حصيلة مأساوية جديدة تعلن عنها المفوضية العليا للمهاجرين التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة إثر غرق مركب لمهاجرين في المتوسط السبت الماضي.
إعلان
ارتفعت حصيلة غرق مركب مهاجرين السبت الماضي قبالة السواحل الليبية إلى أربعة قتلى ونحو 180 مفقودا، وفق حصيلة أعلنتها المفوضية العليا للمهاجرين التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء (17 يناير/ كانون الثاني 2017). ووضعت الحصيلة الجديدة استنادا إلى شهادات أربعة ناجين وصلوا مساء الاثنين إلى مرفأ تراباني غرب جزيرة صقلية الإيطالية.
وأوضح الناجون الأربعة (ثلاثة رجال وامرأة) أن المركب الخشبي من طابقين انطلق الجمعة من ليبيا وعلى متنه أكثر من 180 شخصا، جميعهم من القرن الإفريقي، بحسب ما نقل متحدثان باسم المنظمتين لوكالة فرانس برس.
وبعد خمس ساعات على الإبحار، تعطل المحرك وبدأ المركب يغرق وجرفت المياه المهاجرين شيئا فشيئا. وقال أحد الناجين إنه حاول عبثا العثور على زوجته التي كانت جالسة في وسط المركب. وبعدما قضى الناجون الأربعة ساعات في المياه، انتشلتهم سفينة فرنسية مشاركة في عملية "تريتون" التي تقوم بها وكالة "فرونتيكس" الأوروبية لمراقبة الحدود، على مسافة 30 ميلا بحريا من السواحل الليبية، ثم نقلوا الى سفينة "سيام بايلوت" النروجية المشاركة أيضا في عملية فرونتيكس.
ووصلت "سيام بايلوت" مساء الاثنين الى تراباني وعلى متنها الناجون الأربعة إضافة إلى 34 شخصا تمت إغاثتهم من مركب آخر، وهي تحمل أيضا أربع جثث انتشلت من موقع الغرق.
ووصل أكثر من 2300 مهاجر هذه السنة إلى إيطاليا بحسب أرقام المفوضية العليا للاجئين على الرغم من سوء الأحوال الجوية.
من حلب إلى بريمرهافن - متحف يعرض قصة فرار أسرة سورية
أصبحت قصص هروب اللاجئين السوررين من وطنهم إلى ألمانيا، على غرار قصة أسرة كوتو من حلب، جزءا من قصص الفرار واللجوء والهجرة التي يعرضها متحف "منزل المهاجرين" في مدينة بريمرهافن الألمانية. اخترنا بعضا من محطاتها في صور.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
صورة تذكارية من عام 2006 لعائلة كوتو: الأب خليل والأم حميدة والأطفال منان ودولوفان وأياس ونيرفانا. لا أحد منهم كان يتوقع ما ستشهده سوريا بعد سنوات فقط من ذلك التاريخ من حرب أهلية ودمار وقصص هروب ولجوء كلها معاناة وحزن.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
اتخاذ القرار بالفرار
عندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 كان خليل كوتو، وهو مهندس كهربائي، يدير فرعا لوزارة الطاقة السورية في موطنه الأصلي في مدينة عفرين، شمال غرب سوريا. ومع اشتداد الأزمة في بلاده فقد خليل عمله، كما شحَّ الماء والغذاء. وفي أبريل/نيسان من عام 2014 أصبح الوضع خطيرا جدا إلى درجة أن عائلة كوتو وجدت نفسها مجبرة على الفرار – في البداية إلى تركيا حيث تعيش أم خليل.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي تركيا باءت محاولات خليل بإيجاد عمل يوفر منه قوت أسرته بالفشل، عندها قررت العائلة في يوليو/تموز عام 2014 السفر إلى ألمانيا، بتأثير أيضا من شقيق خليل الذي كان حينها يعيش في لندن. لكن الأسرة أجبرت على قضاء الأشهر الست التي تلت قرارها بالرحيل من تركيا في أحد مراكز اللاجئين في بلغاريا. ومن هناك أخذ معه خليل هذه الملعقة كتذكار.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي دورتموند، غربي ألمانيا، كانت المحطة قبل الأخيرة في رحلة الفرار الطويلة والشاقة لعائلة كوتو، حيث قدمت هناك طلبها في اللجوء قبل أن يتم توجيهها إلى ولاية بريمن، شمالي ألمانيا. وفور وصوله إلى المدينة الساحلية حصل خليل على هدية من امرأة هي عبارة عن بنطلون من الجينز، وهو أول قطعة ملابس يحصل عليها في ألمانيا. وأخيرا وفي مدينة بريمرهافن تم إيواء الأسرة السورية في أحد المراكز المخصصة للاجئين.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
مستقبل يكتنفه الغموض
أصبحت عائلة كوتو تعيش في بريماهافن منذ خريف عام 2014. الأطفال التحقوا بمدارس، فيما يتعلم خليل وزوجته اللغة الألمانية وكله أمل في العثور قريبا على عمل. ورغم معاناتها، إلا أن عائلة كوتو تحب أن تتحدث عن ذكرياتها في وطنها سوريا. أياس مثلا، الطفل الأصغر في العائلة، جلب معه هويته الخاصة برياض الأطفال الذي كان يتردد عليه في حلب كتذكار. بيد أن لا أحد يعرف ما إذا كانت رحلتهم قد انتهت في ألمانيا...
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
5 صورة1 | 5
يذكر أن العام الماضي كان الأصعب خاصة لخفر السواحل الايطاليين مع عمليات لإغاثة نحو 180 ألف مهاجر ومصرع الآلاف غرقا رغم جهودهم المكثفة اليومية لإنقاذهم. وتعد ليبيا بسبب الاضطراب الأمني والسياسي التي تعيشه نقطة انطلاق آلاف من المهاجرين لعبور المتوسط إلى أوروبا.