نداء استغاثة من مخيم كارا تيبي للاجئين في ليسبوس اليونانية
٦ مارس ٢٠٢١
أصبح مخيم كارا تيبي للنازحين في جزيرة ليسبوس اليونانية غير مناسب لبقاء اللاجئين فيه بسبب ظروف الشتاء القاسية. وجمعيات الإغاثة الدولية تدق ناقوس الخطر بشأن الظروف الكارثية هناك.
إعلان
تسير الأمور من سيء إلى أسوأ في مخيم كارا تيبي المؤقت للنازحين في جزيرة ليسبوس اليونانية. ونشر السكان صوراً على حسابNow_you_see_me_moriaعلى تطبيق انستغرام، تظهر فيها أعمدة من تتصاعد فوق الخيام البيضاء الخاصة باللاجئين، وتظهر امرأتان وهما تطلبان المساعدة.
النص المصاحب للصورة يقول "حريق آخر في مخيم موريا الثاني في ليسبوس، احترقت خيمتان. هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، لأن الحكومة لا تهتم باللاجئين".
لا يستخدم سكان مخيمي موريا وكارا تيبي تطبيق إنستغرام فحسب، بل يستخدمون أيضاً منصة إلكترونية أخرى تسمى Now You See Me Moria للفت الانتباه إلى وضعهم المزري. ونظراً لعدم السماح للمصورين وأطقم التلفزيون من الخارج بالوصول إلى هناك، فإن هذه الصور ومقاطع الفيديو حالياً، هي الطريقة الوحيدة للحصول على معلومات حول شكل الحياة داخل المخيمات.
تحمل سكان المخيم انخفاضاً مفاجئاً وغير متوقع في درجات الحرارة، تزامن مع تساقط الثلوج على جزيرة ليسبوس. وتسبب هبوب رياح شديدة في تطاير أقمشة الخيام، وحالت التربة الطينية بالجزيرة دون تجفيف المياه، وتحولت المعسكرات إلى مكان موحل.
في 17 فبراير/ شباط، نشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليونان تغريدة قالت فيها: "موجة برد تجتاح اليونان، ويعيش الآلاف من اللاجئين وطالبي اللجوء في خيام أو ملاجئ مؤقتة في جزر ساموس وخيوس وليسبوس، في ظل درجات الحرارة المنخفضة والرياح الجليدية في ظروف محفوفة بالمخاطر".
يعيش حوالي 15000 نازح حالياً في عدد قليل من الجزر اليونانية، نصفهم يستقر في كارا تيبي بجزيرة ليسبوس. وتم إنشاء الموقع المؤقت بعد حريق دمر معظم مخيم موريا في أيلول/ سبتمبر 2020. وتقع كارا تيبي على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهذا هو السبب في أن سكانها يتعرضون بانتظام للعواصف والفيضانات.
داخل هذا المخيم يعيش حوالي 2500 قاصر. ومنذ حريق موريا، لم يعد يُسمح لسكان المخيم بإعداد وجباتهم بأنفسهم. وبدلاً من ذلك، تولى العسكر اليوناني مسؤولية إمدادهم بالطعام. كارا تيبي محاطة بسياج من الأسلاك الشائكة وتحت المراقبة المستمرة، فقد تم فرض إغلاق صارم لاحتواء انتشار فيروس كورونا.
"الخيام التي غمرتها المياه، والمراحيض والحمامات قليلة جداً، ولا تتوفر هناك أي حماية من العواصف والأمطار: يُظهر مخيم اللاجئين الذي تم إنشاؤه حديثًا في جزيرة ليسبوس اليونانية سياسة اللاجئين الفاشلة في أوروبا"، وفقًا لمنظمة الإغاثة الكاثوليكية الألمانية، التي ساعدت في تركيب دورات المياه وتوزيع وجبات الطعام والبطانيات وتقديم دروس اللغة الإنجليزية والاستشارات النفسية.
وتقول المنظمة إن المخيم - المصمم لاستيعاب ما يصل إلى 10000 شخص - غير مناسب لسكن حتى 7000 شخصاً يعيشون هناك حالياً. وتضيف أنه بصرف النظر عن عدم كفاية المرافق الصحية، لا يوجد مصدر موثوق للغذاء والماء.
