انتزع المنتخب البرازيلي فوزا ثمينا من أنياب نظيره المصري بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة في المباراة التي جمعت بين الفريقين اليوم الاثنين (15 حزيران/يونيو 2009) على ملعب "فري ستيت" بمدينة بلومفونتين؛ وذلك ضمن الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول لبطولة كأس العالم للقارات 2009 التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري. وبات المنتخب البرازيلي يتصدر ترتيب المجموعة الثانية التي تضم إلى جانب مصر والبرازيل كل من إيطاليا وأمريكا، اللذان سيلعبان في وقت لاحق من مساء اليوم.

كاد الفريق المصري يحقق تعادلاً تاريخياً مع نجوم السامبا، ويعوض جماهيره عن هزيمته المخيبة للآمال أمام في مباراة الأسبوع الماضي أمام الجزائر 1/3؛ ولكن ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم الإنجليزي هاورد ويب لصالح الفريق البرازيلي في الدقيقة الأخيرة من المباراة قضت على أحلام الفراعنة من تحقيق الحلم، مع إحراز كاكا هدفاً من ضربة الجزاء المحتسبة.

خسارة مشرفة أمام أبطال العالم أربع مرات

من ناحية أخرى قدم الفريق المصري اليوم واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق وظهر ندا حقيقيا للبرازيليين، الذين بدوا مذهولين بأداء بطل إفريقيا. ولم تمض سوى خمس دقائق فقط حتى تقدم كاكا بهدف للبرازيل بعدما تلقى تمريرة بينية داخل منطقة الجزاء ليتحكم في الكرة بمهارة ويسدد مباشرة على يسار الحارس المصري عصام الحضري. إلا أن هدف الرد جاء برأس محمد زيدان، نجم بروسيا دورتموند، بعدما تلقى تمريرة عرضية من الناحية اليمنى ارتقى لها برأسه ليسكنها شباك الحارس البرازيلي خوليو سيزار.

شوط أول ذو تفوق برازيلي

وجاءت الدقيقة 11 حاملة معها الهدف الثاني للمنتخب البرازيلي بعدما نفذ ايلانو ضربة حرة مباشرة من خارج منطقة الجزاء، سددها لويس فابيانو برأسه داخل الشباك في الوقت الذي اكتفى فيه الدفاع المصري بمشاهدة الكرة وهي تحتضن الشباك. وواصل المنتخب البرازيلي ضغته على المرمى المصري، وكاد فابيانو أن يشكل خطورة على مرمى الحضري، ولكنه لم ينجح في اللحاق بتمريرة ايلانو. ثم شن كاكا هجمة عنترية من منتصف الملعب وتوغل بالكرة إلى داخل منطقة الجزاء الفريق المصري قبل أن يعترضه هاني سعيد وأحمد سعيد (أوكا).

وتمكن عصام الحضري من إنقاذ مرماه من هدف محقق في الدقيقة 25 بعدما تصدى بثبات للضربة الحرة المباشرة التي نفذها ايلانو من خارج منطقة الجزاء. وسدد أحمد فتحي لاعب الأهلي مصري كرة قوية من خارج منطقة الجزاء ولكنها مرت بالكاد بجوار القائم الأيسر لسيزار قبل أن ينفذ سيد معوض تسديدة قوية أمسكها الحارس البرازيلي بثبات. وأهدر محمد أبو تريكة فرصة خطيرة للمنتخب المصري وهو على بعد يارادات من المرمى البرازيلي بعدما تأخر في التسديد لينقض عليه دانيل الفيس وينتزع منه الكرة.

الحضري يتألق في اللوذ عن مرماه

واستمر تألق الحضري في اللوذ عن مرماه، فنجح في صد هدف مؤكد إثر ضربة حرة مباشرة سددها دانيل الفيس قوية قبل أن يحرز جوان سيلفيرا دوس سانتوس الهدف الثالث لنجوم السامبا في الدقيقة 37 بعدما ارتقى برأسه للضربة الركنية التي نفذها ايلانو من الناحية اليمنى. وحاول الفريق المصري تقليص النتيجة ولكن محاولاته الهجومية في الدقائق الأخيرة من عمر الشوط الأول لم تهدد المرمى البرازيلي. وفي الدقيقة الأخيرة من عمر الشوط الأول كاد حسني عبد ربه، لاعب أهلي دبي الإماراتي، أن يضيف الهدف الثاني للفراعنة بعدما تلقى تمريرة رائعة من سيد معوض ولكن تسديدته الرأسية علت العارضة بقليل. ولم تشهد الدقائق الأخيرة من عمر الشوط الأول جديدا ليخرج الفريق البرازيلي متقدما 3/1 .

شوط ثانٍ يحمل توقيع الفراعنة

ومع بداية الشوط الثاني أجرى حسن شحاتة، المدير الفني للمنتخب المصري، أولى تغييراته بخروج قائد الفريق أحمد حسن ونزول أحمد عيد عبد الملك. وأضاف محمد شوقي، لاعب ميدلسبره الإنجليزي، الهدف الثاني للفراعنة بعدما تلقى تمريرة من سيد معوض على حدود منطقة الجزاء سددها مباشرة في شباك خوليو سيزار. ولم تمض أكثر من دقيقة واحدة حتى كان الفراعنة على موعد مع هدف التعادل أحرزه زيدان بعدما تلقى تمريرة سحرية من أبو تريكة داخل منطقة الجزاء سددها مباشرة بقدمه اليسرى لتحتضن الشباك وسط دهشة الحارس البرازيلي.

ودب الحماس في نفوس لاعبي الفراعنة بعد إدراك التعادل وبدأ الفريق يتحكم إلى حد ما في مجريات اللعب في منتصف الملعب وكان هو الطرف الأخطر طوال العشرين دقيقة الأولى من أحداث الشوط الثاني. وحرم المدافع المخضرم وائل جمعة النجم البرازيلي كاكا من تسجيل الهدف الرابع لمنتخب بلاده قبل خمس دقائق من نهاية المباراة، بعدما تدخل في الوقت المناسب ليمنع كاكا من الإنفراد بمرمى الحضري.

ركلة جزاء في الوقت القاتل

وبينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة احتسب حكم المباراة ضربة جزاء لصالح المنتخب البرازيلي عندما لمست الكرة يد أحمد المحمدي داخل منطقة الجزاء ليتلقى لاعب إنبي المصري البطاقة الحمراء. وشهد قرار ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم الإنجليزي بعض الأحداث المثيرة حيث احتسب الحكم ضربة ركنية لصالح الفريق البرازيلي في البداية ولكنه عدل عن قراره واحتسب ضربة جزاء لنجوم السامبا بعد اعتراضات كبيرة من جانب الفريق الأصفر.

وانبرى كاكا لتنفيذ ضربة الجزاء محرزا منها الهدف الرابع للفريق البرازيلي. وفي الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع كاد أحمد عيد عبد الملك أن يحقق التعادل لمنتخب بلاده ولكن سيزار حرمه من تسجيل هدف محقق لينتهي اللقاء بفوز ثمين لصالح أبطال أمريكا الجنوبية.

(م س ح/د ب ا)

تحرير: هيثم عبد العظيم