حذرت منظمة "سيف ذا تشيلدرن" غير الحكومية من أن آلاف الأطفال عالقون في القسم الغربي من الموصل، عقب إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي انطلاق عملية تحرير المنطقة من سيطرة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"
إعلان
وأطلقت "سيف ذا تشيلردرن" تحذيرها اليوم الأحد (19 فبراير/ شباط 2017)، مشيرة أن نحو 350 ألف طفل عالقون في القسم الغربي من الموصل. وحثّت القوات العراقية وحلفاءها على "بذل كل ما بوسعهم لحمايتهم".
وشدد مدير مكتب المنظمة في العراق ماوريتسيو كريفاليرو على "ضرورة إقامة ممرات آمنة بأسرع ما يمكن لإجلاء المدنيين". ويأتي ذك بعد ساعات من إصدار بيان رئاسي حمل توقيع رئيس الوزراء حيدر العبادي يفيد بانطلاق العمليات العسكرية لاستعادة غرب المدينة من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية". يذكر أن القوات العراقية أعلنت في وقت سابق من استعادة الشطر الشرقي من المدينة. وجاء في البيان: "نعلن انطلاق صفحة جديدة من عمليات +قادمون يا نينوى+ لتحرير الجانب الأيمن من الموصل"، ثاني مدن العراق.
ومعركة الموصل تدخل في إطار معركة واسعة أطلقتها القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في 17 تشرين الأول/أكتوبر لاستعادة المدينة، آخر أكبر معاقل تنظيم "داعش" في العراق. غير أنه وفي شرق الموصل وتحديدا في المناطق التي تقول بغداد إنها استعادت السيطرة عليها، شهدت اليوم الأحد تفجيرين انتحاريين أسفرا عن مقتل خمسة أشخاص من بينهم ثلاثة جنود عراقيين.
من جهته، أعلن قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله عن تقدم ميداني حققته قواته، يتجلى في استعادة السيطرة على مناطق متفرقة بما في ذلك قرية عذبة على طريق الموصل، وقريية اللزاكة على الطريق القديم حمام العليل-الموصل. كما أكد استعادة السيطرة على محطة الكهرباء الرئيسية في لزاكة، حيت تمّ "رفع العلم العراقي فوق المباني"، وفق البيان الصادر عن قائد عمليات "قادمون يا نينوى". وفي بيان لاحق، أكد يار الله أن "قوات الشرطة الاتحادية، حررت قرى الكافور والجماسة وقرية البجواري".
ويصف الخبراء العسكريين المعركة القادمة في القسم الغربي من أشد المعارك صعوبة ضد التنظيم الجهادي، إذ وصفها قائد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الجنرال ستيفن تاونسند بكونها "معركة صعبة لأي جيش كائنا من كان" مضيفا: أن القوات العراقية "على مستوى التحديات".
و.ب/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ)
الأنوار تضئ كنائس نينوى من جديد بعد التحرير من "داعش"
بعد تحرير مناطق في محافظة نينوى العراقية من أيادي تنظيم "داعش" بدأ المسيحيون العراقيون يتدفقون إلى مناطقهم المحررة. ورغم تدمير كنائسهم من قبل التنظيم الإرهابي، إلا أنهم عادوا للصلاة، حاملين معهم شموع الأمل.
صورة من: Reuters/A.Awad
عراقية مسيحية تحمل شمعة وسط مسيحيين ومسيحيات احتفلوا بقداس عيد الميلاد مع نهاية عام 2016 في كنيسة في برطلة، إحدى البلدات التي تقع في سهل نينوى، بمحافظة نينوى. من جديد يعود الزوار وتعود الكنائس للحياة في البلدة، التي خضعت لأكثر من عامين لتنظيم "داعش" الإرهابي.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/K. Dawood
صورة للمسيح، هذا ماتبقى من كنيسة في قضاء الحمدانية في نينوى، بقيت شاهدة على ماحل بها من دمار. فبعد احتلال داعش لنينوى تعرضت كنائس للحريق والدمار كما أسكت التنظيم أصوات أجراس الكنائس، واضطهد المسيحيين، واتباع المعتقدات الآخرى.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Coex
مظاهر دمار لحقت بكنيسة في بعشيقة قرب الموصل، هذا ماخلفه تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي طرد من بعشيقة في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، بعدما دمر أبرز المعالم المسيحية في المدينة. أغلبية سكان بعشيقة هم من المسيحيين والإيزيديين كما أن بها أقلية من العرب. وتعد بعشيقة إحدى أكبر المدن التي يسكنها أغلبية مسيحية في العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Schwinghammer
رجل مسيحي يقف مصدوما أمام الخراب الذي ألحقته ميلشيا داعش بكنيسة في بغديدا، بسهل نينوى. وبغديدا أو بخديدا هي بلدة تقطنها أغلبية من المسيحيين الآشوريين. وقد توقفت الصلوات في كنائسها منذ سيطرة داعش على مناطق سهل نينوى في صيف 2014، حيث نزح عشرات آلاف المسيحيين إلى مناطق مجاورة كما هاجر كثيرون خارج العراق.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Moskwa
كنيسة مار شموني في وسط بلدة برطلة عادت لتشهد صلوات من جديد بعدما تحررت برطلة من أيدي داعش. وفي الصورة نرى تواجدا أمنيا يصاحب المشاركين في قداس عيد الميلاد في ديسمبر/ كانون الأول 2016. برطلة تقع شرق الموصل وأكثر سكانها من المسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك.
صورة من: Reuters/A.Awad
كنيسة مار شموني في برطلة تابعة للسريان الأرثوذكس، هنا اجتمع ما يقارب من 300 عراقي مسيحي للصلاة في قداس عيد الميلاد لأول مرة بعدما هربوا قبل عامين خوفا من بطش "داعش". وقد تم تحرير برطلة في أكتوبر/ تشرين الأول.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Moskwa
بعد غياب أكثر من عامين عادت القوات العراقية إلى مناطق سهل نينوى وأحياء في الموصل، بعدما طردت منها داعش في الحملة الكبيرة التي مازالت قائمة لتحرير الموصل. وقد تواجدت قوات الأمن بكثافة خلال قداس عيد الميلاد هنا في برطلة، ونرى في الصورة رجل دين سرياني يرحب بفرد الأمن.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Moskwa
كان تنظيم داعش يخير المسيحيين بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو القتال ومن ثم الرحيل ولذلك أصبحت مناطق كثيرة في نينوى خالية من سكانها. لكنهم عادوا الآن بعد تحرير تلك المناطق، وأسرعوا بالرجوع إلى كنائسهم حاملين معهم الأمل ببداية حياة جديدة، بعد معاناة لم يسبق لها مثيل. الكاتبة: زينب الخفاجي