شاركت إيزابيل شياني، مراسلة محطة WDR الألمانية مؤخراً مقطع فيديو مروّعًا على تويتر صوره أحد السكان يظهر شاباً يتحدى المطر الغزير والريح القوية للوصول إلى مرحاض متنقل - وهو إنجاز ليس سهلاً في كارا تيبي. ولفتت إيزابيل من خلال التغريدة إلى أنه من غير القانوني تصوير مثل هذا الفيديو وإرساله خارج المخيم.
في 17 فبراير/ شباط نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً يفيد بأن أجزاء من كارا تيبي بنيت على أرض ملوثة بالرصاص. وحول هذا الموضوع علق بلقيس ويل، الباحث البارز في مجال الأزمات والنزاعات ضمن منظمة هيومن رايتس ووتش، بالقول: "بعد سبعة أسابيع من تلقي الحكومة اليونانية نتائج الاختبارات التي أظهرت مستويات الرصاص غير الآمنة، اتخذت الحد الأدنى من الإجراءات، وتستمر الآن في التقليل من المخاطر".
في غضون ذلك، استقبلت ألمانيا عائلات لاجئين إضافية من ليسبوس. ففي الـ 17 فبراير/ شباط المنصرم، هبطت طائرة تقل 26 عائلة في هانوفر. وقالت وزارة الداخلية الألمانية إن مجموعهم يبلغ 53 بالغاً و63 طفلاً. ومنذ مارس/ آذار 2020، استقبلت ألمانيا 1677 شخصًا من ليسبوس.
تقول المفوضية الأوروبية إنها رفعت تمويلها إلى 30 مليون يورو (36 مليون دولار) لنقل العائلات من ليسبوس إلى دول أخرى. إلى جانب ألمانيا، وَعَدَتْ كل من فرنسا وبلجيكا وبلغاريا وكرواتيا وفنلندا وأيرلندا والبرتغال وسلوفينيا وهولندا والنرويج والسويد أنها ستستقبل النازحين من اليونان.
أستريد برانج / م.ب
نيران الجحيم ـ تاريخ مخيم موريا
تعرض مخيم اللاجئين موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية للحريق، وقد أصبح الوضع في المخيم المكتظ في غاية الحرج. لكن حتى قبل الحريق كان الوضع مأساويا في أكبر مخيم للاجئين في أوروبا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Balaskas
ليلة الحرائق
في ليلة الأربعاء (9 سبتمبر 2020) اشتعلت حرائق في مخيم اللاجئين موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية وفي عدة مواقع. ولذلك هناك فرضية أن الحرائق اُضرمت عن قصد. بعض سكان المخيم تحدثوا عن إحراق متعمد من طرف سكان محليين. وهناك تقارير تفيد بأن لاجئين هم الذين أضرموا النيران.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Lagoutaris
على قارعة الطريق
تمكن سكان مخيم اللاجئين المكتظ من النجاة بحيث لم يُسجل موتى ولا مصابون. وحسب وسائل إعلام يونانية، فإن الكثير من الأشخاص لجأوا إلى مرتفعات وغابات بالقرب من المخيم. وتفيد تقارير مساعدين بأن آلاف الأشخاص تائهون في الشوارع ولا يوجد طعام ولا ماء وتعم الفوضى.
صورة من: Imago Images/Xinhua/P. Balaskas
فقدان مقومات الحياة
أُقيم المخيم لاحتضان 2800 شخص. وإلى حين نشوب الحرائق كان يعيش هناك نحو 12.600 لاجئ. وحتى قبل الحريق كانت ظروف الحياة كارثية. وعندما ننظر إلى هذه الصورة بعد الحريق، يظهر بسرعة جليا أنه في المستقبل القريب لا يمكن توفير حياة كريمة في المخيم.
صورة من: Reuters/E. Marcou
قريبا من تركيا
مخيم اللاجئين موريا يقع في شرق الجزيرة اليونانية ليسبوس. ولا يبعد عن الشواطئ التركية سوى نحو 15 كلم. وليسبوس هي ثالث أكبر جزيرة في اليونان وبها حوالي 90.000 نسمة. وحوالي 38.000 شخص يعيشون في عاصمة الجزيرة ميتيليني البعيدة فقط بضعة كيلومترات من موريا.
