافسه والأكثر صلابة والأكثر اجتهاداً في اتباع خطة أوضح رسمها مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي. الوصفة سرّها يكمن في الهجوم المضاد الذي جاء منه الهدفين، ناهيك عن خلق المزيد من الفرص. ولو لم يقلص البديل الأرجنتيني سيرخيو أغويرو الفارق لصالح برشلونة في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع، لكانت نتيجة فوز الريال هدفين نظيفين، كما كانت النتيجة التي فاز بها جاره أتلتيكو على النادي الكاتالوني في ملعبه "واندا متروبوليتانو" قبل فترة التوقف الدولية، في أحد أكثر انتصاراته المقنعة على برشلونة منذ أعوام طويلة.
بدأ يظهر جليا أن البارسا بات يعاني أمام الفرق الكبيرة، إذ ومنذ تولى المدرب كومان المنصب، لعب فريقه ست مباريات ضد أتلتيكو وريال فخسر في خمسٍ منها وتعادل في واحدة. وأمام سان جرمان في الدور الثاني لدوري الأبطال الموسم الماضي، خسر برشلونة 2-5 في مجموع المباراتين، ثم خسر هذا الموسم بنتيجة واحدة صفر-3 أمام بايرن ميونيخ الألماني وبنفيكا البرتغالي في دور المجموعات.
ومنذ فوزه على المتصدر الحالي للدوري المحلي ريال سوسييداد في المرحلة الأولى، جاءت انتصارات برشلونة الأربعة على أرضه ضد فرق أقلِّ مستوى بكثير بدء بخيتافي وليفانتي وصولا إلى فالنسيا ودينامو كييف الأوكراني (في دوري الأبطال).
تراجع على مستوى الليغا
حاليا، يبدو كلُّ من ريال وأتلتيكو وسوسييداد وإشبيلية أقوى من برشلونة. التفسير الذي أدلى به المسؤول الفني للنادي رامون بلانيس ذهب إلى أن الفريق اليوم لم يعد يمتلك "لاعبين يتمتعون بالجودة والقوّة اللتين كانتا لدينا سابقاً. هذا فريق في طور إعادة البناء".
مفهوم جدّا أن بديلا ملائما للاعب مثل ميسي أو الفرنسي أنطوان غريزمان الذي عاد هذا الموسم الى فريقه السابق أتلتيكو، أو الأوروغوياني لويس سواريس الذي انضم الى أتلتيكو الصيف قبل الماضي وساهم في قيادته الى لقبه الأول في الدوري منذ 2014، لن يتم الحصول عليه في يوم وليلة.
لكن أثناء عملية إعادة البناء، لا يمكن لبرشلونة تحمّل الانجراف بعيداً لأن العواقب المالية لفشل التأهل الى دوري أبطال أوروبا ستكون وخيمة جداً وستزيد من حجم الأزمة الاقتصادية التي يعانيها راهناً.
كما لا ينبغي أن تصل الأمور إلى هذا الحد، فأمام برشلونة مباريات في المتناول، على الأقل على الورق، وذلك ضد رايو فايكانو، ألافيس، سلتا فيغو وجاره إسبانيول في الدوري المحلي، لأن ذلك سيمنحه فرصة إعادة نفسه لدائرة الصراع في حال نجح في استثمارها.
لا وقت للتراخي
ويجب القول أيضا إن برشلونة لا زال يمتلك طاقات قوية لولا نحس الإصابة، كما هو حال الهولندي فرنكي دي يونغ ونجمه الشاب أنسو فاتي العائد للتو إلى الملاعب بسبب الإصابة، لكنه أصيب ولسوء الحظ مجددا الأحد في الركبة على أمل أن ألا تكون خطيرة. كما أن عودة أغويرو والفرنسي عثمان دمبيلي وبيدري ستحدث فرقاً كبيراً في الهجوم.
هذا ما يحاول كومان شدّ الانتباه إليه حينما يقول إن "البطولة طويلة جداً وعلينا أن نستمر في التحسن".
ومع ذلك، لا يمكن لبرشلونة التراخي ولو للحظة، لأن هزيمتين في مبارياته الثلاث الأولى في دوري الأبطال تركته ثالثاً في المجموعة الخامسة بفارق 6 نقاط عن بايرن ميونيخ المتصدر، فيما يحتل في الدوري الإسباني المركز التاسع بفارق ثلاث نقاط عن المركز الرابع الأخير المؤهل الى دوري الأبطال وست عن سوسييداد المتصدر. وبالنسبة لبوسكيتس "هناك فجوة صغيرة لكن أعتقد أننا ننمو شيئاً فشيئاً. علينا الاستمرار".
و.ب/ع.ج.م (أ ف ب)
أهم الانتقالات في الدوري الألماني لكرة القدم
انتقالات عدة شهدها الدوري الألماني لكرة القدم في الميركاتو الصيفي المنتهي للتو. ورغم أن عنصر المفاجأة والإثارة غاب عن الصفقات المبرمة، إلا أنه يتوجب الوقوف عند بعضها كرحيل جادون سانشو وديفيد آلابا.
صورة من: Hansjürgen Britsch/Pressefoto Baumann/picture alliance
جادون سانشو إلى مانشستر يونايتد
بعد أربعة سنوات من اللعب ضمن فريق بروسيا دورتموند، أدار اللاعب جادون سانشو ظهره لبوروسيا دورتموند، حيث اختار التعاقد مع فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي. وبلغت قيمة الصفقة حوالي 85 مليون يورو.
