قتل ما لا يقل عن 12 شخصا بينهم وزير في "الحكومة المؤقتة"، جراء تفجير شخص لنفسه بحزام ناسف في اجتماع بمخفر في مدينة إنخل بمحافظة درعا السورية. كما قتل نساء وأطفال في حرائق ضخمة وقعت في حلب جراء عمليات قصف.
إعلان
أفاد شادي الجندي، مسؤول العلاقات العامة في "الحكومة المؤقتة" المنبثقة عن المعارضة السورية لفرانس برس بمقتل 12 شخصا على الأقل بينهم وزير الإدارة المحلية يعقوب العمار وإصابة العشرات بجروح جراء تفجير استهدف اليوم الخميس (22 سبتمبر/ أيلول 2016) تجمعا في افتتاح مخفر للشرطة المحلية في مدينة انخل في محافظة درعا جنوب البلاد. وأوضح الجندي أن بين القتلى ناشطين معارضين وعسكريين ومسؤولين محليين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التفجير قام به شخص يرتدي حزاما ناسفا وأضاف في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) نسخة منه إن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات خطرة، ووجود معلومات عن قتلى آخرين . وأشار المرصد إلى ورود أنباء عن مقتل قائد عسكري بارز في فرقة إسلامية جراء التفجير.
حرائق ضخمة في حلب
وفي حلب تسببت الغارات الكثيفة التي تعرضت لها الأحياء الشرقية في مدينة حلب باندلاع حرائق ضخمة وسقوط قتلى. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "نفذت طائرات حربية بعد منتصف ليل الأربعاء/ الخميس 14 غارة على الأقل على مناطق في حيي بستان القصر والكلاسة في مدينة حلب" ما تسبب "باندلاع حرائق كبرى خصوصا في حي بستان القصر".
وتسبب القصف الخميس على حي بستان القصر بمقتل سبعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء وفق المرصد الذي أحصى أمس مقتل 12 مدنيا بينهم طفلان جراء الغارات على الأحياء الشرقية.
واتهم مركز حلب الإعلامي وناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي طائرات النظام السوري وروسيا بإلقاء قنابل حارقة على الأحياء الشرقية. ولم يكن في الإمكان التأكد من ذلك.
كما تعرضت الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام لسقوط قذائف أطلقتها فصائل مقاتلة بعد منتصف الليل على أحياء ميرديان والرواد وبستان الزهرة والمشارقة.
وعلى صعيد أخر ، أفاد المرصد بأن فريقاً من الهلال الأحمر أدخل دفعة جديدة ضمن قافلة مساعدات تحمل مواد إنسانية وطبية إلى مدينة معضمية الشام الواقعة بالغوطة الغربية لدمشق. وحسب المرصد ، تكفي هذه الدفعة لآلاف الأشخاص، على أن يتم إدخال دفعات جديدة في الأيام القادمة للمدينة ولمناطق أخرى في ريف العاصمة دمشق.
ص.ش/ هـ. د (أ ف ب، د ب أ)
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".