إخفاء معالم صورة المخيم على غوغل
من يرغب في مشاهدة مخيم اللاجئين موريا على خريطة غوغل من الجو فلا يسعفه الحظ. فصورة المخيم برمته تم إخفاء معالمها ولا يمكن التعرف عليه من خلالها. وردا على سؤال من دويتشه فيله DW قال موقع غوغل بأنه ليس هو من يقوم بحجب الصور، بل جهات ثالثة تنجز صور الأقمار الصناعية. ولا يُعرف لماذا تم إخفاء معالم صورة المخيم.
صورة من: 2020 CNES/Airbus, European Space Imaging, Maxar Technologies
المخيم بصورة جوية
هذه الصورة من الجو تكشف بأن المخيم توسع بشكل ملحوظ، ففي الوقت الذي يظهر فيه على صورة الأقمار الصناعية لخريطة غوغل أن المنزل بالسطح الأحمر لم يكن جزءا من المخيم، يبدو في الصورة الجوية أن المخيم يتوسع بشكل تدريجي ليشمل البناء المذكور.
صورة من: DW/D. Tosidis
نظرة إلى الماضي
تم التقاط صور لمنطقة المخيم في ديسمبر/ كانون الأول 2011. حينها لم يكن هناك مخيم موريا أو أي مخيم آخر. وعوضا عن ذلك كان هناك منشأة عسكرية. واعتبارا من أكتوبر 2015 تم في الموقع تسجيل طالبي لجوء قبل نقلهم إلى البر اليوناني.
صورة من: 2020 Google
البقاء في المخيم يطول منذ الاتفاق مع تركيا
في الوقت الذي ينبغي فيه بقاء المهاجرين في المخيم لوقت قصير ـ هذه الصورة تعود لأكتوبر 2015 ـ يستمر بقائهم في المخيم مع الاتفاقية الأوروبية التركية منذ مارس/ آذار 2016. ومنذ ذلك الوقت ينتظر طالبو اللجوء هنا توزيعهم على دول أخرى في الاتحاد الأوروبي أو ترحيلهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
الانتظار والانتظار ثم الانتظار...
بعد الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لم يعد بوسع المهاجرين الانتقال إلى الأراضي البرية اليونانية، لأن تركيا لن تعيد استقبالهم في حال وصولهم إليها. وبما أن بلدان الاتحاد الأوروبي غير متحدة فيما يخص إيواء المهاجرين، فإنهم يبقون طويلا في المخيم. ويوجد الكثير من الجنسيات في ظروف سيئة وفي مجال ضيق، وعليه لا عجب أن تحصل توترات.
صورة من: DW/D. Cupolo
عندما تتفجر التوترات
تفجرت التوترات منذ سبتمبر/ أيلول 2016 في مواجهات عنيفة أدت أيضا إلى إضرام نيران. وحينها كان يوجد "فقط" نحو 3000 مهاجر في المخيم. يومها تم تدمير أجزاء كبيرة في المخيم. وبعد أشهر قليلة من ذلك الحريق أضرم مئات المهاجرين النار في حاويات مؤسسة اللجوء الأوروبية احتجاجا على الفترة الزمنية الطويلة لمعالجة الطلبات في المخيم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schwarz
نيران وموتى
في سبتمبر/ أيلول 2019 حصل حريق إضافي كبير. حينها اشتعل بستان زيتون وفي الأثناء توسع المخيم على أرضه. وبعد 20 دقيقة من حادث البستان اشتعل حريق إضافي داخل المخيم أدى إلى وفاة شخصين: امرأة ورضيعها. وفي ذلك الوقت كان يقيم في المخيم أكثر من 12.000 شخص.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
قطع زيارة مسؤول ألماني
في أغسطس من العام الجاري زار أرمين لاشيت، رئيس وزراء شمال الراين وستفاليا، أكبر ولاية من حيث عدد السكان في المانيا موريا. وكان ينوي في الحقيقة معاينة ما يُسمى الجانب العشوائي خارج المخيم. ولأسباب أمنية تم شطب هذه الزيارة من البرنامج. قبل ذلك تشنجت الأجواء وحصلت هتافات تدعو إلى "تحرير موريا".
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Hülsmeier
والآن ماذا سيحدث؟
مخيم مكتظ وظروف عيش مخيفة وتوترات عرقية، ثم ظهرت حالات كورونا الأولى. إنه وضع كارثي. كان هذا حتى قبل الحريق. فهل يعني الحريق الأخير زوال المخيم أم تشكل الكارثة نقطة تحول نحو توفير متطلبات حياة كريمة؟ إلى حد الآن لا أحد يمكنه الإجابة على هذا السؤال.