صورة من: Mario Hommes/DeFodi Images/Getty Images
ديفيد ألابا إلى ريال مدريد
مثل رحيل ألابا عن بايرن ميونيخ بعد 13 عامًا في صفوفه حصل خلالها على 28 لقباً، واحدا من أكبر الانتقالات الذي شهدها الميركاتو الأخير على صعيد البوندسليغا. النمساوي يلعب اليوم في صفوف ريال مدريد الإسباني بقيادة المحنّك كارلو أنشيلوتي. ألابا (26 عاما) حصل على رقم "4" الذي "ورثه" عن أسطورة الملكي الأبيض راموس.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
دايوت أوباميكانو إلى بايرن ميونيخ
الفراغ النّاجم عن رحيل ألابا في قلب الدفاع البافاري، سيعوضه لاعب لايبزيغ السابق دايوت أوباميكانو. الصفقة بلغت قيمتها 42,5 مليون يورو. الفرنسي البالغ من العمر 22 عامًا جنبًا إلى جنب مع مواطنيه بنجامين بافارد ولويس هيرنانديز في خط الدفاع. ويكمل كينغسلي كومان وكورنتين توليسو الخماسية الفرنسية في فريق بايرن ميونيخ.
صورة من: Laci Perenyi/imago images
توماس ديلاني إلى فريق إشبيلية
لاعب دورتموند توماس ديلاني حطّ الرحال لدى فريق إشبيلية الإسباني. وفي حفل وداعه قال ديلاني أمام زملائه إنه "فخور جدا للعبه الفترة الماضية في فريق دورتموند العريق". وتابع: إنه "لأمر محزن، لكننا جميعا ننفصل كأصدقاء". ولعب ديلاني ثلاثة مواسم بقميص بروسيا دورتموند. ومع الفريق الأندلسي عليه العمل على انتزاع مقعده في التشكيلة الأساسية.
صورة من: Alex Gottschalk/Sven Simon/picture alliance
ماتيوس كونيا إلى أتلتيكو مدريد
من هيرتا برلين إلى أتليتيكو مدريد بطل الليغا الإسبانية. ماتيوس كونيا، وفي تطور لافت، التحق بالبوندسليغا عبر بواة لايبزيغ، ثم إلى هيرتا قبل عام ونصف مقابل 18 مليون يورو، والآن إلى الدوري الإسباني مقابل 30 مليون.
صورة من: Revierfoto/picture alliance
إسحاق بلفضيل ينتقل إلى هيرتا برلين
من تبعات انتقال كونيا إلى أتلتيكو، التعاقد مع المهاجم الجزائري اسحاق بلفضيل إلى غاية يونيو/ تموز 2022. ويمتاز بلفيضل (29 عاما) بمهارته في المراوغة والتمريرات السريعة، وقد لعب سابقا في صفوف هوفنهايم وبريمن. سجّل 20 هدفاً ضمن 73 مباراة في الدوري الألماني.
صورة من: picture-alliance/P. Ruiz
إيلاش موريبا إلى لايبزيغ
تعاقد فريق لايبزيغ مع لاعب برشلونة إيلاش موريبا البالغ من العمر 18 عاما. وبموجب الصفقة، سيدفع النادي الألماني للكاتالوني 16 مليون يورو إضافة إلى ستة ملايين يورو أخرى كمجموع للمكافآت الطويلة الأمد. ومن المفترض أن يعوض موريبا النمساوي مارسيل سابيتزر الذي انتقل بدوره إلى بايرن ميونيخ.
صورة من: Pressinphoto/Pro Shots/picture alliance
مارسيل سابيتزر إلى بايرن ميونيخ
اختار مارسيل سابيتزر الرحيل إلى البافاري مودعاً لايبزيغ، بعد أن اضطر الأخير الموافقة على الصفقة لكون أن العقد الذي يجمعه بلاعب خط الوسط كان ممتدا لنهاية موسم 2022 فقط. وهذا يعني أن عملية بيع اللاعب في الوقت الحالي مربحة أكثر. وقدّرت التقارير المحلية قيمة الصفقة ما بين 15 و16 مليون يورو. بينما وقّع الدولي النمساوي عقداً مع فريقه الجديد إلى نهاية موسم 2025.
صورة من: Lars Baron/Getty Images
لوكا فالدشميت إلى فولفسبورغ
يقول مارسيل شيفر، المدير الرياضي لفولفسبورغ عن هدّاف بطولة الأمم الأوروبية دون 21 عاما، إنه "يتناسب تماما" مع فريقنا ليس فقط "رياضيا، وإنما على مستوى شخصيته". سجّل الألماني لوكا فالدشميت تسعة أهداف في 27 مباراة بالدوري. وبعد فرانكفورت، وهامبورغر وفرايبورغ، سيكون فولفسبورغ الفريق الرابع الذي يلعب فالدشميت بقميصه في الدوري الألماني لكرة القدم.
صورة من: Joao Rico/NurPhoto/picture alliance
ماكسيميليان إيغشتاين إلى فرايبورغ
بعد مغادرة لاعب خط الوسط بابتيست سانتاماريا، كان على فرايبورغ البحث عن بديل وبسرعة. فوجد ضالته لدى فيردر بريمن الهابط حديثا إلى دوري الدرجة الثانية. فتمّ التعاقد مع أحد أفضل لاعبيه، ويتعلق الأمر بماكسيميليان إيغشتاين مقابل خمسة ملايين يورو. (الكاتب: أندرياس شتينسموس/ علاء جمعة)
صورة من: Hansjürgen Britsch/Pressefoto Baumann/picture alliance